مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة ومشرف الجبهات الحدودية- اللواء/ على حميد القشيبي لـ"أخبار اليوم":

ماضون ومعنا كل الأحرار والشرفاء في حسم معركة التمرد وأيام الانقلابيين باتت معدودة

2017-05-10 06:36:02 حاوره/ عبد الواسع راجح

تشهد مختلف جبهات القتال في اليمن ضد المتمردين معارك ضاربة، توالت فيها انكسارات الميليشيات امام تقدم ملحوظ لقوات الجيش الوطني المسنودة بقوات التحالف العربي.
ومن أبرز الجبهات التهابا ما يجري في الجبهات الحدودية الواقعة ضمن محافظتي صعدة وحجة، والتي تضاعفت فيها خسائر الانقلابيين البشرية والمادية خاصة منذ مارس الماضي.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على مستجدات المعارك في الجبهات الحدودية ومستوى تقدم قوات الشرعية فيها، والأهداف القادمة، ومستوى التنسيق بينها بمختلف الجبهات في تعز وصنعاء والجوف والحديدة، وذلك من خلال هذا اللقاء الذي أجرته مع مشرف الجبهات الحدودية، مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة اللواء/ على حميد القشيبي، الذي كشف عن انتصارات كبيرة حققها أبطال الجيش الوطني فيها، وغيرها من القضايا المتعلقة بحسم معركة التمرد، في حوار شفاف وصريح، وهذه تفاصيله..

*كيف تقيمون مستوى تقدم الجيش الوطني في الجبهات الحدودية؟ وهل آن الأوان لحسم معركة التمرد وتحرير الوطن من الانقلابيين؟
-في البداية أتوجه بالذكر والتقدير وجزيل الاحترام للأبطال في ميادين العزة والكرامة من منتسبي الجيش الوطني الذين يروون أرض الوطن بدمائهم الزكية لدحر شرذمة الشر الانقلابية، وتحرير الوطن من عبثهم الذي طال كافة مجالات الحياة.
وفي الحقيقة لقد أبلى شجعان الجيش الوطني بلاء حسنا ويحرزون تقدما ملحوظا كل يوم، بالمقابل تراجع وانكسارات للميليشيات التي قربت نهايتها، سواء في جبهات صعدة أو حجة أو الحديدة وكافة جبهات القتال.
وكما تتابعون ويتابع كافة أبناء الوطن في الداخل والخارج كيف يتكبد المتمردين خسائر بشكل يومي في الأرواح والعتاد، والجيش الوطني قيادة وأفراد عازمون على اجتثاث هذه الشجرة الخبيثة من أرض الوطن لينعم الشعب بحياة آمنة ومستقرة، ماضون ومعنا كل الأحرار والشرفاء في حسم معركة التمرد عن قريب.
*كيف تقيمون مستوى الجاهزية القتالية لمنتسبي الجيش الوطني في الجبهات الحدودية؟ وهل انتم راضون عن ما تحقق من انتصارات حتى الآن؟
-ما تحقق من انتصارات ميدانية خاصة في الجبهات الحدودية للجيش الوطني يستحق منا كل التقدير، فقد اثبت منتسبو المؤسسة العسكرية جدارتهم في التصدي للميليشيات الانقلاب، وهذا يعكس مستوى ما يتحلون به من جاهزية قتالية عالية وعزيمة وطنية رفيعة.
رغم شحة الإمكانات نوعا ما إلا أن مغاوير الجيش الوطني كانوا ولازالوا عند حسن ظن القيادة العسكرية والسياسية وأبناء الشعب في إحراز انتصارات مشرفة.
*ما الذي يعيق تقدم الجيش الوطني نحو عبس بمحافظة حجة وما بعدها وصولا لمدينة الحديدة؟
-العوائق كثيرة لكنها تذوب أمام عزيمة أبطال الجيش، إلا أن أبرز هذه العوائق وجود حقول الألغام التي زرعتها الميليشيات في البر والبحر، وتعمل الفرق الهندسية على كشفها وإزالتها ليس من اجل مرور الجيش وتقدمه فقط وإنما لتأمين هذه المناطق الآهلة بالسكان الذين سيعودون لقراهم بعد أن أجبرتهم الميليشيات على النزوح.
كما أن معارك جبهتي ميدي وحرض مرتبطة بخطط جبهة المخا وكل الجبهات، ويسير الجيش الوطني وفق خطط عسكرية مدروسة، والقرار بالبدء في عملية تحرير الحديدة والساحل الغربي قد صدر من القيادة العسكرية وستشهد الأيام القادمة أخبارا سارة بهذا الشأن.
*هل اقترب الجيش من معقل المتمرد الحوثي في مران؟ وما أبرز الصعوبات التي تواجهكم وآليتكم في حلحلتها؟
-لا يفصل الجيش الوطني عن مران سوى بضعة كيلومترات وسنطهر مران وصعدة وكل أرض الوطن من الميليشيات، وسنرفع العلم الجمهوري على جبالها كما قالها مرارا الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسيتحقق حلم أبناء صعدة في العيش بأمان، فأبناء صعدة هم أول من قاوم الميليشيات ولازالوا حتى اليوم إلى جانب القيادة الشرعية في مواجهة العصابات المارقة.
ويمكن القول بأن أبرز ما يواجه الجيش في جبهة البقع وعلب وعورة الجبال الشامخة فيها، إلا أن أبطال الجيش استطاعوا التعاطي معها لتجاوزها إلى جانب انتشار الألغام التي زرعتها الميليشيات، ورغم استماتة الميليشيات في عرقلة تقدم الجيش إلا أنهم يتكبدون خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ومن هنا نؤكد بأنه لا رجعة عن مواصلة معركة التحرير حتى النصر.
*يتكبد المتمردين بشكل يومي خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بمختلف الجبهات الحدودية خاصة جبهتي حرض وميدي بحجة.. كيف تفسرون إصرارهم على تقديم المزيد من التضحيات والاستماتة في إعاقة تقدمكم خاصة في اتجاه ميناء الحديدة؟
-أولا يجب التأكيد على أهمية ميناء الحديدة بالنسبة للمتمردين وما يمثله من شريان يمدهم بالغذاء والسلاح وأنواع الدعم المختلفة ولذا فلا غرابة من استماتتهم في الدفاع عنه، لكن إصرار القيادة السياسية والعسكرية لتحريره وكافة الساحل الغربي ماض ولن يعيقها تحركاتهم التي تعد النفس الأخير لهم.
وباعتقادي إصرارهم على المكابرة في ما يسمونه الدفاع عن الحديدة ما هو إلا مزيد من الضحايا من المغرر بهم من أنصارهم، ولذا ادعوا كافة المواطنين الذين لايزالون مخدوعين بهم بان يستيقظوا من غفلتهم، وان ورقة الميليشيات باتت وشيكة على السقوط أمام قوافل المخلصين من أبناء الشعب الذين يسعون لأمن واستقرار كل اليمنيين.
*التحالف العربي ساند ولازال الجيش الوطني في مواجهة التمرد طيلة الفترة الماضية.. كيف ترون ذلك؟
-قوات التحالف العربي بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية كان لها الغضب بعد الله في دعم ومساندة قوات الشرعية في اليمن.
وقد جسدت بذلك الأخوة العربية واللحمة الإسلامية، ومعنا قلنا لن نفيهم حقهم في وقفتهم التاريخية لحماية المنطقة من المد الطائفي الإيراني الذي عبث بأمن المنطقة العربية وليس اليمن فقط.
ولذا فقد جاء تدخل الأشقاء في اليمن في الوقت المناسب، لوقف المد الصفوي الإيراني وعودة الاستقرار لليمن باستعادة مؤسسات الدولة للشرعية.
*عمد المتمردون خلال الفترة الماضية إلى زراعة مساحات واسعة بآلاف الألغام في مختلف الجبهات.. هل تعيق الألغام تقدمكم؟ وما الذي نفذته وحدات الجيش في الجبهات الحدودية لإزاتها؟ وهل لديكم الإمكانات الكافية لتنظيف مختلف المناطق منها؟
-بلا شك ارتبطت جريمة زراعة الألغام بالميليشيات، فلم تترك منطقة في البر والبحر إلا وزرعتها بآلاف الألغام التي تهدد حياة المدنيين قبل غيرهم.
أما الجيش الوطني فسيتجاوزها مهما بلغ حجمها، وبفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الوحدات الهندسية فقد تم الكشف عن عشرات الألغام سواء في حجة أو صعدة أو الحديدة.
كما أن الميليشيات لم تترك حتى السواحل البحرية من زراعة الألغام والتي للأسف الشديد اتضح أنها إيرانية الصنع، وقد أودت بحياة أكثر من عشرة صيادين في ميدي، ولذا فقد تم وضع إشارات تحذيرية في الأماكن التي فيها حقول ألغام.
كما أن قوات الجيش الوطني قد أتلفت كميات كبيرة من تلك الألغام بعد الكشف عنها، وتم تطهير مناطق واسعة من الألغام بما يكفل تأمينها أمام المدنيين وفق الإمكانات المتاحة.
*قضية الجرحى والشهداء من منتسبي الجيش الوطني.. ما الذي قدمتموه لهذه الفئة بمختلف الجبهات الحدودية؟ وهل يلقى هذا الملف اهتمام القيادة السياسية والعسكرية؟
-من قدموا أرواحهم ودمائهم من أجل الوطن لن تخذلهم القيادة السياسية، فقد تم إيلاءهم الاهتمام الكبير خلال الفترة الماضية، من خلال معالجة الجرحى محليا وفي عدد من الدول الشقيقة، كما أن أسر الشهداء تم اعتماد البدلات والاعتمادات اللازمة لهم كجزء يسير من استحقاقاتهم.
ويمكن القول بأن ملف الجرحى والشهداء يلقى الاهتمام الكبير من القيادة السياسية، ولن يتم إهمال هذه الفئة المهمة من منتسبي الجيش الوطني.
*رسالتك لمنتسبي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية؟
-أقول لهم جميعا بأن بوارق النصر لاحت، وأن تضحياتكم لم تذهب سدى، وعليكم مواصلة مسيرة النضال ضد ميليشيات التمرد، فالشعب ينتظر لساعة النصر بفارغ الصبر، فقد زاد ظلم وبطش الميليشيات ولا سبيل لإزاحة الغمة على أبناء الشعب إلا بتحرير الوطن من الميليشيات.
*رسالتك للشعب اليمني؟
-صبرتم كثيرة على همجية الانقلابيين وضحيتم بالغالي والنفيس بصبركم، وأؤكد لكل المواطنين بأنه لا بقاء للميليشيات، وأنهم إلى زوال لان ظلمهم طغى، وبطشهم زاد عن حده، وعلى الجميع أن يتهيأ لاستقبال قوات الشرعية التي بذلت نفسها لحرية الوطن.
*كلمة أخيرة تود قولها؟
-أشكركم على هذه الاستضافة، وأوجه من خلالكم رسالة مهمة لكافة الإعلاميين ووسائل الإعلام لان يكونوا عند مستوى المسؤولية في دعم القيادة الشرعية وأن دورهم لا يقل عن دور المرابطين في الجبهات، فتضليل الرأي العام من قبل الميليشيات لابد من التصدي له من خلال الكلمة الصادقة والرسالة الوطنية التي من شأنها تعزيز وتوحيد الجبهة الوطنية في مواجهة التمرد.. أشكركم مرة أخرى.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد