أفادت إحصائية أولية حول الاشتباكات الدائرة في مديرية أرحب شمال صنعاء والمستمرة حتى ليلة أمس وكذا الهجوم الذي نفذه سلاح الجوي على المناطق والقرى صباح الخميس بان الحصيلة عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحرس و21 قتيلاً و30 جريحاً من القبائل حتى مساء أمس في وقت تجدد القصف المدفعي والصاروخي مساءً على مديريتي أرحب نهم.
وأكدت مصادر لـ"أخبار اليوم" مساء أمس الجمعة أن الثلث من معسكر الصمع أصبح تحت سيطرة أبناء القبائل المسلحين الذين تمكنوا من الاستيلاء على 4 دبابات وتدمير عدد من الآليات العسكرية الخميس الماضي بعد اشتباكات عنيفة خاضتها القبائل مع قوات الحرس اثر القصف اليومي على أبناء وقرى أرحب.
وأكدت المصادر للصحيفة أن قصفاً صاروخياً عنيفاً تجدد منتصف ليل أمس من القوات المتمركزة في جبل الصمع على قرى أرحب؛ حيث استخدمت القوات صواريخ "أرض أرض"، مشيرة إلى أن انفجارات قوية جدا لصواريخ تفوق قوتها صواريخ "أرض أرض" يعتقد أنها لصواريخ حديثة متطورة.
وحسب المصادر أن قوات الحرس بمعسكر "الفريجة" قامت منتصف ليل أمس بالقصف على منطقة زندان التي يتواجد فيها منزل الشيخ منصور الحنق عضو مجلس النواب، مستخدمة في قصفها صواريخ الكاتيوشا، لافتة إلى أن معسكر الحرس في منطقة "الملكة" في مديرية بني حشيش قصفت قرية "درب عبيد" وجبل الصمع مساء أمس وان أبناء القبائل قاموا بالرد على بقية القوات في الصمع والفريجة مستخدمة مدافع الهاون والأسلحة المتوسطة والخفيفة.
وكان يوم الخميس قد شهد قصفاً مدفعياً وصاروخياً يسانده قصف طيران على مناطق وقرى أرحب منذ الفجر وحتى المساء..
وأكدت المصادر ذاتها للصحيفة أن أبناء القبائل المسلحين يفرضون حصاراً خانقاً على معسكر الدفاع الجوي بالصمع، وان معسكر 62 في بيت دهرة التابعة لمديرية بني الحارث ومعسكر 63 في الصمع ومعسكر "الجميمة" في بني حشيش قاموا بقصف أرحب في الوقت الذي كان الطيران يشن قصفه على المديرية، لافتة إلى أن المعسكرات المذكورة قامت بقصف قرى ومناطق في مديرية نهم أيضا.
وفي ذات المديرية شهدت المناطق القريبة والمحيطة بمعسكر 62 في بيت دهرة اشتباكات بين أبناء القبائل المتمركزة على جبل السعدان والأقصاف.
وكانت قوات للحرس في جبل الصمع وبيت دهرة قامت بقصف القرى المجاورة لجبل الصمع بشدة وبشكل عشوائي الخميس.
وأكدت مصادر محلية في هذا السياق تدمير واسع لعشرات المنازل والمزارع الخاصة بالمواطنين جراء قصف الحرس الجمهوري، مشيرة إلى انضمام 400 من أفراد اللواء الثالث مشاه التابع للحرس للقتال مع القبائل.
وعلى صعيد متصل ذكر موقع "مأرب برس" أن قبيلة أرحب أعلنت بأنها واعتبارا من مساء أمس الجمعة، ستدافع عن أبنائها الذين يتعرضون لإبادة جماعية من قبل قوات الحرس، بكل الوسائل المشروعة، محذرين المسافرين وشركات الطيران من التعامل مع مطار صنعاء ابتداء من وقت إعلانها، كي لا يتعرضون لأي مكروه.
وأكد بيان صادر عن أبناء قبيلة أرحب مساء الجمعة، حسب الموقع بأن العدوان على أبناء قبيلة أرحب من قبل بقايا نظام صالح قد بلغ منتهاه، وبأن قرى أرحب تتعرض للقصف بجميع أنواع الأسلحة من دبابات ومدافع وصواريخ الكاتيوشا والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، بالإضافة إلى القصف بالطائرات، التي تستهدف القرى والمزارع والآبار، في مختلف القرى والمناطق.
وأضاف البيان بأن «الصبر قد نفد، وقد بلغ السيل الزبى، وعليه فإن أبناء قبيلة أرحب سيقومون بضرب مطار صنعاء الدولي، بكل وسائل الحرب المتاحة، ردا على الاعتداء عليهم بالطائرات، وقصفها المروع لقراهم ومنازلهم»، محذرين جميع شركات الطيران، وغيرها، والمسافرين عبر مطار صنعاء سواء كانوا يمنيين أو أجانب من التعامل مع مطار صنعاء الدولي ابتداء من مساء أمس الجمعة، كي لا يتعرضون لأي مكروه، مخلين مسؤوليتهم عن أي أذى يطال المسافرين الذين سيتعاملون مع مطار صنعاء عقب نشر هذا البيان كما جاء في "مأرب برس".
إلى ذلك اتهم بيان صادر عن أبناء أرحب القوات التابعة للسلطة بقتل الأسرى الذين قامت باعتقالهم قبل يومين.
واعتبر البيان الذي نشرته وسائل إعلام محلية بان ذلك يعد انتهاكاً سافراً للحدود وهمجية غير معهودة، مؤكدا أن ذلك لم يحدث في تاريخ الحروب ولم يقر به شرع ولا دين ولا عرف ولا قرابة ولا قانون.
وعبر البيان عن إدانته لهذه الحادثة الإجرامية، تمثلت في قتل الأسرى والتمثيل بأجسادهم الطاهرة، معتبرين ذلك تعد لكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والأعراف القبلية.
وعزى أبناء أرحب أهالي وأسر الشهداء، كما هنأ الشهداء باصطفائهم لهذه المرتبة واختيارهم بأن جعل من أبنائهم شهداء يشفعون لهم يوم القيامة.
ودعا أبناء أرحب في بيانهم كل المواطنين الغيورين في جميع أرجاء الوطن الغالي الوقوف صفاً واحداً كي تتكلل ثورة الشعب بالنجاح.
إلى ذلك أعلنت قبائل نهم وهمدان وعيال سريح وجبل عيال يزيد تضامنها الكامل مع أرحب وأبناءها الذين تصدوا ببسالة لعدون الحرس الجمهوري على منازلهم وممتلكاتهم طيلة الثلاثة الأشهر الماضية.
وحملت تلك القبائل الحرس الجمهوري مسئولية الجرائم التي ترتكب بالمنطقة، وتداعيات تلك الجرائم، كما حملت قبائل نهم نائب الرئيس اللواء "عبد ربه منصور هادي" مسئولية العدوان الغاشم الذي نفذه الطيران الجوي على قراهم مساء الخميس.
وطالبت مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بتحمل مسئولياته الإنسانية والأخلاقية جراء جرائم بقايا النظام في اليمن.
وعبرت قبائل أرحب عن شكرها وتقديرها للشرفاء من ضباط وأفراد الحرس الذين رفضوا أوامر نجل صالح في قصف القرى والآمنين والمنازل والمزارع بأرحب.