قال إن المتمردين أهدروا كرامة الإنسان وصادروا حق المواطن في العيش الكريم..

رئيس ائتلاف المنظمات الحقوقية بمحافظة حجة لـ(أخبار اليوم):

2017-02-16 06:07:15 أخبار اليوم/ عبدالواسع راجح

أكثر من عامين مرت وميليشيات التمرد تعبث بحياة المواطنين، خاصة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، حولت حياتهم إلى جحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، دون وازع من ضمير أو خوف من رقيب، رعت الاستبداد وأنعشت الإرهاب بكل أشكاله .
محافظة حجة واحدة من أكثر المحافظات التي منيت بجرائم الميليشيات التي لا تعد ولا تحصى، بكافة مجالات الحياة.. "أخبار اليوم" سلطت الضوء على حالة حقوق الإنسان فيها عبر هذا اللقاء مع رئيس ائتلاف المنظمات الحقوقية بالمحافظة المحامي والحقوقي/ هادي وردان، الذي يصف حالة حقوق الإنسان فيها بـ(المهدورة).. إلى التفاصيل :
 - أكثر من عامين مرت على التمرد والانقلاب المشئوم .. كيف تصف الوضع الحقوقي بالمحافظة؟
 * في البداية أقدم شكري وتقديري لـ"أخبار اليوم" لتسليط الضوء على هذا الملف المهم الذي لم يعط الاهتمام المطلوب من قبل كثير من وسائل الإعلام ..
يمكن القول بأن الإنسان اليمني وخصوصاً في محافظة حجة تعرّض- خلال العامين الماضيين- لانتهاكات لم تحصل في غيرها، فقد استخدمت الميليشيات المواطنين دروعاً بشرية، وزجوا بالأطفال في المواجهات العسكرية واستباحوا الحقوق وانتهكوا الأعراض وأسكتوا كل الأصوات الرافضة لهم بقوة السلاح ..
كما أغلقوا بوابة الحريات ومنعوا الصحف واعتقلوا الصحفيين وشردوهم حتى النساء لم تسلم من أياديهم كل ذلك وفريق الرصد التابع للائتلاف الحقوقي متابع لمجرياتها ويقوم بالتحقيق والمتابعة والتحري من المعلومات من خلال الشهود وبعض التقارير.. وبالتالي يمكن القول بأن حالة حقوق الإنسان في المحافظة خلال العامين الماضيين أهدرت وأصبح الإنسان الذي كرمه الله وكرمته الشرائع والأديان والمواثيق والمعاهدات الدولية هدفاً لنيران جماعة الحوثي وصالح الذين قضوا على أبسط الحقوق وانتهكوا أغلى ما يملك الإنسان وهو الشرف والعرض. 
تلك الجرائم والأحداث أوجدت لدينا وعيا حقوقيا، حيث تم تدريب راصدين وتم تفعيل كثير من المنظمات المحلية والدولية وأوجدت لها راصدين في المديريات الذين بمجملهم تم تشكيل الائتلاف الحقوقي وقد لاقت قضية كشر ومستبأ تعاونا كبيرا من المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام المختلفة ..
- مع مرور ذكرى ثورة فبراير، ما الذي تضمنته هذه الثورة في الجانب الحقوقي؟ وإلى أي مدى لا تزال الآمال في تحقيقها؟
* بلا شك فإن ثورة فبراير أحدثت الكثير من المتغيرات وأوجدت بيئة قوية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في جميع المجالات.. وقد كانت ركيزة أساسية في مخرجات الحوار الوطني ولاقت اهتماما واسعا من قبل حكومات ما بعد ثورة فبراير لولا المتغيرات التي أحدثها تحالف الحوثي وصالح الذي قضى على كل جميل في البلد وحقوق الإنسان جزء من المنظومة التي تم القضاء عليها، ما الذي تتوقع أن يبقى لحقوق الإنسان بعد مصادرة مؤسسات الدولة برمتها .
ورغم ذلك إلا أننا لم نفقد الأمل في تحقيق المستقبل المنشود لحقوق الإنسان اليمني، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي كفلت للمواطن كافة حقوقه، وما مواجهة التمرد من قبل أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليوم إلا جزء من معركة الانطلاق نحو المستقبل المنشود لكل اليمنيين، الذين خرجوا مساندين لثورة فبراير وأهدافها النبيلة .
- رصدتم طيلة الفترات الماضية جملة من الانتهاكات التي طالت أبناء حجة من قبل الميليشيات، اطلعنا على حجم هذه الجرائم مذيلة بالأرقام إن أمكن؟
* نعم.. رصدنا الكثير من الانتهاكات التي لم تكن وليدة انقلابهم المشئوم في 21 سبتمبر 2014م، وإنما بدأت ضد أبناء المحافظة منذ وقت مبكر مع منتصف 2011م، حيث مارست أبشع الجرائم بحق أبناء حجور خصوصاً مديريتي كشر ومستباء وامتدت بعد ذلك جرائمها إلى بعض المديريات المجاورة، بلغ إجمالي ضحاياهم حينها 155 قتيلاً بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء فيما بلغ عدد الجرحى 300 مواطن، إلى جانب ضحايا الألغام التي زرعوها تسببت في مقتل 39 شخص وإعاقة آخرين، كما أن الألغام لا تزال تهدد المواطنين إلى اليوم بالإضافة نزوح عشرات الآلاف من أبناء المنطقة ..
وفيما بعد الانقلاب عمت انتهاكاتهم مختلف المديريات والتي تنوعت بين القتل والإصابة والإخفاء القسري والاختطافات ومداهمة المنازل والقرى والتهجير القسري والمضايقات والتشريد، بالإضافة إلى رصد حالات التعذيب والمعتقلات المستحدثة مع حالات الحرمان من التعليم وحالات تجنيد الأطفال وإشراكهم في المواجهات المسلحة في جبهات القتال، حيث بلغ عدد حالات القتل خارج القانون- خلال العامين الماضيين 47 حالة بينهم 5 حالات أطفال وحالتين نساء وحالتين موت تحت التعذيب، فيما بلغ عدد حالات الاختطاف والإخفاء القسري 1200 حالة التي تم رصدها بينها 430 حالة تعرضوا للتعذيب الشديد وحالات كثيرة منها حرمان التعليم، حيث بلغ عدد من تم حرمانهم من التعليم 3 آلاف طالب وطالبة، وكشف رصدنا عن إشراك 900 حالة في المواجهة المسلحة، إلى جانب أعداد كبيرة من الانتهاكات لا يتسع المجال لذكرها ..
- هذه الجهود في رصد جرائم المتمردين، إلى أين مصيرها؟ وهل لديكم رؤية في الائتلاف لتفعيلها وصولاً لمحاكمة مرتكبيها؟
* نحن بذلنا جهوداً كبيرة ولازلنا نقوم بعملية الرصد ونجري تحقيقاً للبعض من الحالات وقد أعددنا الكثير من الملفات وفق المعايير المطلوبة أمام القضاء الدولي والمحلي، وتهدف بهذا الرصد مبدئياً حماية حقوق الضحايا من الضياع وعندما يجد الضحية والشاهد الدولة التي تحميه لاشك أنه سيتقدم بها أمام القضاء ويطالب بحقه دون أن يؤثر العامل الزمني في ذلك كونها جرائم لا تسقط بالتقادم وبالتأكيد أن لدينا رؤية لمستقبل الملفات التي تم التحقيق قيها ..
- أمام هذه الجرائم البليغة ضد إنسانية أبناء المحافظة، كيف تصفون تعاطي المجتمع الدولي مع المتمردين رغم رصيدهم الأسود طيلة العامين؟ وهل هناك فرق بين أعمال التمرد في اليمن وغيرها من الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش؟
* نحن بالنسبة لنا لا نعول كثيراً في موقف المجتمع الدولي بقدر ما نثق في موقف الضحايا وأهاليهم الذين بوقوفهم وإيمانهم بقضيتهم لاشك أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب لاسيما ونحن في مجتمع قبلي ممزوج ببعضه بحيث لا نجد أي صعوبة في القبض على المجرمين الذين بفعلهم المباشر تحقق الانتهاك ولا يمكن أن يفلت المجرمون من العقاب أمام القضاء وبالنسبة للمجتمع الدولي الذي عادة يغلب عليه الجانب السياسي الذي تسبب في حرمان الضحايا من حقوقهم إرضاء لأطراف الصراع وبالتالي يظل التعويل على الموقف الدولي حاضراً مع التحفظ بالنتائج التي تؤول عليه .
ولا يختلف اثنان بأن أعمال ميليشيات التمرد مماثلة بل وأكثر من جرائم القاعدة وداعش، والواقع يؤكد هذه الحقيقة، إلا أن التعاطي الدولي مع الملف اليمني كما قلت لك له حسابات سياسية أكثر منها حقوقية .
- زجت الميليشيات بالآلاف من الأطفال بالمحافظة في حروبها العبثية وإعلامهم شاهد على توثيقها، ما موقف القانون الدولي من هذه الأعمال؟ وما رسالتك للمواطنين بهذا الشأن؟
* بلا شك أن جماعة الحوثي وصالح انتهكت حقوق الطفولة بشكل تجاوز كل التوقعات، حيث تم رصد مقتل 125طفلاً في المواجهات من بين 900 طفل تم الزج بهم في جبهاتهم تتراوح أعمارهم ما بين 13- 16 سنة، وهذا الرقم المهول يعد انتهاكاً بحقهم، بنص القانون الدولي الإنساني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية، التي تجرم من يقوم بإشراك الأطفال في الأعمال المسلحة، وألزم الدول الأطراف الموقعة على الاتفاقيات بالالتزام بما ورد في نصوص القانون وتوعدت تلك القوانين بتنفيذ العقوبة لمن يخالفها، وسبق وأن حذرنا الآباء وندعوهم عبركم بالحفاظ على أبنائهم حتى لا يصبحوا فريسة للجماعات الإرهابية كما ندعوهم لحمايتهم ورفض الممارسات التي تقوم بها جماعة الحوثي بحق فلذات أكبادهم .
- إلى أي مدى أثرت سياسات التمرد بالمحافظة على حياة المواطنين بمختلف الجوانب؟
* لقد تأثر أبناء الشعب اليمني في جميع المجالات أهمها تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وخصوصاً أبناء حجة، من خلال فرض سياسة الأمر الواقع والقيام بأعمال النهب والجبايات على التجار والمواطنين، وخلقوا السوق السوداء التي يتحكمون من خلالها في رفع الأسعار خصوصاً المشتقات النفطية التي يعتمد عليها غالبية أبناء السهل التهامي وأبناء المحافظة التي لا يوجد بها أي مورد غير الزراعة وهذه بمجملها أسباب رئيسية في تدهور الوضع المعيشي وزيادة معاناة المواطنين في شتى المجالات
- كشف مصادر مطلعة بمركز المحافظة عن توجهات قمعية لموظفي الدولة الذين انقطعت مرتباتهم منذ خمسة أشهر إذا ما قاموا بالإضراب عن العمل أو غيرها من الوسائل للمطالبة بحقوقهم، كيف ترى مثل هذه الأعمال كمحامي؟ وما رسالتك لموظفي الدولة محدودي الدخل؟
* الأسلوب القمعي ومنع أي دعوات للمطالبة بأدنى الحقوق وبسط القبضة الأمنية والقضاء على كل الأصوات الرافضة لهم هو الأسلوب الذي يستند إليه المتمردين، ونحن في فريق الرصد كشفنا عن العديد من الانتهاكات التي مورست بحق المواطنين، حيث سبق وأن باشرت بقتل المتظاهرين المدنيين في مديرية شرس الذين خرجوا للمطالبة بتوفير الخدمات الضرورية بالإضافة إلى منع الوقفات الاحتجاجية وملاحقة النشطاء والصحفيين والحقوقيين والسياسيين. ومؤخراً استخدمت الرصاص الحي في مواجهة الموظفين الذين مر عليهم خمسة أشهر بدون مرتبات والاعتداء بالضرب والاعتقال بحق عمال النظافة والتحسين حتى النازحين لم يسلموا من انتهاك حقوقهم جراء محاولتهم في المطالبة بتوفير أدنى الاحتياجات، وهذا يعد سلباً لأبسط حقوق المواطنة .
ومن هنا أدعوا كافة المواطنين والموظفين على وجه الخصوص لأن يثبتوا ولا يتركوا حقهم، مهما كانت التضحيات فالحقوق تنتزع ولا توهب ..
- كلمة أخيرة تود قولها؟
أقولها لأبناء المحافظة وخصوصاً المثقفين شريحة الطلاب والمعلمين والأكاديميين، ألا يفقدوا الأمل وأن يعملوا على إيجاد نهضة قوية في جميع المجالات وإحياء روح التحرر ورفض ثقافة القمع، والظلم بكل أنواعه، وترك أي خلافات أخرى حتى يستعيد أبناء الشعب كرامتهم ويستعيدوا مؤسسات الدولة المخطوفة وينتزعوا حقوقهم المنهوبة وإحياء روح التعايش، وترسيخ ثقافة السلام والحب وإعادة الروح الأصيلة التي عرف بها اليمنيون ..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد