في الوقت الذي تواترت الأنباء من مصادر متعددة أكدت في الساعات الأخيرة من مساء أمس أنه سيتم التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل رئيس الجمهورية بصيغتها الثالثة ـ بعد أن تم التوافق على إجراء تعديلات شكلية، كان أهمها تحويل نص الاتفاق من كونه بين المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني والمشترك وشركائه، إلى نص آخر هو اتفاق بين حكومة المؤتمر الشعبي العام والمعارضة اليمنية "أحزاب اللقاء المشترك ـ إلا أن تلك التأكيدات المتوافدة من أطراف عددية سياسية ودبلوماسية، تفاجأت في ساعة متأخرة بتأجيل التوقيع على المبادرة إلى يومنا هذا.
وفي هذا السياق علمت "أخبار اليوم" أن تأجيل التوقيع على المبادرة من قبل الرئيس، ربما يعود حسب المصادر الخاصة ـ إلى تقديمه رؤية جديدة حول مفهوم الضمانات الشخصية المطلوبة.
في حين قالت مصادر أخرى: إن السبب يعود إلى تمسك المشترك بتوقيع باسندوة باعتباره رئيس اللجنة التحضيرية، فيما مصادر ثالثة قالت: بأن التوقيع على المبادرة سيتم اليوم بعد أن تم التوصل إلى اتفاق نهائي بأن يتم التوقيع على المبادرة من قبل خمس شخصيات تمثل كلا الطرفين، وأضافت المصادر بأن الأستاذ/ محمد باسندوة دعا أحزاب اللقاء المشترك إلى اجتماع طارئ ليومنا هذا الساعة العاشرة صباحاً لمناقشة التطور الذي حدث في الساعة الأخيرة من مساء يوم أمس، أدت إلى تأجيل التوقيع على ا لمبادرة من قبل رئيس الجمهورية.
وأضافت المصادر ذاتها بأن التوقيع سيتم من قبل الطرفين في صنعاء وأن سفراء عدد من الدول منها أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول الخليج ستوقع على المبادرة كشهود عليها.
كما علمت "أخبار اليوم" أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي قد شمل زيارات مكوكية متعددة منها لقائه بأعضاء اللجنة التنظيمية لساحة التغيير وأكدت مصادر لـ"أخبار اليوم" أن لقاء الزياني بشباب الثورة كان ساخناً، عبر فيه الشباب عن موقفهم الرافض لأي مبادرة لا تضمن الرحيل الفوري للرئيس، إضافة إلى مطلبهم بمحاكمة مرتكبي المجازر في حق شباب الثورة.
كما طالبوا الزياني بموقف مؤيد للثورة اليمنية، وأضافت المصادر بأن الزياني أكد للشباب بأنه في حال تعثر التوقيع على المبادرة الخليجية خلال الساعات القادمة فإن موقفاً سريعاً وخلال ساعات سيعلن بشكل واضح وسيكون مؤيداً لخيارات الشعب اليمني.
من جانب آخر شهدت العاصمة صنعاء مساء أمس تحركات أميركية خليجية تهدف إلى إخراج المبادرة الخليجية إلى حيز التنفيذ بعد أن يوقع رئيس الجمهورية عليها، وأشارت مصادر مطلعة إلى أن اللقاء الذي جمع السفير الأميركي بصنعاء "جيرالد فيرستاين" مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور/ عبداللطيف الزياني، إضافة إلى عدد من سفراء دول أخرى كان بهدف ممارسة أقصى درجات الضغط على الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.
وكانت وسائل إعلامية قد نقلت عن السفير الأميركي إبلاغه رئيس الجمهورية بأن التوقيع خلال الساعات القادمة على المبادرة هي الفرصة الأخيرة للخروج المشرف.