طالبوا الحكومة الضرب بيد من حديد للمتورطين فيها ومن يقف خلفهم: علماء ودعاة لـ" أخبار اليوم": جرائم القتل والاغتيالات هدفها إضعاف الشأن اليمني
الموضوع: استطلاعات

انتشار جرائم القتل والاغتيالات في محافظة عدن الحرة والمحررة وآخرها جريمة إتغيال الشيخ السلفي عبد الرحمن العدني وقبله العديد من القيادات والشخصيات المدنية والعسكرية وتعد جرائم الاغتيالات مؤشر خطير على حجم المؤامرة على عدن خاصة واليمن عامة كما تكشف هذه الأعمال الاجرامية هشاشة الوضع الأمني وسوء أداء الأجهزة الأمنية لدوارها في حفظ الأمن وكذلك خبث المتربصين بالوطن في هذه المساحة أستطلعنا آراء العديد من العلماء والدعاة وخرجنا بالمحصلة التالية:

إضعاف الشأن اليمني
الشيخ د. غالب القرشي وزير الأوقاف والارضاد الأسبق وعضو جمعية علماء اليمن قال: الحقيقة في ظل الفتنة الكبرى التي لم تعرف مثلها اليمن توقعنا ونتوقع أن تحدث مثل هذه الاشياء الاغتيالات حيث أصبحت الدماء رخيصة ومباحة عند بعض من باعوا أنفسهم لغيرهم يعني ممارسة أعمال اجرامية ولمصلحة أنية.. وأضاف:" مقتل الشيخ عبد الرحمن كان خسارة على الكل رحمه الله هذا الرجل وصف لي أنا لم التقي به وربما التقينا ونسيت رجل فاضل رجل يخدم السنة أسس مؤسسة اسلامية نرجو الله سبحانه وتعالى أن يحفظها بعده وان يبارك فيها وهي قد تكون في ميزان حسناته من حيث هي صدقة جارية ولو شاركه غيره وهو السبب فيها..

واستغرب الدكتور القرشي اغتياله فقال: اغتياله جريمة علمت ان الرجل ما كان يحمل سلاحا ولا قتل احد ا ولا واجه احدا بالقتل فلماذا يغتال ؟ لأنه فقط بطاقته سنية تكفي هذه او انه يدعو الى كتاب الله والى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اذا كان كذلك فهذا ظلم ولا اشك كذلك انه قتل لدينه وتدينه وخدمته للإسلام البقية من العلماء الذين يقتلون ويطاردون وتفجر بيوتهم ويحرمون من ابسط حقوقهم لماذا أيضا الكل يسمع ويعرف كم أوذي من هؤلاء وخلص الدكتور القرشي الى القول فالمقصود هو اضعاف الشأن اليمني كله وفي مقدمته الدين الذي يعتز به اليمنيون والذين زكوا هذا الاعتزاز والحب بجهاد جعلهم في الطليعة الأولى في أيام الخلفاء الراشدين وفي ايام التابعين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرسل المدد الى الجهة الشرقية واذا هو ثلاث أ{باع المدد من اليمن مثله الى الاندلس في ايام الدولة الاموية والتي اصبحت دولة ضد الاسلام تكفر يعيش المسلمون في الشرق والغرب خير هذا الدين الذي نشره المسلمون الذين يكفرون ماهي المصلحة للتكفير غير أحقاد ودوافع خارجية.

أمان العقوبة سبب كبير
الشيخ جمال بكري عضو هيئة علماء عدن ورئيس مؤسسة الرسالة أكد أن ظاهرة القتل والاغتيالات إن دلت على شيء فإنها تدل على ضعف الإيمان وانعدام الخوف من الله تعالى وكذا التدهور الأمني وأمان العقوبة وبين الشيخ جمال أن خطورة تلك الاعمال على الفرد والمجتمع تكمن في أمور منها: أنها محآدة لله تعالى ومخالفة لحكمة الله الذي خلق الإنسان وكرمه ليعمر الأرض بالعلم والتقوى، القتل مدعاة لانتشار الثأر وتوسعه الأمر الذي يفضي لتمزيق المجتمع، الاغتيالات سبيل للفوضى وترويع الناس وشل حركة النمو والتقدم والرقي والنهوض العلمي والاقتصادي وغيره، في الاغتيالات والقتل هلاك المجتمع والتعرض لسخط الله تعالى(فعن البراء مرفوعاً: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق.) أخرجه ابن ماجه..

وفيما يخص مقتل الشيخ عبد الرحمن العدني علق عل الشيخ البكري بقوله: مقتل الشيخ عبدالرحمن المرعي العدني اغتيل الشيخ رحمه الله وغفرله عند توجهه لصلاة الظهر بمركزه العامر في الفيوش، وبمقتله يجب أن يدرك السلفيون بمختلف مسمياتهم، خطورة المرحلة وأنهم مستهدفون، وأن خلافاتهم الفكرية لاتعني لقتلتهم شيئا، وأنهم الخطر والعقبة الكؤود في طريق فسادهم. فهل يعي السلفيون حجم المؤامرة، وفقه المرحلة؟ وهل يدركون أنهم يجهلون قدرهم وقيمتهم كما يعرفها أعداؤهم عنهم. ألم يأن للسلفيين لملمة شتاتهم، وجمع كلمتهم، وتدارك أمرهم؟ بالأمس اغتيل الشيخ راوي عبدالعزيز، واليوم الشيخ عبدالرحمن العدني، وكل منهم يمثل توجه يسع الخلاف فيه، إلا أنه تجمعهم العقيدة الحقة، وتعليم الناس وتوجيههم للتمسك بالدين والتفاف الناس حولهم وتأثرهم بهم. فعيب علينا جميعاأن ينظر عدونا إلى حجم تأثيرنا وماندعوا إليه، وأن ننظر نحن إلى خلافاتنا المحدودة المغفورة.
الضرب بيد من حديد
الشيخ/ عدنان المقطري رئيس رابطة علماء الحديث بتعز تحدث باستفاضة حيث قال : فإن من الضروريات التي اعتنى الإسلام بحفظها، و اتفقت الشرائع السماوية عليها، حفظ النفس، وقد اعتبر التعدي عليها جناية وجريمة تستلزم عقاباً مناسبا ، وبحفظ هذه الضروريات يسعد المجتمع، ويطمئن كل فرد فيه.
وأضاف"قد تكاثرت النصوص الشرعية ، وتناثرت الأدلة الإسلامية في تحريم قتل النفس المعصومة ، وحرجت الشريعة على إزهاق الأرواح المؤمنة . فالمولى ـ عزوجل ـ يقول في كتابه الكريم:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". وفي الحديثِ الذي أخرجه البخاريُّ من حديثِ عبدِ الله بن عُمَرَ ـ رضي الله عنهماـ : (لَا يَزَالُ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا).
وأشار بقوله: يزداد القتل إثماً، وترتفع درجته جرماً إذا كان غيلة وغدراً، وخيانة وظهراً. فإن الخيانة خلق مذموم، و صفة تنكرها الفطرة، وترفضها الطبيعة السوية، وهي صفة ذميمة، لا تفعلها إلا النفوس الضعيفة، أما النفوس العظيمة، والأرواح المستقيمة فهي تترفع عن مثل هذه الصفات، وهذه الخصلة قد ذمها الله – عزوجل - في كتابه، ونبيه– صلى الله عليه وآله وسلم - في سنته.

وأوضح الشيخ عدنان أن أشد الناس فضيحة يوم القيامة هم أهل الغدر والخيانة ، لقول النبي-صلى الله عليه وسلم: (يُنصَب لكلِّ غادرٍ لواء يومَ القيامة، يقال: هذه غَدرَةُ فلان بن فلان). وفي هذا من الفضيحةِ لصاحبِ الغَدر والتَّشهير به على رؤوسِ الأشهادِ يومَ القيامة ما لاَ مَزيدَ عليه مع ما أُعِدّ له من شديدِ العقابِ.
وذلك لأنَّ من أقبح الصفاتِ وأشدِّها منكرًا صفةَ الغدر التي تدلّ على أنّ صاحبَها قد بَلَغ الدّركَ الأسفَلَ من الخِسَّة، واللُّؤم، وانحرافِ الفِكر، وفسادِ القلب، وموتِ الشعور الذي يُفضي به إلى الإعراضِ التامّ عن الأوامر والنواهي، وإلى أن يُصِمّ أذنيه عن كلّ داعٍ إلى الحق ، وعن كلِّ محذِّرٍ من الباطل.
وأضاف" ألم يطرُق سمعَ مَن فعل هذه الفعلةَ النكراء، والجريمة الشنعاء ما جاءَ من الوعيد الشديد ، والنهي الأكيد على لسان نبيِّ الرحمة والهدى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ لكلِّ مَن قتل نَفسًا غدرًا، وذلك في الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم ـ يقول: ((أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتَلَه فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتولُ كافرًا)).

وبين الشيخ المقطري أن من أعظم أنواع القتل، وأشد صنوف الغدر، وأعظمها نتنا، وأقذرها ريحاً قتل العلماء المصلحين- والترصد لأئمة الدعوة، ومن هم نور يشع في الأرض، وضياء على جنباتها.
وقال: كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خلف غيره له وأيضا فإن العلماء هم الذين يسوسون العباد والبلاد والممالك فموتهم فساد لنظام العالم ولهذا لا يزال الله يغرس في هذا الدين منهم خالفا عن سالف يحفظ بهم دينه وكتابه وعباده وتأمل إذا كان في الوجود رجل قد فاق العالم في الغنى والكرم وحاجتهم الى ما عنده شديدة وهو محسن اليهم بكل ممكن ثم مات وانقطعت عنهم تلك المادة فموت العالم أعظم مصيبة من موت مثل هذا بكثير ومثل هذا يموت بموته أمم وخلائق.

وأضاف:" قتل العلماء حرب لله ورسوله ، وطعن في الدين وأهله . ولهذا جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم): إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب. وأحق من يدخل في الولاية الحاملين لدين الله تعالى. والذابين عنه. قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: المراد بولي الله: العالم المواظب على طاعته المخلص في عبادته. وقتل العلماء من أعظم العداءقال ابن حجر: فقد تعرض لإهلاكي إياه و قال الفاكهاني: في هذا تهديد شديد لأن من حارب الله أهلكه الله".
وتسأل رئيس رابطة أهل الحديث بتعز قائلا: فأين يذهب من هذا الوعيدِ أولئك المعتَدون الظالمون؟! وإلى أين المفرُّ؟! وكيف يهنَأ لهم عيشٌ أو يطيب لهم حالٌ، أو يستقرّ بهم مُقام وقَد فعَلوا مَا فعَلوا واقتَرَفوا ما اقتَرَفوا مِنَ الإثم، والبغيِ، والعدوان؟!.

وقال:"لا تبرير لهؤلاء السفهاء، ولاعزاء للجهلة الأغرار إلا أنهم يسيرون على خطى أبي لؤلؤة المجوسي الذي اغتال أمير المؤمنين عمر وهو في الصلاة يناجي ربه، وكذلك تتكرر الجريمة بالترصد للعلماء، والمصلحين في أوقات الصلوات، وفي سيرهم أو خروجهم منها. وقد توقف أبو بكر، وبعده عمر في قتل رأس الخوارج، والأمر من الرسولـ صلى الله عليه وسلم ـ صريح، والنص عندهم صحيح. والسبب أنهما أتياه وهو يصلي، فبأي حجة يلقى الله هؤلاء.

وأضاف"مما فجعنا به في هذه الأيام، وأقظ مضجع أهل الإسلام. حادثة اغتيال الشيخ العالم، والفقيه الحالم/ عبد الرحمن بن مرعي العدني رحمه الله تعالى، وإنها لمصيبة تنبئ عن منحدر خطر، وتوجه مريع في أهداف أعداء الأمن والأمان، والاستقرار في الأوطان، وإستراتيجيتهم القادمة، وخططهم الآثمة. فلم يندمل جرح اليمنيين، ولم ينزلوا أيديهم من على قلوبهم بعد من هول فاجعة اغتيال الشيخ المجاهد / راوي العريقي، وإذا بنا نفجع أخرى باغتيال شيخ الفقه، والقائم على مركز الفيوش، لاشك ولاريب أن استهداف العلماء، واغتيالهم من قبل الأنذال والجبناء، أمر دخيل على ديننا ،ومجتمعنا، ولهو قتل لكل القيم والأعراف، كانت بداية طريقه بقتل الشيخ العالم/ علي باوزير رحمه الله تعالى.

وتحدث عن مقتل الشيخ العدني فقا : مما أذكره بالمناسبة، وأحب تسطيره وفاء للشيخ العدني رحمه الله وغفر له هو ماكنا نسمعه من خلال صوت شيخنا الصداح/ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى يجلجل من على منبر العلم، وكرسي التعليم. يوصي كثيرا إذا غاب في سفر، أو كان في منزله في الحضر.. أن نسأل الشيخ الفقيه / عبد الرحمن العدني رحمه الله تعالى. بل أكثر من هذا، وفي قصة للتواضع الجم، وتجسيدا لأخلاق السلف في حياة الخلف. كان شيخنا الوادعي يسأله في بعض المسائل أمام الجمع الغفير من الطلاب، كمسألة الخطبة بغير العربية عند قوم لا يفقهونها.

وقال: وهذا ما يزيد العود طيبا، والمسك ريحا. رحمهما الله، ورفع درجتهما في جنات عدن. وقاتل الله من اغتال العلم، وبارز العلماء العداء. فالجاهلون لأهل العلم أعداء. وإنه مما ينبغي على الحكومة الحالية إبراز الحقيقة للناس، والضرب بيد من حديد على كل من له يد ممتدة ، أو خيط في القضية.
وأوضح المقطري أن على العلماء، والدعاة عدم التهاون مع المناهج التكفيرية، والأفكار التفجيرية، والعصابات الاغتيالية فما أمسى بجارك أصبح بدارك. وقال: وكم هي الحاجة ملحة في هذه المرحلة الحرجة لجمع الكلمة، ورأب الصدع وتوحد الجهود من جميع الأطياف، لا تستدعي تأخيراً، أو تأجيلاً فالمجرمون يستهدفون الجميع في اليمن، ولديهم مشروع للقضاء على العلم وأهلها، ليخلو لهم الجو، ويستفردوا بالمجتمع، ويبثوا السموم القاتلة، والأفكار الضالة. وليعلم الجميع أن الأمر لن يستمر، والباطل حتما سينز جر، وأن الليل لن يطول، فهو لا شك في أفول، وبعد الليل فجر وضياء، وبعد الظلام نور وسناء.

مؤشر خطير
الشيخ خالد الحداد رئيس حزب الرشاد إب وصف انتشار ظاهرة القتل والاغتيالات يعد من علامات الساعة التي ظهرت بكثرة، خاصة في هذا العصر من ما يوجب على العلماء والدعاة ضرورة التوجيه والبلاغ وتحذير الناس من مغبة الولوج في هذه الأعمال الإجرامية وهذه الموبقات الكبيرة.. وأضاف أن من أهم أسبابها ما يلي: الجهل بالاسلام- الفوضى في البلاد العربية والإسلامية- عدم إقامة وتطبيق الشريعة الإسلامية- ضعف التوعية بمخاطر هذه الأعمال. وغيرها كثير... وأشار إلى أن من أهم ما يعالج هذه الظاهرة ما يلي: دعوة الناس إلى العودة إلى دين الله تعالى والتمسك به عقيدة وشريعة- استعادة الدولة وترتيب وضعها- الضرب بيد من حديد وتطبيق الحدود الشرعية- كشف وفضح الأيادي السوداء التي تعبث بدماء المسلمين.. وحذرالشيخ الحداد من تعتبر جريمة اغتيال الشيخ عبدالرحمن المرعي العدني رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، مؤشرا خطيرا في استهداف قادة العمل السلفي في البلد، من ما يدل دلالة واضحة على أن وراء هذه الأعمال مخططا لوأء الأصوات الحرة الصادقة المخلصة، التي لا ترتهن للشرق أو للغرب وجريمة اغتيال العلماء في الحقيقة هي جريمة اغتيال وطن بأكمله .
استطلاع/ قائد الحسام
الثلاثاء 29 مارس - آذار 2016
أتى هذا الخبر من صحيفة أخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/news_details.php?sid=88385