أكاديميون وحقوقيون وإعلاميون وسياسيون:: ما تعرضت له "أخبار اليوم" مؤشر خطير جدا على حرية الصحافة والإعلام
الموضوع: استطلاعات
ما تعرضت له صحيفة "أخبار اليوم" ومؤسسة "الشموع" من اقتحام واحتلال من قبل الحوثيين لا يزال حتى الساعة, حث قوبل بالإدانة والاستنكار الشديد من مختلف فئات الشعب اليمني كون ذلك العمل مصادرة للحقوق والحريات واعتداء صارخ على حرية الصحافة والتعبير عن الرأي المكفول قانونا ودستورا.. في الاستطلاع التالي عبر العديد من الأكاديميين و النشطين الحقوقيين والإعلاميين والصحفيين عن خطورة هذا العمل.. الاستطلاع التالي يستعرض آراء هؤلاء النخبة..


استياء

الباحث الأكاديمي أبو عمر مختار الرميمة قال: ساءني كما ساء غيري من اليمنيين ما تعرضت له صحيفة "أخبار اليوم" من إجراءات تعسفية قام بها الحوثيون أدت إلى إغلاق مقر الصحيفة الرئيسي في صنعاء، وإيقاف بعض طاقمها، والاستيلاء على سيارة توزيع الصحيفة. ومن هذا المقام نشاطر إخواننا طاقم الصحيفة ما تعرضوا له من انتهاكات، وحصول مثل هذا الانتهاكات يقدم دليلا على وطنيتكم وإثبات صدق كلمتكم، وأثرها في زعزعة عروش المستبدين.

وأضاف: هذا التصرف- الذي قامت به المليشيات الحوثية- أثار عددا من التساؤلات وعلامات الدهشة والاستغراب ومن ذلك: أليس من الأولى لحركة ناشئة تريد أن تفرض نفسها على الواقع اليمني كبديل لكل المشاريع السياسية القائمة والعاملة في الساحة السياسية حاليا، أن تظهر بصورة أكثر جاذبية وقبولا، حتى يقبل بها هذا الشعب، لكنهم أبو إلا أن يظهروا حقيقة مشروعهم في وقت مبكر، فظهرت تجليات هذا المشروع في رسائل سلبية ومواقف معادية عنوانها البارز: القمع، والإغلاق، والمصادرة، والتصفية، والإقصاء.. وغيرها، لقد أبى قادة هذه الجماعة وراسمو سياستها إلا أن يظهروا حالة التناقض الصارخ بين ما ينظّرون له وبين ما يفعلونه، فتسمعهم يتحدثون وينادون ويتعهدون بأنهم سيكفلون لهذا الشعب حقوقه وحرياته، لكنهم في الواقع يسعون جاهدين لقمع كل صوت معارض، والسطو على كل منبر إعلامي أو ديني مخالف، وإغلاق ومصادرة كل صحيفة وطنية تتحرى المصداقية في إيصال الخبر الصادق إلى جماهير الشعب. فكانت هذه التجاوزات هي البرهان الحقيقي الذي قدمته هذه الجماعة لجماهير الشعب اليمني، على حقيقة هذه الجماعة، ومشروعها القمعي الذي تحمله لهذا الشعب، ولصوته الحر، ولحقه في أن يتكلم ويعبر، ما دام أن هذا الحق لا يتعارض مع قيم هذا الشعب وثوابته والنظم والقوانين السارية.

وافترض الباحث الرميمة إنهم يبررون تصرفاتهم بداعي أنهم إنما يخنقون الصوت الذي يبلبل ويثير الشائعات ويضر بمصلحة البلاد، وإنما يقتحمون ويصادرون ويغلقون الصحف المشبوهة التي تخدم الأفكار المنحرفة التي تزعزع أمن البلاد واستقراره، وأن هذه التصرفات تصدر من استشعارهم للمسئولية الوطنية والسلطة الثورية التي منحتها لهم ثورتهم.

وأضاف" مش قضية أن يكون هذا هو تشخيصكم للواقع القمعي الذي تمارسونه، لكن أيضا من حقنا أن نقول: إن ما نفهمه من هذه التصرفات التعسفية يفسر بشكل عملي لجماهير هذا الشعب حقيقة الشراكة التي تدعون لها وأنها تعني الشراكة من طرف واحد، يرى نفسه بأنه صاحب الحق وهو الشعب وهو السلطة المفوضة بالتحدث باسم الشعب، والحامية لحماه، ويرى غيره عميل متآمر على الشعب والوطن، لابد من حنق صوته، ومصادرة حرياته، وسلبه حقه في التعبير وحقه في الحياة".

ونوه إلى أن هذه التصرفات التعسفية في حقيقتها تستحق من كل أبناء هذا الشعب، أن يدركوا ما تضمره هذه الحركة القمعية لحاضر اليمن ومستقبله، وأكد أبو عمر الرميمة أن إغلاق صحيفة "أخبار اليوم" إنما هو دليل ضمن أدلة كثيرة يقدمها الحوثيون لإدانة أنفسهم، وخير شاهد يعتمد عليه في إدراك حقيقة هذه الحركة.

استغراب

الناشط الإعلامي والحقوقي محمد العرافي أبدى استغرابه من حقيقة ما يشاهده فقال: في الآونة الأخيرة نسمع عن  حرية الإعلام وحرية الصحافة حرية الرأي وهذه العبارة صرنا نلاحظها ونتخيلها ونعيش بها لكي نصل للدولة المدنية التي نتمناها لكن الواقع الحالي نجد أن من يدعون لهذه القيم لا يعملون بها فهم يدعون للمشاركة وتقبل الرأي والرأي الآخر ولكن هذا الكلام يناقضه السلوك. وأضاف العرافي قائلا: خير دليل على ذلك قمع الحرية وقمع التعبير صحيفة "أخبار اليوم" مأساة حصلت لها, كذبة العصر وهي حرية الرأي والرأي الآخر أو احترام الرأي والرأي الآخر عبّر عن رأيك بكل شفافية الصحفيين عندما يضعوا حقائق هناك أدلة معهم لا يتحدثون عن أحد إلا بدليل عندك شيء.

مشيرا بقوله: هناك محكمة وقانون للصحافة.. هناك نيابة وتأخذ حقك بالقانون. وحذر الناشط العرافي من هذا السلوك الهمجي بقوله: أما بالهمجية فنحن نجسد للجيل القادم أنه لا يوجد حرية ولكن هناك قمع مما يؤدي في الأخير إلى خلق عنف في جيل قادم خلق عنف في طلاب يحبون الإعلام, فالطالب في باله ووجدانه يقول "خلاص القضية مش حرية قضية حرية إذا أنا سأتعامل بعنف قد يكون عنفا لفظيا مما يؤدي في الأخير إلى عنف جسدي بسبب ماذا؟ بسبب القمع والقمع أنواع: إما قمع جسدي وإما قمع فكري".

 واعتبر العرافي أن ما حصل للصحيفة قمع فكري كبير جدا. وأضاف" وأنا أنصح الجهات التي تتعامل بالعنف أن تترك العنف لأن العنف لا يولد إلا عنف فاتركوا الصحافة تتكلم وتعبّر فهي السلطة الرابعة لمن أراد أن يعمل صح ولمن أراد أن يبني صح النقد البناء يتقبله وان كان عنده أي شيء هناك نيابة الصحافة أما إغلاق صحيفة فهي بادرة خطيرة جدا على مستوى الوطن اليمني ومصيبة لبناء جيل فاسد ولذلك عندما يكون هناك حرية في الرأي والتعبير في حدود ومعايير معينة سنخلق جيل واعي أو سنخلق جيلا عنيفا وهذا الذي لا نتمن أن يحصل بإذن الله تعالى".

استنكار

بشرى العامري- صحفية وناشطة حقوقية- بدورها أدانت واستنكرت ما تعرضت لها الصحيفة وقالت: ندين ونستنكر بشدة ما حدث لصحيفة "أخبار اليوم", نحن نمر الآن بمرحلة تكميم أفواه وإسكات الأصوات المناهضة للعنف الحاصل اليوم للعنصرية لاستخدام الأسلحة.

وأشارت بشرى إلى أن ما يحدث اليوم من أعمال قمعية لصحيفة "أخبار اليوم" ولجميع الصحفيين والناشطين عمل مدان جدا من جميع الأطراف ومن الشباب ومن الناشطين. وطالبت الناشطة بشرى الجهات المعنية أن تقوم بدورها في توفير الأمن والاستقرار وفي إعادة الحقوق لأصحابها وفتح الصحف وإخراج المعتقلين وأن تكون جادة وحازمة مع هذه المليشيات المسلحة التي اقتحمت حياتنا.

واختتمت حديثها قائلة: صحيفة "أخبار اليوم" نكن لها الاحترام والتقدير, أنا عملت فيها سنة, كانت رائعة, فيها مساحة كبيرة من الحرية وتضم ألوانا كثيرة وأتمنى لها الاستمرار ونحن متضامنون معها ومستعدون لأي شيء.

تناقض

الدكتور محمد الغابري- أستاذ القانون الدستوري بجامعة صنعاء- أكد بدوره أن أي تصرف يكون ضد انتهاك حريات الأفراد أو المؤسسات أو الهيئات يناقض ما يتم الدعوة إليه من الحركات الثورية بمختلف أشكالها, بأنها تريد التغيير إلى الأفضل, تريد بناء دولة مدنية, تريد بناء دولة القانون والمؤسسات وأي تصرف من هذا فإنه يؤدي إلى فقدان الثقة في نفوس الناس فيما يتعلق بخطابات كل هذه الحركات في أنها تتبنى شيئا وسلوكياتها تنبئ عن شيء آخر. وأضاف الدكتور الغابري قائلا: مهما كان خلافك مع أي اتجاه فكري أو منبر إعلامي هذا لا يعطيك المبرر أن تعبر عن هذا الخلاف بوسائل أنت تدعي أنك قمت من أجل مقاومتها وتمارس الأشياء أكثر منها ونحن في بداية بناء دولة المؤسسات دولة القانون دولة النظام فيجب أن يكون سلوكنا متوائماً مع هذا الاتجاه وإلا فإن المصداقية في نفوس قواعد الجماهير ستفقد في كل القوى السياسية في كل الهيئات فلا بد أن يتواءم السلوك مع المناداة والخطاب.

انتهاك

حسن الحاشدي- الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والتنظيمية لحزب السلم والتنمية- أثنى على المؤسسة والصحيفة بقوله: تعد مؤسسة الشموع إحدى مؤسسات الإعلام اليمني الواعد والمتوثب وهي صوت عال لإرادة وطن. وأضاف الحاشدي إن قمع الصحافة في هذه الأثناء والوطن يمر بمرحلة عصيبة في تاريخ وكذلك اعتقال الصحافيين كما هو في مؤسسة الشموع وتحديدا "أخبار اليوم" هو انتهاك لحق الكلمة وحق الحرية والتعبير المصانة دستوريا بل هو قطع شريان حياة لمعلومة يجب أن يعرفها الإنسان ومن أبسط حقوقه ولذلك تضامني الكامل مع مؤسسة "الشموع" للإعلام و"أخبار اليوم" صحيفة وزملاء.
استطلاع / خاص
الأربعاء 18 فبراير-شباط 2015
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=86753