نائب رئيس مجلس شورى حزب الرشاد، وعضو مؤتمر الحوار الأستاذ/ محمد طاهر أنعم- في حوار مع "أخبار اليوم":

هناك محاولات للعودة باليمن إلى مرحلة الاستفراد بالقرار والانقلاب على الدولة

2014-06-13 12:48:38 حاوره/ قائد الحسام

حذّر محمد طاهر أنعم- القيادي في حزب الرشاد السلفي ونائب رئيس مجلس شورى الحزب وعضو هيئته العليا- حذر من محاولات للعودة بالبلاد إلى المرحلة السابقة، مرحلة التوريث والاستفراد بالقرار، واحتكار السلطة والثروة.

 ونوه إلى افتعال الحروب لمآرب شخصية ومالية وقال إن هناك محاولات حثيثة لاستغلال أعمال التخريب، وتوجيهها نحو وجهة الانقلاب على الدولة..

وأضاف" إن هذه الأعمال التخريبية للنفط والكهرباء وغيرها هي أعمال مفتعلة، لها عوامل متعددة، بعضها موجه من بعض من فقدوا مصالحهم أو يخشون فقدانها، وبعضها غير موجه، وإنما هي مطالبات خاصة ومحلية يتم تقديمها بأسلوب همجي متخلف حد قوله.

وقال: هذه المحاولات للاستغلال تقوم بها قوى متعددة، وهي جميع مراكز النفوذ السابقة، والتي فقدت مصالحها أو تخشى أن تفقدها بسبب التوجه الجديد للدولة اليمنية نحو الفدرالية، والتي تعتبره تلك القوى أمرا مفزعا تسعى لإيقافه بأية وسيلة.

وأفاد أنعم بأن مشكلة بلاد ثورات الربيع العربي أنها ابتليت بجهات معادية خارجية وداخلية، تسعى بكل قوة لإفشال هذه الثورات، وكبح جماع الانطلاق للبناء والتغيير الراشد، الذي سيدفع شعوبا أخرى، ومناطق متعددة لاستلهام تجارب هذه الانتفاضات ضد الظلم والدكتاتورية والفساد والقهر الموجود في الدول العربية والإسلامية.

وأشار إلى أنظمة سخرت مئات الملايين من الدولارات من أجل التخريب في بلاد الربيع العربي، ومن أجل الانقلاب على نتائج التغيير، ومن أجل إفقاد الشعوب أي إحساس بالاستفادة من الثورة والتغيير.

هذا جانب مما قاله لنا الأستاذ/ محمد طاهر أنعم- القيادي في حزب الرشاد السلفي ونائب رئيس مجلس شورى الحزب وعضو هيئته العليا- في حوار مع "أخبار اليوم".. فإلى نص الحوار:



* بعد مضي أكثر من عامين من ثورة فبراير لا تزال الأوضاع تبعث على القلق وتثير مخاوف المواطنين سواء كانت أوضاعاً أمنية أو اقتصادية أو سياسية كيف تقرأ ذلك ولماذا لم يحدث الانفراج حتى الآن؟

- متى يبلغ البنيان يوماً تمامه،، إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

مشكلة بلاد ثورات الربيع العربي أنها ابتليت بجهات معادية خارجية وداخلية، تسعى بكل قوة لإفشال هذه الثورات، وكبح جماع الانطلاق للبناء والتغيير الراشد، الذي سيدفع شعوباً أخرى، ومناطق متعددة لاستلهام تجارب هذه الانتفاضات ضد الظلم والدكتاتورية والفساد والقهر الموجود في الدول العربية والإسلامية.

وهذه النتيجة من الواضح أنها تخيف البعض كثيراً، فتجعلهم يدفعون مئات ملايين الدولارات من أجل التخريب في بلاد الربيع العربي، ومن أجل الانقلاب على نتائج التغيير، ومن أجل إفقاد الشعوب أي إحساساً بالاستفادة من الثورة والتغيير.

ولو تركت تلك الجهات (الداخلية والخارجية) بلادنا في حالها للمسنا تغييراً إيجابيا ملحوظاً خلال هذه الفترة اليسيرة، ولكنه المكر الكبّار لإجهاض تطلعات شعوبنا للحرية والنهضة، ونحن– مع عملنا واجتهادنا في التغيير نحو الأفضل- ننتظر التدخل الإلهي ليحكم بيننا وبين هؤلاء القوم، فهو القائل سبحانه وتعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).

* تحدثتم سابقاً على صفحتكم في الفيس بوك عن اكتمال مشهد الثورة المضادة من افتعال أزمات وإضرابات وتأزيم للمشتقات النفطية؟ ما العوامل التي ساعدت الثورة المضادة على إرباك المشهد اليمني وجر البلاد للتردي؟ ولماذا لأمانة العاصمة النصيب الأكبر من الأزمات التفجيرات الاغتيالات الإضرابات والانطفاءات؟


- هذه الأعمال التخريبية للنفط والكهرباء وغيرها هي أعمال مفتعلة، لها عوامل متعددة، بعضها موجه من بعض من فقدوا مصالحهم أو يخشون فقدانها، وبعضها غير موجه، وإنما هي مطالبات, خاصة ومحلية يتم تقديمها بأسلوب همجي متخلف..

وهناك محاولات حثيثة لاستغلال هذا التخريب، وتوجيهه نحو وجهة الانقلاب على الدولة، والعودة بالبلاد إلى المرحلة السابقة، مرحلة التوريث والاستفراد بالقرار، واحتكار السلطة والثروة، وافتعال الحروب لمآرب شخصية ومالية.

وهذه المحاولات للاستغلال تقوم بها قوى متعددة، وهي جميع مراكز النفوذ السابقة، والتي فقدت مصالحها أو تخشى أن تفقدها بسبب التوجه الجديد للدولة اليمنية نحو الفدرالية، والتي تعتبره تلك القوى أمرا مفزعا تسعى لإيقافه بأية وسيلة.

وأمانة العاصمة هي صاحبة النصيب الأكبر من هذا التخريب المتعمد لأن فيها الكتلة الأكبر من السكان من جميع مناطق اليمن، وفيها الشركات والوزارات والسفارات وكثير من المراكز الحساسة في البلاد.. ولا بد من تفكير جاد في إعادة النظر في موقع العاصمة اليمنية.

* ما أبرز إنجازات مؤتمر الحوار الوطني الذي شاركتم فيه؟


- وثيقة مؤتمر الحوار الوطني هي وثيقة تاريخية عظيمة القدر، تحقق الكثير من المصالح لبلادنا وشعبنا في حال تطبيقها بعد صياغتها دستوريا وحصولها على الإقرار الشعبي.. وفي الحوار تمت صياغة مئات الموجهات الدستورية والقانونية والتوصيات في صالح شعبنا، وفي شتى المجالات، وسيكون لها أثر ملموس خلال الأعوام المقبلة بإذن الله.

أعظم وأكبر إنجاز لمؤتمر الحوار الوطني في بلادنا هو إقرار الفدرالية كنظام حكم في البلاد.

 

فقد كان نظام الحكم المركزي سبباً مباشراً لاحتكار السلطة والثروة من قبل مجموعات عائلية وقبلية معينة في المركز، وضياع وخراب الأطراف في معظم المناطق والمحافظات اليمنية في الجنوب والمناطق الوسطى وتهامة والمحافظات الصحراوية والأرياف والمدن البعيدة عن المركز.

وكانت مشاكل المركز التاريخية والفكرية والمتعلقة ببنيوية التفكير وأسلوب التعاطي لدى تلك القوى هي السبب الرئيس والمباشر في تخلف اليمن على مدى مئات السنين، ولذلك فإن أي حلول لا تعطي المجال لجميع المناطق والجهات اليمنية للانطلاق في التنمية والبناء والإعمار، فهي عبث خارج حدود الحل الذي يمكن أن يخرج عامة الشعب اليمني من الاستمرار في الصراع والتمحور حول مراكز القوى التي ترمي فتات الثروة لاستجلاب الأنصار من أجل تثبيت السلطة.

ولقد استخدمت بعض تلك القوى المرعوبة من خيار الفدرالية بعض المثقفين والمتدينين لمقاومة الفدرالية باعتبارات متنوعة، من أعجبها أنها سبب لتمزيق البلاد وانفصالها، وهذا انعدام في الوعي السياسي، فعامة دول العالم المتماسكة اليوم هي دول فدرالية، ومنها الدول الكبرى القوية، أو الدول النامية الناجحة، وهي دول تزيد تماسكا وقوة بسبب النظام الفدرالي الذي يحفظ حقوق جميع الولايات والأقاليم والمقاطعات، ولا يجعل البلد تعصر نفسها من أجل أن تصب السلطة والثروة في أيدي حفنة يتمتعون بها، ويتشرد باقي الشعب في البلاد المجاورة من أجل البحث عن أدنى فرص العيش على مدار عشرات السنين، مثلما حصل في بلادنا.

* كيف تنظرون لإصرار بعض الجماعات على حمل السلاح وتشكيل الميليشيات المسلحة، مثل حركة الحوثي؟


- لا يمكن في أي دولة في العالم أن يكون السلاح الثقيل والمتوسط لدى أي جهة غير الدولة، ونحن ندعو الجميع لتسليم السلاح للدولة، ليكون حصرا لديها.

وقد كان من أهم مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي وقع عليها جميع الأطراف المشاركة بما فيها مكون أنصار الله، أن يتم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للجهات الحكومية.. وهذا الأمر ينبغي أن يكون متوازنا ومن جميع الأطراف والقوى والقبائل وفي وقت وجدول محدد، بحيث لا يتم التركيز على فئة معينة دون الأخرى، ولا يحصل ظلم لأحد.. كما ينبغي تهيئة جميع الأجواء لتنفيذ هذه القرارات والاتفاقيات، وذلك بإيقاف الاستفزازات الإعلامية، ومنع التحريض الطائفي، والاستمرار في الهيكلة الإيجابية للجيش والأمن اليمني، والاتفاق على وثيقة شرف لجميع القوى الدينية والوطنية تجعل المصلحة الوطنية والتعايش المشترك سقفا أعلى للجميع.

* إلى أين تسير اليمن حسب تحليلكم، وما مدى رضاكم عن الوضع الذي وصلت إليه بلادنا؟


- برغم كل محاولات التخريب التي تحاول نشر ثقافة اليأس والتحطيم المعنوي لدى قطاعات واسعة من أبناء شعبنا، إلا أن المراحل التي قطعتها دولتنا بعد ثورة فبراير هي مراحل مهمة وحساسة.. الوضع في بلادنا بعد الثورة ومؤتمر الحوار الوطني يشبه وضع الولادة التي يرافقها ألم شديد ومخاض مستمر، ولكن يجب الصبر عليه من أجل المولود المنتظر, أما ضرب الجنين بسبب الألم، ومحاولة قتله وهو في داخل بطن الأم بحجة استمرار المخاض والآلام فهو غباء سيؤدي إلى نتائج أكثر خطرا في المستقبل.

لا يمكن أن نلعن ثورتنا، ولا أن نطفئ شمعتنا التي أشعلناها في ظلام الجهل والقهر والفساد الذي كنا نعيش فيه، ولا يمكن أن نرجع القهقرى للوراء، فقط لأن بعض شياطين الإنس يريدون التخريب والعودة لمرحلة التوريث والمركزية.

الوضع غير مرض بشكل تام، والتدهور الذي يلمسه المواطن في شتى المجالات يجعل اليمن من أكثر بلاد العالم اليوم تخلفا وانهيارا، ولكن الأمر المهم الذي يجب أن يعلمه اليمنيون جيدا، وأن يجعلوه نصب أعينهم أن هذا الوضع ليس بسبب التغيير ولا الثورة، وإنما بسبب تراكمات عقود طويلة من التخلف والخراب وترك المجال للعصابات الهمجية في مختلف المناطق، وعدم بناء دولة حقيقية، ولا توجيه المال والدعم لهذا الغرض العظيم، وإنما نهبها والتلاعب بها وشراء الولاءات من أجل الكرسي.

واليوم يحاول بعض النافذين السابقين استغلال تلك المرحلة البئيسة في تهييج نفس القوى المتخلفة للتخريب وقطع الكهرباء والطريق عن ناقلات الغاز والبترول والديزل، ونشر الفوضى وحمل السلاح والتصرفات السلبية والإجرامية.

يجب أن نعي جيدا أن مقاومة هذا الوضع السلبي الذي نعيشه هو ليس بالهياج والتماشي مع مطالب المخربين والمفسدين، بل بالتماسك المجتمعي وإحساس الجهات الرسمية والقوى الوطنية والمجتمع المدني بواجباتها ومسئولياتها التاريخية في اللحظة الراهنة، حتى يتم الاستفتاء على الدستور، والبداية بالعمل بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تشكل في غالبيتها العظمى المستقبل المنشود الذي ينتظره أبناء الشعب اليمني في التعليم والصحة والحقوق والعدل والاستقرار.

* كيف تقيّم سير الجماعات الدعوية السلفية في اليمن وكذلك توقعك للعمل السياسي السلفي الجيد؟

- العمل الدعوي للجماعات السلفية فيه إيجابيات وفيه سلبيات، ولا بد من المراجعات المستمرة والمتكررة للعمل الدعوي، لتعزيز الإيجابيات وتطويرها، وللتخلي عن السلبيات وعلاج آثارها داخل الجماعات أو المنعكسة على القوى الأخرى والنظرة السلبية من بعض القطاعات الشعبية للسلفيين, وهناك دعوات متجددة للتصحيح والتطوير داخل العمل السلفي في اليمن في مختلف الجماعات، وهي دعوات إيجابية تنهض بالعمل وتحاول تحسين سمعته والتخلي عن النماذج السلبية والسمعة السيئة التي ارتبطت ببعض السلفيين بسبب أخلاقيات أو سلوكيات متشددة أو عنيفة أحيانا.

ولقد كان توجه السلفيين للعمل السياسي مؤخرا بعد الربيع العربي هو من أهم المراجعات التصحيحية الإيجابية داخل التجمعات السلفية في جميع دول الربيع العربي، فبدل انعزال المجتمعات، والعيش في عزلة شعورية وإقصاء مفتعل، قرر كثير من السلفيين تغيير تلك المنهجية والمشاركة في المدافعة والتصحيح الاجتماعي والسياسي، وتقديم المشاريع الإيجابية للعمل, وهذا الأمر حقق سمعة إيجابية للسلفيين ومشاريعهم ورغبتهم في أن يقدموا شيئا في البلد، وخاصة من واقع تجربة حزب الرشاد في مؤتمر الحوار الوطني، ومشاريعه الإيجابية في كثير من المجالات، والتي حسنت كثيرا من سمعة السلفيين لدى القوى السياسية.

ولكن جاء حزب النور المصري ليعيد تلك السمعة البغيضة والسيئة لدى مجموعات من المنتمين للسلفية من أعوان الطواغيت وأنصار الظلمة، الذين يفرحون بمخالفة الآخر الإسلامي ويفجرون في الخصومة بسبب أحقاد تاريخية، ونزاعات شخصية.. وإصلاح تلك السمعة السيئة لحزب النور -سيء الذكر- أمر صعب، لكن نسأل الله أن يعيننا عليه، وكل الخوف من ظهور أحزاب سلفية في اليمن مثل ذلك الحزب البئيس، تتعيش على مخالفة الآخر، وتدور في فلك بعض الدول التي تعرض الأموال والأعطيات لشراء الولاءات والمواقف.

* كلمة ختام تفضل؟


نسأل الله أن يصلح حال بلادنا، وأن يدفع عنا مكر الأقارب والأباعد، فإنه القوي الذي لا يعجزه شيء من أعمال المجرمين، والرحيم الذي نرجو رحمته بنا.. وندعو جميع القوى الوطنية في بلادنا لتجاوز مراحل الصراع البينية، والتوجه نحو التهدئة والصلح وتقديم التنازلات المشتركة، من أجل الوصول لمرحلة الاستقرار والتعايش.

ولنا في بعض الدول التي أصرت قواها على الحرب والنزاع –مثل الصومال- عبرة لما صار إليه مآلها وحال أهلها من التشرد والضياع لأكثر من عشرين سنة، وكل قوى في بلادنا تظن أنها تستطيع أن تقصي الآخر وتنفيه من الوجود فهي قوى واهمة، ولذلك لا بد من التعايش والحلول المشتركة.

ولا سبيل -بعد توفيق الله عز وجل- لذلك الأمر إلا بالتكاتف مع الدولة اليمنية متمثلة في الرئاسة والجيش والأمن، فهذه هي المؤسسات التي يمكن لليمنيين أن يجتمعوا عليها ويحتكموا لها في الوقت الحالي.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد