اليمن.. الرابعة في قائمة أخطر دول العالم
الموضوع: استطلاعات


أظهر تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2018، أن اليمن حلت في المرتبة الرابعة من بين أخطر 10 دول في العالم.
وحسب التقرير الذي ضم قائمة بنحو 136 دولة، تصدرت السلفادور المركز الأول في ترتيب الدول الأكثر خطورة، فيما حلت اليمن الغارقة في حرب أهلية في المرتبة الرابعة.
وأوضح التقرير بأن اليمن تشهد حرباً بين الحكومة وجماعة الحوثيين كما يتواجد فيها فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية و تنظيم داعش، وأكثر من نصف سكانها يعيشون في فقر مدقع مع انعدام الأمن الغذائي.
واستند التقرير في تصنيفه إلى عدة مؤشرات مهمة، وهي مستوى الأمن الاجتماعي للمواطنين القاطنين ومستوى الجريمة والسرقة، بالإضافة إلى النزاع المسلح والجريمة والتهديدات الإرهابية.
أزمات إنسانية
أسفرت الحرب الدائرة في اليمن عن أزمات إنسانية معقدة راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، إضافة إلى ما خلفته من آثار سيئة على الإنسان اليمني صحيا وتعليميا وبيئيا.
وما زالت الآثار تتضاعف طالما الحرب مشتعلة بين الحكومة الشرعية والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وبين مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح من جهة أخرى?
فقد تحدث مدير العمليات الدولية في منظمة "أطباء العالم" جان فرنسوا كورتي عن 15 مليون شخص لديهم "حاجات إنسانية كبيرة"، من بينهم 2.5 مليون نازح داخل اليمن و250 ألف لاجئ يمني في جيبوتي والصومال.
ووفق دراسة ميدانية قام بها فريق تابع لمؤسسة قطر الخيرية لتحديد الأضرار الناتجة عن الأزمة اليمنية والأثر الإنساني، فإن 82% من الشعب اليمني بحاجة ماسة إلى المساعدة، خصوصا في قطاعات هامة كقطاع المياه والأغذية والتعليم والصحة التي تتطلب ما لا يقل عن 2.450 مليار دولار للتغلب على نتائجها الإنسانية.
انعدام الأمن الغذائي
وفيما يتعلق بالغذاء، نبّه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن الأزمة في اليمن وضعت البلاد على شفا المجاعة في مناطق القتال، وقالت رئيسة البرنامج إيرثرين كازين إنه تم تقديم دعم غذائي لنحو 3.5 ملايين يمني منذ بداية الأزمة، لكن أكثر من نصف مليون طفل لا يزالون يعانون من سوء التغذية.
كما أظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن الأمن الغذائي لنحو 1.3 مليون نزحوا داخليا في خطر، وقدر البرنامج أن عدد من يعانون من انعدام الأمن الغذائي يقدر بنحو 13 مليون يمني، بينهم ستة ملايين بحاجة ماسة لمساعدة خارجية.
وقال وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة باليمن عبد الرقيب فتح إن الأزمة الإنسانية جعلت 21 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات غذائية.
شح المياه
وذكرت منظمة أوكسفام الإغاثية في منتصف 2015 أن قرابة 16 مليون يمني لا يحصلون على مياه نظيفة، وأن الغارات الجوية والقتال المستمر ونقص الوقود أدت إلى انقطاع المياه الصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين شخص إضافي منذ بدء الحرب.
ووفق دراسة مؤسسة قطر الخيرية فإن 9.4 ملايين يعانون من شح المياه، كما تعرض 1.5 مليون منهم لأمراض ناتجة عن استخدامهم مياها ملوثة.
وأد الطفولة
ولا تمر حرب من غير أن تلقي بأعبائها على الحلقة الأضعف بشريا وهم الأطفال، فقد ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش مقتل وإصابة عشرات الأطفال نتيجة القتال الدائر في البلاد.
وأضافت المنظمة في تقريرها عن عام 2015 أن الحوثيين وجماعات مسلحة أخرى زادت من تجنيد الأطفال وتدريبهم ونشرهم في مواقع قتالية، كما جندت الجماعات المسلحة -بحسب اليونيسف- 377 طفلا بحلول أغسطس/آب 2015، أي أكثر من ضعف العدد عام 2014.
من جانب آخر، كشفت نتائج المسح الميداني لمؤسسة قطر أن نسبة الانقطاع عن التعليم بين الطلبة بلغت 60% مما يهدد جيلا كاملا بالضياع.
وحالة القطاع الصحي لا تقل سوءا عن القطاعات السابقة، فهناك 15 مليونا ومئتا ألف يمني يحتاجون إلى خدمات صحية عاجلة، منهم مليون طفل يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية.
وقال مدير العمليات الدولية في "أطباء العالم" جان فرنسوا كورتي إن "الوضع يتدهور تدريجيا يوما بعد يوم بالنسبة إلى المدنيين"، في وقت دُمرت 10% إلى 15% من المنشآت الطبية في الأشهر الأخيرة، موضحا أن الكثير من الأمراض انتشرت بسبب انعدام الاستقرار.
ووفقا لـ"أوتشا"، فقد أُغلق على الأقل 160 مرفقا صحيا في سبتمبر/أيلول 2015 لانعدام الأمن بسبب النزاع.
مآلات الحرب
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد خلّف هذا النزاع نحو تسعة آلاف قتيل و58 ألف جريح، ومليونا ونصف مليون نازح.
كما أدى النزاع إلى انهيار النظام الصحي وإغلاق مئات المدارس، فضلا عن تأثر نحو 13 مليون يمني بالمجاعة وإصابة مليون آخرين بالكوليرا بحلول نهاية العام الحالي 2017.
والحرب الحالية هي الحرب الثالثة باليمن خلال الخمسة والخمسين عاما الماضية، والعامل المشترك بين اثنتين منها اصطراع قوى إقليمية بأدوات يمنية وبتدخل مباشر. وقد ظل الشعب اليمني يدفع فاتورة هذه الحروب، لكن الحرب الحالية تُعتبر الأعلى فاتورة.
كارثة إنسانية
وشهد نوفمبر/تشرين الثاني الحالي تصاعدا خطيرا في الصراع اليمني، ولم تراع الأطراف المصطرعة الوضع الإنساني المتدهور.
وتفضح الأرقام الرسمية حجم التجاهل المتعمد للكارثة الإنسانية في اليمن بسبب هذه الحرب الضروس، مع غياب أي مؤشرات على انتهاء الصراع.
وفي أغسطس/آب من العام 2017 حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من تفاقم المجاعة في اليمن، حيث يعاني أكثر من 500 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
وأظهرت دراسة لبرنامج الأغذية العالمي أن ما يقارب 13 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، بينهم ستة ملايين يواجهون حالة طوارئ.
وقد بلغ الأمن الغذائي درجة الخطورة لدى 1.3 مليون يمني نازح داخل البلاد. وتفيد الإحصائيات بأن نحو 63 ألف يمني ماتوا العام الماضي لأسباب يمكن تفاديها، أغلبها متعلق بسوء التغذية.
ولا صوت يعلو فوق صوت قعقعة السلاح رغم الاستغاثات والتحذيرات، حيث إن استمرار الغارات الجوية والمعارك يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، وتخريب المنشآت والبنى التحتية العامة والخاصة، ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية.
وكانت العمليات الإنسانية أصيبت بالشلل التام مع بداية العمليات الحربية في مارس/آذار 2015، الأمر الذي فاقم حجم الكارثة.

أخبار اليوم/ تقرير
الأحد 25 نوفمبر-تشرين الثاني 2018
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=106413