تأخر انعقاد مؤتمر القبائل اليمنية الذي نظمته السلطة يوم أمس لأكثر من ساعة كاملة بسبب الفوضى التي أثارها عدد كبير من المشائخ، حيث قاموا بالاعتداء على المنصة والاستحواذ على المقاعد التي خصصت لرموز من مشائخ المحافظات، ورفض المعتدون مغادرة المنصة حتى تدخل عدد من أفراد الأمن وعدد من مشائخ السلطة وعلى رأسهم "سلطان البركاني" الذي طالب الصحفيين بعدم نشر ما حدث من فوضى، متوعداً من يقوم بذلك بأنه سوف يعادي السلطة وأنه سيتم أخذ موقف منه.
ووصف أحد المشائخ ما حدث من فوضى بالعمل المخزي قائلاً: ( هؤلاء مشائخ جاءوا لإصلاح البلد واختلفوا على مقاعد، فكيف سيصلحوا هذا البلد)، فيما علق آخر ساخراً: ( مشكلتنا في اليمن هي الخلاف على الكراسي ومؤتمر اليوم أكبر مثال على ذلك ).
وأكد أحد العاملين في لجان التنظيم بالمؤتمر الذي انعقد في صالة "22" مايو بالأمانة أن المشائخ الذين افتعلوا الإشكالية اعترضوا على تمييز مشائخ عن مشائخ آخرين، مشيرين إلى أن من يتواجد داخل الصالة هم جميعاً من مستوى واحد ولا ضرورة للتمييز بينهم الذي يحاول دائماً أن يصنعه النظام فيما بينهم ليزرع الخلاف بينهم ويضمن سيطرته عليهم).
ودفعت تلك التصرفات عدد من كبار المشائخ إلى مغادرة الصالة، فيما بقي عدد آخر أمثال الشيخ/ الحكم بن ثابت وعمر المهدي وعبدالرحمن عثمان وغيرهم بعيدين عن المنصة بعد تلك المشادات حتى أصر عليهم البركاني بالصعود وظلت تلك الفوضى تعم ساحة المؤتمر حتى مضي نصف برنامجه الذي حفل بالتصويت السريع على انتخاب هيئة رئاسة المؤتمر ولجنة السكرتارية وقراءة الثوابت الوطنية والعرفية لقبائل اليمن وإقرارها والتوقيع عليها وانتخاب الهيئة العليا لمجالس قبائل اليمن.
وقد تخلل البرنامج كلمة تلفزيونية من الرياض وجهها الرئيس/ علي صالح للمؤتمر، استمرت لأكثر من عشرين دقيقة.