قرية بيت بوس التاريخية "سناع".. معلم حضاري من معالم اليمن الشهيرة، يقطنها عدد من العائلات اليمنية حتى اليوم، لكن القرية تعاني من معضلات حقيقية في الخدمات الأساسية لسكانها، وواقعها كقرية تاريخية تعتبر مصدراً سياحياً هاماً، واقعة في جنوب العاصمة صنعاء، مهددة بالاندثار جراء تساقط الصخور التي تقيد بالحبال في الوقت الحالي..
قرية سنع (القرية الخضراء ) تقع في جنوب غرب الأمانة وتتبع مديرية سنحان وبني بهلول ، تتميز بالبنايات المعمارية والمناطق الأثرية والسياحة والعيون الجارية الأبدية والأشجار المثمرة وغير المثمرة والمسابح المجانية وتعتبر منطقة محمية سياحية بقرار رئاسي, فقد كانت هجرة علم للمطرفية إلى أن جاء الإمام عبدالله بن حمزة فقام بإجلائهم وأعاد بناء وترميم المسجد الكبير بسناع التي تصب العيون فيه وكان يسكنها الإمام حيث وله دار تسمى بدار الإمام وهي موجود إلى الآن ويتوافد فيها السواحل بشكل فردي وجماعي في أيام الإجازات والمناسبات وتزدحم في أيام العيد وتزرع فيها أشجار المشمش- البرقوق- واللوز والجوز والكمثري والتين وأشجار أخرى ويحيط بها العديد من الجبال منها جبل شتر واكثر ما يميزها قربها من العاصمة ( صنعاء) والهـواء الصافي الطلق ،ويوجد فيها العديد من القبائل الـ" البحري ، المطاع ، زيدان".
على اختلال الروايات التاريخية لهذه القرية الشامخة على المرتفعات في منطقة بيت بوس في العاصمة صنعاء وسميت باسمها فإنها بلا أدنى شك واحدة من أهم لشواهد التاريخية على حضارة يمانية طويلة، حيث يعود بناءها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد في ظل حكم مملكة حمير اليمني.. القرية التاريخية هذه جمعت بين نقطتين؛ أولهما أنها موقع تاريخي بامتياز وثانيهما وهو الأغرب أنه ما زال يقطنها سكان في عصرنا الحاضر.
تتكون القرية من أكثر من 200 منزل يتراوح علوها ما بين طابقين وأربع طوابق وتتوزع بشكل شبه دائري على سطح التل الذي تصل مساحته إلى نحو كيلو متر مربع وله شكل شبه بيضاوي ينتصب طرفه الشرقي في مقدمة القرية المطلة حالياً على مساحة خضراء باتت صغيرة جداً هي ما بقيت من الحقول الزراعية التي كانت تشكل وادياً خاصاً بهذه القرية وهو الوادي الذي اختفى بفعل التوسع العمراني لمدينة صنعاء.
ونظراً لعدم توفر الخدمات الأساسية لسكان القرية فقد تقلص أعدادهم خلال العشرين السنة الماضية بشكل كبير كما يقول أحد سكانها، بينما يأسف زوار هذا الموقع الأثري المهم على إهمال السلطات له وتخاذلها في اتخاذ ما من شأنه أن يعجل منه وجهة للسائحين من كل أنحاء العالم.
هذا المعلم التاريخي الذي أخذ منه الزمن كل مأخذ بتهدم مبانيه العتيقة واحداً تلو الآخر يضع السلطات اليمنية أمام خيارين لا ثالث لهما.. الخيار الأول إما أن تعمل على صيانته وإعادة ترميمه كمعلم سياحي وعلامة فارقة في التاريخ اليمني وإما أن تقدم خدمات أساسية لسكانه وبنية تحتية لحياة عصرية فيندثر ما بقي فيه من معالم أثرية بقية شامخة على مر العصور.
فالقرية السياحية التي أصبحت مزاراً للقادمين إليها في العطل الرسمية تفتقر لمقومات الجذب السياحي ووضع النظافة فيها شبه معدوم في شارعاً يعتبر همزة وصل بين العاصمة صنعاء والحديدة.. كما أنها قرية بلا خدمات طبية تغني الأهالي فيها عن الذهاب لمراكز أمانة العاصمة الصحية ...فمتى تنظر الجهات المعنية لهذه القرية (سناع)التي لا تبعد سوى أمتار عن قلب العاصمة.