واجهت الميليشيات منذ الوهلة الأولى ورفضت مشروعهم الطائفي : حجة.. قبائل حجور في مواجهة الميليشيات مرة أخرى وسط حالة من الانكسار والخذلان
الموضوع: استطلاعات

 


مع تقدم الجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف العربي في جبهات محافظة حجة، ووصولهم إلى القرب من مركز مديرية مستبأ- جنوب شرق حرض- التي تعد مركزاً عملياتياً للمتمردين الحوثيين، وجدت الميليشيات نفسها في مأزق أمام قوات الشرعية من جهة ورفض قبائل حجور المحيطة بالمنطقة لأي استحداث لمواقع مسلحة للحوثيين منذ بدأت الحرب تجنيباً المدنيين ويلاتها، إلا أن الميليشيات لم تستسلم لرفض قبائل حجور بل استخدمت كل جوانب نفذوها بالترغيب أحيانا وبالترهيب أحيانا أخرى، حتى تمكنوا من خلخلة صف القبائل وإخضاعها لتنفيذ رغباتهم في استحداث مواقع مسلحة لهم لمواجهة تقدم قوات الشرعية من أعالي جبالها المحيطة بمديريات مستبأ وحرض وحيران وخيران المحرق الواقعة في أسفل جبالها، إلى جانب ما تمثله تلك المناطق من بعد استراتيجي للميليشيات في عدة جوانب.
"أخبار اليوم" سلطت الضوء على ما يجري من تحركات مكثفة للميليشيات الانقلابية والضغوطات التي تمارسها على قبائل حجور، ومآلات خذلان المواطنين أو التباطؤ في حسم تحريرها.. الى التفاصيل:
موقعها الاستراتيجي
تقع منطقة حجور إلى الشمال من محافظة حجة وتضم مديريات "كشر وقارة ووشحة وبكيل المير" كما تقع على حدود محافظتي عمران شرقاً وصعدة شمال شرق، ويمر منها الخط الإسفلتي الاستراتيجي الواصل بين حرض وعمران، كما تضم جبالاً عالية تطل على مديريات مستبأ وحرض وخيران المحرق وحيران، التي تقع ضمن سهل تهامة الممتد إلى أسفل جبال حجور.
وموقعها الجغرافي يشكل بعداً استراتيجياً للميليشيات لعرقلة أي تقدم للجيش الوطني في اتجاه عمران أو صعدة، إلى جانب كونها مناطق جبلية يمكنها المواجهة لفترة أطول إلى جانب إحباط أي محاولة - حسب رؤية الحوثيين - للسيطرة على مستبأ التي تعد أول مديرية يسيطر عليها الحوثيون بعد صعدة وقبل دماج في عام ٢٠١١م ، إلى جانب تحويل الميليشيات مستبأ إلى غرفة عمليات تدير منها مقاتليها في جبهات المحافظة، كل ذلك شكّل أهمية بالغة للحوثيين ما دفعهم لاستخدام كافة الأساليب مع قبائل حجور لفتح المجال أمامهم في استحداث مواقع مسلحة على جبالها.
رفض قبلي
تعتبر قبائل حجور من أوائل القبائل التي واجهت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والتي شهدت مواجهات مسلحة معهم خلال عامي ٢٠١١-٢٠١٢م ، انتهت بهزيمة المتمردين، الذين اكتفوا بالبقاء والتمركز في مديرية مستبأ التي تعد مسقط رأس القيادي الحوثي/ يوسف المداني "زوج ابنة مؤسس الحوثيين حسين" والمدرب الأول لمسؤول الجماعة الحالي "عبدالملك الحوثي" .
ومنذ بدأت الحرب مع الميليشيات عقب انقلابهم على الشرعية ومحاولاتهم في فتح جبهات قتالية في مناطق حجور لم تتوقف، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل أمام رفض القبائل تحويل مناطقهم ساحة حرب عبثية، مدركين مآلاتها على أبنائهم.
المشاط يهدد
ومع رفض قبائل حجور لمطالب الميليشيات في المحافظة، لجأ الحوثيون لما يسمى برئيس المجلس السياسي للانقلابيين/ مهدي المشاط، الذي استدعى مطلع الشهر الجاري شيخ مشائخ حجور/ محمد صالح الزعكري إلى صنعاء-، والذي تلقى خلاله- شيخ حجور جملة من التهديدات من قبل المشاط -بحسب مصادر مطلعة- ليجد الزعكري نفسه أمام عصابات لا تعرف للقيم والأخلاق معنى.
وفي أول رضوخ لتلك الضغوطات، باشرت ميليشيات الحوثي- عقب لقاء المشاط- عقد لقاءات موسعة لمشائخ المنطقة في منزل الزعكري، لإملاء مطالبهم التي تضمنت استحداث مواقع مسلحة، والدفع بعشرات المقاتلين من أبناء حجور.
اختطاف المشائخ
وقبل استدعاء الزعكري، أقدمت الميليشيات على اختطاف خمسة من مشائخ حجور وذلك مع نهاية نوفمبر الماضي والذين لازالوا حتى اللحظة، ضمن الضغوطات التي استخدمتها مع أبناء المنطقة، الا أن ذلك لم يثن الأهالي عن رفضهم، لتتوالى الضغوطات من حصار للمنطقة من جهتي الشرق والغرب لتضييق الخناق عليهم، وإشعال الثارات القبلية في بعض المناطق كما هو الحال في بني الدريني.
نزول قيادات بارزة 
وللأهمية البالغة لمساعي الميليشيات في المنطقة فقد كلفت قيادات بارزة من الصف الأول للنزول الميداني والإشراف المباشر على الترتيبات الجارية، وفي مقدمتهم القيادي/ يوسف المداني- المكلف بالمنطقة الشمالية الغربية- ومشاركة ميدانية حثيثة من مشرف الحوثيين بمحافظة حجة المدعو/ نايف الخرفشة، والمحافظ المعين من الانقلابيين المدعو/ هلال الصوفي، والقيادي الحوثي مشرف إقليم تهامة المكنى/ ابو إدريس، مع قيادات اخرى بارزة.
حالة انكسار
رضوخ قبائل حجور للميليشيات لم يكن ليتم لولا حالة الانكسار التي يعيشها المواطنون في المنطقة ومختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين، بعد أن فقدوا الأمل في حسم معركة تحريرهم من تسلطهم، خاصة ما شاهدوه من رضوخ وتما هي للشرعية والتحالف العربي مع لعبة مشاورات السلام التي تجيدها الميليشيات للالتفاف على الحسم العسكري، لتمارس عصاباتهم بكل أريحية أعمالها الإجرامية بحق الأهالي سواء في عمليات التجنيد الإجباري او تعريضهم لويلات الحرب.
كما يضطر معظم المواطنين للدفع بأبنائهم في صفوف الميليشيات لضمان توفير سلة غذائية لأسرهم في ظل الفقر وانعدام فرص العمل واستغلال الانقلابيين للمساعدات الانسانية في شراء مقاتلين ، والتسلط والإذلال .
فقدان الأمل 
ويرى البعض بأن مشاورات السلام الأخيرة في السويد، قد وفرت فرصة للميليشيات في إرغام من كان رافضا لأعمال الميليشيات من أعضاء المجالس المحلية والمسؤولين المحليين الذين غالبيتهم ينتمون للمؤتمر الشعبي العام ، والذين لم ينخرط مع الحوثيين سابقا وكانوا ينتظرون نصرا عسكريا في الحديدة يعيد هيبة حزبهم على الساحل التهامي .
لتجدهم اليوم بعد مشاورات السويد ينخرطون جميعهم مع الحوثيين الا من فر او متمكن من توفير لقمة عيش لأطفاله، لشعورهم أن المعركة انتهت وأن الانتقام قادم عليهم، ولإبداء الثقة طالبتهم الميليشيات بتنفيذ عمليات التجنيد بكثافة .
توجهات لابد منها
ومع هذا المشهد القاتم، ينتظر أبناء حجور ومحافظة حجة بشكل عام حسما عسكريا في مناطقهم من قبل قوات الشرعية والتحالف العربي قبل ان تستكمل الميليشيات استعداداتها المسلحة لتخفيف الكلفة المادية والبشرية ، وانقاذهم من التسلط والظلم الذي يمارس بحقهم من قبل المتمردين .
كما يستبشر المواطنون خيرا كلما سمعوا عن اي تقدم للجيش الوطني الذي بات قريبا من عاهم وفي محيط حجور شرقا ، وعلى إطراف عبس جنوبا، وبتحرير هذه المناطق ستعجل من تحرير ما تبقى من المحافظة .

 
أخبار اليوم/ تقرير خاص:
الأحد 23 ديسمبر-كانون الأول 2018
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=107494