القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذو الفقار سويرجو لـ

القيادة تعاونت استخبارياً مع الاحتلال لاستهداف مختطفي المستوطنين

2014-06-30 05:56:53 حاوره / ناصر ابو الهيجاء


مقابلة استثنائية تجاوزت الحصار وبصوت يعلو على كل أنواع الكواتم المصممة لكتم الحقيقة..

الدكتور/ سويرجو- عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والكاتب والمحلل السياسي- كان رحباً بدون تردد في الإجابة الفورية عبر اتصال "أخبار اليوم" معه عبر النت ولعلنا اخترقنا حاجز الكتم بالصوت الحق والحقيقة الواضحة والصريحة تناولنا فيها أوضاع الشعب في غزة والهجمة الصهيونية على شعبنا وجاهزية المقاومة للتصدي لأي عدوان وهموم التواصل بين القيادة والشعب واستحقاقات المرحلة الحالية والقادمة وإمكانية حصول الانتخابات وغيرها.. فإلى الحوار:

* ما رأيكم في الجبهة الشعبية بمجريات الأمور اليوم في الضفة الغربية وغزة بعد اختفاء المستوطنين وهل ترون أن القيادة الفلسطينية كان موقفها مقبولاً؟

- إن ما يجري من أحداث متتالية ومرتبطة بعملية اختفاء الصهاينة الثلاثة هي نتيجة متوقعة بأن يفقد الكيان صوابه ويقوم بحملة من البطش والاعتقال والانتقام من الأبرياء لكي يغطي على فشله وعجزه في هذا الملف أولاً لأن العملية وإن صح حدوثها فقد حصلت في منطقة تابعة أمنياً لسلطة الاحتلال وتمت بحرفية عالية أذهلت القيادة العسكرية "الإسرائيلية ".. وثانياً إنها فشلت في عمليات البحث والمعلومات الاستخباراتية وهذا أفقد الثقة بالحكومة وبالجيش, فمن الطبيعي أن تكون ردة فعل العدو مجنونة ومتخبطة لخلق حالة من الأمن الوهمي لدى الجمهور في دولة الكيان, أما غير الطبيعي في هذا الملف هو موقف القيادة الفلسطينية الرسمية والتي تساوقت مع المطلب الأمني الإسرائيلي وأبدت استعدادها للتعاون للكشف عن المناضلين الذين نفذوا العملية بل وقدمت تسهيلات استخبارية ولوجستية التزاماً منها بالاتفاقات الأمنية مع دولة الاحتلال دون أن يقوم الاحتلال حتى باحترام القوى الأمنية التي شاركته البحث.. شيء معيب ومخزي وخارج عن كل الأعراف الوطنية.

* مضت أسابيع على تشكيل حكومة التوافق هل ترون أنها تسير على الخطى المتفق عليها في كل المجالات الخدمية والإدارية والتهيئة للانتخابات؟

- حتى اللحظة ما جرى من تنفيذ لبنود تفاهمات المصالحة لم ينفذ منه إلا بند تشكيل الحكومة وبعض الأمور الإدارية في الوزارات, أما فيما يتعلق بالملفات الخمسة أو الأربعة الأخرى كالتحضير للانتخابات ومنظمة التحرير والأجهزة الأمنية وتوحيد المؤسسات وإعادة ترتيب الأجهزة الأمنية على أساس وطني.. كل ما سبق لم يتم نقاشه حتى اللحظة بسبب الضغوطات التي تتعرض لها القيادة الرسمية من أطراف عديدة إسرائيلية وأميركية وعربية والتي تعمل على إفشال عملية المصالحة بكل الوسائل وتدفع الأمور باتجاه تدمير فكرة وبنية وممارسة المقاومة حتى تصبح السلطة أداة طائعة في أيادي الصهاينة وحلفائهم على طريق تصفية القضية الفلسطينية.

* هل ستشارك الجبهة الشعبية في الانتخابات إذا جاءت, وهي التشريعي والمجلس الوطني؟.

- من المبكر الحديث عن مشاركة الجبهة في أي انتخابات قادمة تخص السلطة أي المجلس التشريعي وهي مسألة قيد البحث لدى هيئات الجبهة القيادية أما المجلس الوطني فهو الهيئة الفلسطينية الأعلى لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والمشاركة فيه مسالة حتمية.

* ها يمكن لك دكتور أن تشرح لنا الوضع اليوم في غزة؟ وهل من تغيرات حصلت بعد إعلان حكومة الوفاق؟

- الوضع في قطاع غزة مأساوي جداً لأسباب كثيرة على رأسها الحصار وانعدام مقومات الحياة الطبيعية وانهيار البنية التحتية للمجتمع الغزي وظهور نزعة الانتقام لدى البعض من خصومهم السياسيين من خلال إغراقهم في مشاكله الاقتصادية والسياسية وعدم المحاولة الجدية لتغيير الوضع للأفضل بحجة أن الاحتلال لا يسمح بذلك وهذا ظهر في غياب الرواتب ومستحقات الموظفين وعدم قبول البنوك للأموال المقدمة لإعادة بناء قطاع غزة وتسديد رواتب الموظفين وعليه الوضع قابل للانفجار في أي لحظة في اتجاه التصعيد ضد إسرائيل لقلب الطاولة وخربطة كل الأوراق.

* ما المطلوب فلسطينياً اليوم في ظل الانسعار الصهيوني؟ ما هو المخرج من التهميش للقضية في ظل توقف المفاوضات وفي ظل ما تواجهه المقاومة من هجوم ؟

- المطلوب أولاً دعوة القيادة المؤقتة "ل م ت ف" والتي تضم كل الأطراف لوضع استراتيجية فلسطينية موحدة تستند للحق الفلسطيني أولا في المقاومة بكل أشكالها ووقف كل أشكال المفاوضات والتنسيق مع الطرف الإسرائيلي المطلوب ونقل الملف الفلسطيني بأكمله لأروقة الأمم المتحدة وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والعمل فورا على الانضمام إلى كل المؤسسات الحقوقية الدولية خاصة محكمة الجنايات لملاحقة قادة العدو كمجرمي حرب والعمل- في نفس الوقت- على ترميم الروح الوطنية في الشارع الفلسطيني وإعادة الهيبة للمشروع الوطني ودعم صمود الناس في اتجاه خلق حالة من الاشتباك المستمر على كل الجبهات الشعبية والسياسية والدبلوماسية..

* هل ترون أن العدو ممكن أن يقوم بعملية واسعة في غزة وما هو موقفكم وموقف الفصائل وجاهزيتكم لذلك؟

- فيما يتعلق بالهجوم على غزة فكل السيناريوهات متوقعة ولكن معرفة نتنياهو بالتكلفة الباهظة لأي تصعيد استثنائي ضد غزة سيجعله يفكر ألف مرة بالقدوم على اجتياح واسع خاصة في هذه الظروف التي يعاني فيها الداخل الإسرائيلي من حالة من عدم الثقة في حكومتهم بسبب التجارب السابقة مع المقاومة والتي أوجعتهم وهجرت أكثر من نصف مليون في اتجاه الشمال, ناهيك عن معرفتهم بالقدرات الجديدة للمقاومة والقادرة على خلق حالة من توازن الرعب وفي نفس الوقت الحكومة الإسرائيلية غير معنية بإضعاف قوة حماس في غزة للإبقاء على حالة الانقسام التي انتهت على الورق فقط.

* كلنا يعلم الأوضاع اليوم في غزة وأوضاع البؤس عامة بعد الحصار وما زادها أزمة المرتبات ما قولك دكتور في ذلك؟ و هل استهداف حركة حماس اليوم بهذا الهجوم الشامل ترونه استثناء أم أنه استهداف لخط المقاومة عموما وأنتم في ذات الخندق؟

هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة ولن يتراجع قيد أنملة بالأساليب السلمية والتفاوضية وهو يتخذ من هذه السياسة طريقة لإدارة الصراع وكسب الوقت وخلق وقائع جديدة على الأرض تنسف إمكانية حل الدولتين ووضع الفلسطينيين في معازل وتجمعات سكانية لا حول لها ولا قوة.. وعليه فإن مواجهة ما سبق يستوجب البحث في وسائل المواجهة بكل أشكالها أولا لوضع حد للسياسة الإسرائيلية المتعالية والمتعجرفة وغير القابلة للاعتراف بالآخر وفي نفس الوقت تطوير قدرات المقاومة في إخضاع العدو للقبول بصفقات التبادل من خلال الطريقة التي يفهمها لغة القوة.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد