أفادت مصادر مطلعة أن اجتماعاً عقد بين محافظ المحافظة، والعميد الركن/ صادق علي سرحان في منطقة شرعب، وتم الاتفاق على أن يتم سحب كل وحدات الحرس من الأماكن التي استحداثها في كل المواقع وخاصة المتمترسة في مستشفى الثورة ومحيطه والنقاط المتواجدة في شارع الستين ومفرق الحوبان إضافة إلى عودة الوحدات التابعة للواء (33) إلى أماكنها والمتمركزة في أكثر من موقع، وأن يتم استبدالهم بأمن عام، وأن لا يكونوا من الحرس الجمهوري الذين يرتدون زي الأمن العام أو المركزي، وألا يتم اعتراض المعتصمين في ساحة الحرية، المسيرات السلمية، بأي شكل من الأشكال، وأن ترفع جميع المظاهر المسلحة من شوارع المدينة، وعدم اعتراض قوات الأمن العام في عملها، وأنه يحق لمسلحي القبائل الدفاع عن أنفسهم إذا أخل الطرف الآخر بأي من بنود هذا الاتفاق.
وكانت مصادر محلية أفادت أن ساحة الحرية بمدينة تعز تعرضت فجر أمس الأحد لإطلاق نار من قبل عناصر تابعة لقوات الحرس متمركزة على المعهد العالي للعلوم الصحية بالمدينة استخدمت في استهدافها الساحة الأسلحة المتوسطة - حسب المصادر.
وأضافت بأن إطلاق النار استمر من بعد صلاة الفجر حتى الساعة التاسعة صباحاً ولم ترد معلومات عن وقوع أي إصابات .
ويأتي استهداف الساحة بعد مساء ساخن شهدته تعز ليلة أمس الأول إثر مواجهات مسلحة بين أنصار الثورة وقوات النظام أسفرت عن استشهاد مواطن وجرح عدد آخرين وأعقبه استهداف المدينة من قبل الحرس الجمهوري بالأسلحة الثقيلة وسقطتا قذيفتان على منزل العقيد/ قائد محمد غالب بحي الروضة.
ويهدف الاجتماع الذي عقد مساء أمس في مديرية شرعب وضم كلاً المحافظ خالد حمود الصوفي والعميد/ صادق سرحان وهو شخصية عسكرية أعلنت تأييدها للثورة الشباب الشعبية السلمية والدفاع عنها وذلك إلى الوصول لتفعيل بنود الهدنة السابقة والوصول لاتفاق يعيد الهدوء إلى المحافظة .
وقال العميد سرحان في تصريح خاص لـ " أخبار اليوم " إن العديد من النقاط تم مناقشتها مع المحافظ وأهمها انسحاب قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من الأماكن التي استحدثها في كل المواقع وخاصة المتمترسة في مستشفى الثورة ومحيطة والنقاط المتواجدة في شارع الستين ومفرق الحوبان إضافة إلى عودة الوحدات التابعة للواء 33 إلى أماكنها والمتمركزة في أكثر من موقع .
وأضاف العميد/ صادق أن من ضمن ما تم مناقشته عدم تعرض أي من القوى للساحة الحرية أو للمسيرات الاحتجاجية التي ينظمها الشباب بأي شكل من الأشكال.
ونوه العميد إلى أنه وفي حالة الاستجابة لهذه الشروط سيتم سحب كافة المسلحين الموالين للثورة من محافظة تعز على أن تحل قوات الأمن في الأماكن التي كانت معروفة مسبقاً أي قبل انطلاق الثورة.
وأكد العميد سرحان أن الجميع يهمه مصلحة تعز وكان هناك تجاوباً من قبل المحافظ وسيتم تنفيذ ما أتفق خلال الأيام القادمة في مدة أقصاها خمسة أيام.
وبالتطرق إلى محاولة استهدافه في (15) من شهر يونيو الماضي حينما قصف منزله في حي المسبح بالأسلحة الثقيلة وما أسفر عنه من استشهاد نجله عبدالرحمن وعدد من أهل الحي فيما أن تم الاتفاق على تسويات في هذا الجانب ؟ قال صادق إن أبنه هو واحد من ضمن الشهداء الذين سقطوا في محافظة تعز وسيتم ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة.
من جانب آخر اعتبر الشيخ/ حمود سعيد المخلافي في تصريحه لـ«مأرب برس» استهداف منزله جزءا من مخطط الاستهداف الذي يقوم به بقايا نظام صالح على محافظة تعز، وقال بأن ذلك بمثابة ضريبة على أبناء تعز، بسبب وقوفهم مع الثورة السلمية، التي استمرت طيلة خمسة أشهر ماضية، وهي تقدم الشهداء والجرحى بسلميتها المعهودة، إلا أن تم ارتكاب جريمة محرقة ساحة الحرية، التي سقط فيها عشرات الشهداء ومئات الجرحى، بالإضافة إلى التمادي في هتك الأعراض، كما حدث في الاعتداءات الجبانة على المتظاهرات في جولة وادي القاضي، وهو ما استدعى من كل الشرفاء وأحرار تعز أن يهبوا للدفاع عن أعراضهم، حد قوله.
وشدد المخلافي على أن أبناء القبائل يدافعون عن أعراضهم وأنفسهم وعن سلمية الثورة، وتحدى نظام صالح أن يثبت بأن أبناء القبائل اعتدوا على أي مواطن، بما في ذلك أفراد ووحدات الحرس الجمهوري، مشيراً إلى أن قوات صالح هم من اعتدوا على المواطنين، وأجبروا أبناء تعز على الدفاع عن أنفسهم وإخوانهم.
وجدد المخلافي تمسكه بالتهدئة، وجنوحه للسلم، وقال: ما زلنا نجنح للسلم ونميل إلى السلمية، وهذا ليس من منطق الضعف، وإنما من منطق أننا لسنا دعاة فتنه، وهواة اعتداءات وفوضى، مشيراً إلى أن الأيام قد أثبتت أن دعاة الفتنة والفوضى والتخريب هم الطرف الآخر، الذي لم يحترم قداسة الشهر الكريم.
وأدان المخلافي بشدة ما تعرض له أولاد الدبعي، بالقرب من مطار عدن، من قبل قوات نظام صالح، من استهداف وقتل بدم بارد، وأعلن تضامنه معهم، ودعا كل شرفاء وأحرار اليمن إلى سرعة الوقوف إلى جانب الثورة السلمية، وإيقاف نزيف الدم الذي يسيل يوميا على يد قوات بقايا نظام صالح.
إلى ذلك شهدت محافظة تعز مساء أمس وتحديداً بعد صلاة الترويح مسيرة جماهيرية انطلقت من ساحة الحرية مروراً بعدة شوارع بالمحافظة والعودة إلى ساحة الحرية .
ورفع في المسيرة العديد من اللافتات المؤيدة للمجلس الرئاسي الانتقالي, كما عبر المتظاهرون عن غضبهم من استمرار قوة النظام باستهداف المحافظة بالأسلحة الثقيلة، معلنين تضامنهم مع أرحب ونهم وأبين جراء ما يتعرض له الأهالي من أعمال إبادة جماعية من قبل قوات الحرس الجمهوري.
وفي المساء شهدت ساحة الحرية حفلا تكريمياً كرم من خلاله كل من : الجرحى الذين أصيبوا خلال الاعتصامات والمسيرات السلمية بتعز, إضافة إلى سائقي الموتورات الذين شاركوا بإسعاف الجرحى, وكذا إدارة المستشفيات والمراكز الصحية التي ساعدت في علاج الجرحى والاهتمام بهم.
من جانب آخر أقدمت عناصر مسلحة عصر أمس على استهداف سيارة تابعة للمشروع المياه لأسباب غامضة وأطلقوا وابلاً من الرصاص على السيارة في جولة وادي القاضي.
ونفى مصدر مقرب من المسلحين المواليين للثورة قيام حماة الثورة بمثل هذه الأفعال الغير أخلاقية, منوهاً أن العناصر التي أطلقت النار على سيارة المياه ولاذت بالفرار تخدم أجندة معينة هدفها تشويه أخلاق وأهداف حماة الثورة .
وهذا ومن المتوقع أن يلتقي محافظ تعز بقيادات أحزاب المعارضة في المحافظة اليوم.