استشهد صباح أمس الشاب/ صلاح عبدالله الجهوري -35 عاماً- وتحديداً في حوض الأشراف عندما أقدمت قوات من الحرس الجمهوري على إمطار سيارته بوابل من الرصاص دون سابق إنذار واخترقت إحدى الرصاص قلب الشهيد بعدما نفذت من ظهره، وذلك أثناء قيادته لسيارته التي كان فيها برفقة والده وخمسة أطفال من أبناء شقيقته.
ويأتي مقتل صلاح بعد يوم من اجتماع موسع ضم العديد من وجهاء محافظة تعز مع السلطة المحلية وعقد بديوان المحافظة، برئاسة المحافظ/ حمود الصوفي لتدارس تفعيل بنود وثيقة التهدئة والتوقيع على محضر بنود وشروط تتضمن إنهاء كافة مظاهر الصراع بالمحافظة وعودة الأوضاع إلى ما قبل محرقة ساحة الحرية.
وقالت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم": إن اجتماعاً موسعاً عقد بمنزل المحافظة يوم أمس وضم كل الأطراف المتحاورة والداخلة في لجنة الوساطة، بهدف استيفاء بقية التوقيعات التي بدأت سريانها أمس الأول في مبنى المحافظة, حيث استكمل أمس توقيع بقيه هذه الأطراف بما فيهم الشيخ/ حمود سعيد المخلافي -الذي يعد أبرز الوجهات التي تعهدت بحماية شباب الثورة بعد محرقة ساحة الحرية.
 وأكدت المصادر استكمال كافة التوقيعات ووقع المحافظ عن الجهات الأمنية باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة والمسؤول عن مدير الأمن وقائد الحرس الجمهوري بتعز.
وأشارت المصادر إلى بدء سريان الاتفاق من مساء أمس، حيث قرر رفع العديد من المواقع والنقاط العسكرية المستحدثة بالمدينة ومن المقرر أن يستكمل اليوم الأربعاء رفع بقية هذه القوات, وبالتالي اختفاء كافة المظاهر المسلحة من المدينة.
وبالعودة إلى حادثة مقتل الجهوري، فقد أوضح عم القتيل وهو الشيخ/ خالد محسن قاسم الجوهري أن جثمان صلاح يرقد في ثلاجة مستشفى الثورة العام, منوهاً إلى أنه وعقب الحادثة تلقى والد الشهيد اتصالاً هاتفياً من مدير أمن المحافظة بهدف الوصول إلى تحكيم، إلا أن والد المجني عليه رفض كل أشكال الصلح، معتبراً أن غرماءه هما قيادة الحرس في تعز ومدير أمن المحافظة.
ويعتبر والد الشهيد من أحد الوجاهات والشخصيات الاجتماعية بمديرية يافع العليا وله ثقله الاجتماعي في المديرية ومحافظة تعز التي يقطن فيها منذ سبعينات القرن العشرين.
وأثار مقتل الجوهري استياءً واسعاً لدى أبناء محافظة تعز وأهالي حي المسبح -المكان الذي يسكن فيه الشهيد- وتحديداً في منزل الرئيس اليمني الأسبق/ إبراهيم الحمدي.
وتوافد مساء أمس أعداد هائلة من أبناء وأهالي مديرية يافع إلى محافظة تعز لتعزية الشيخ/ عبدالله، المصاب بحالة صدمة شديدة جراء مقتل ابنه أمام عينيه.
وقال أقرباء المجني عليه: إن السيارة معروفة للحرس الجمهوري وتحمل رقماً سعودياً، كون الجوهري دائم المرور من ذات الشارع ولم يكن في السيارة سوى أبيه وأطفال أخته.
يذكر أن حادثة مقتل الجوهري أتت بعد مساعٍ وجهود تبذل لإعادة الهدوء إلى المحافظة وإنهاء مظاهر التوتر والمظاهر المسلحة التي تشهدها تعز برفع كل النقاط المستحدثة من قبل الحرس الجمهوري والأمن المركزي في كافة مداخل المحافظة وكل شوارع المدنية.
من جهة أخرى ذكرت مصادر في شارع الستين أن قوات الحرس الجهوري المتمركزة على امتداد شارع الستين، تعاود مابين الفينة والأخرى قصف القرى المحاذية لهذا الشارع بمختلف أنواع الأسلحة كما حدث عصر أمس، حيث أصيب الشباب/ فائض على أحمد برصاصة في كتفه وهو بمنزله الكائن في ذات الشارع عصر أمس، نتيجة القصف العشوائي الذي تنتهجه قوات الحرس.
إلى ذلك اكتظت ساحة الحرية مساء أمس بجموع المصليين الذين توافدوا من كافة أرجاء المدنية لتأدية صلاة التراويح وهتف المصلون عقب الصلاة بسقوط بقايا النظام.