رئيس ملتقى أبناء الجوف ورئيس شورى الإصلاح بالمحافظة الحسن علي أبكر لـ"أخبار اليوم":

على إيران أن تكف عن تصدير ثورتها عبر الحوثيين وعلى الحكومة أن تلتفت إلى الجوف

2012-08-27 23:48:00 حاوره/ فؤاد المسلمي


عقد مؤخراً ملتقى أبناء محافظة الجوف اجتماعاً موسعاً لمشائخ وأعيان محافظة الجوف تحت شعار "وحدتنا قوتنا" لمناقشة قضايا المحافظة.. وطالب المجتمعون السلطات الرسمية باستلام المحافظة وإنزال ألوية من الجيش والأمن لحفظ الأمن والاستقرار ومساواة المحافظة بمحافظات الجمهورية وتزويد ها بالخدمات الأساسية.
وقال رئيس الملتقي الشيخ/ الحسن علي أبكر, بأن المحافظة تعاني من حرمان كبير من الخدمات الأساسية وبعد سنة كاملة من إسقاطها بيد الثوار من النظام المخلوع وهي تعاني من فراغ أمني ونقص حاد في احتياجات الناس، وأضاف بأن الصراع في الجوف لم يكن بين الإصلاح والحوثيين بل بين الحوثيين وأبناء الجوف الثائرين, حيث أرادوا أن يستلموها بالقوة.
وقال إن على الحوثيين ترك السلاح وأن على إيران ألّا تصدر الثورة الإيرانية إلى اليمن عن طريق الحوثيين، وكفاها تدخل في شؤون اليمن الداخلية.
وطالب أبكر, رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق باستلام المحافظة والقيام بمسؤوليتهم نحو أبناء الجوف وذلك بتأمين الاحتياجات الأساسية وفرض هيبة الدولة ورفع النقاط التي يسيطر عليها الحوثيون والاصلاحيون واستبدالها بأفراد من الجيش والأمن.. فإلى تفاصيل الحوار.


- عُقد مؤخراً اجتماع موسع لمشائخ وأعيان الجوف, ما الهدف من هذا الاجتماع؟
مشاكل المحافظة استدعت منا ذلك لأن الثوار عندما بدأت الثورة أسقطها ثوار الجوف وسيطروا على المحافظة والآن يريدون تسليمها للسلطة وعلى السلطة الجديدة أن تتجاوب معنا وخاصة مع الثوار الذين ضحوا بكل ما يملكون من أموالهم وأنفسهم في سبيل إسقاط هذا النظام, فلا يجوز أن تكافأ هذه المحافظة بالحرمان حتى هذه اللحظة وكنا نتوقع أن تكافأ المحافظة قبل كل المحافظات في الجمهورية لأنها أسقطت نظام المخلوع منذ الوهلة الأولى للثورة.
- ما هي المشاكل التي تواجه المحافظة؟
هي محافظة مثل أي محافظة أخرى تعاني من العديد من المشاكل في التنمية, إضافة إلى ذلك الثارات القبيلة والحرمان من كل مقومات الحياة وكذلك فإن مؤسسات الدولية مغيبة حتى أن المحافظة تدار بمحافظ من صنعاء و المرتبات من صنعاء وهذه المشكلة يعاني منها موظفو المحافظة أشد معاناة..
-هل توجد أجهزة أمنية في المحافظة؟
لا توجد أجهزة أمنية في المحافظة ولا يوجد مرور ولاجيش على الإطلاق.
-إذاً من الذي يحمي مؤسسات الدولة؟
الذي يحميها هم الثوار الذين أسقطوها وهم يحافظون عليها من كل الجوانب والمؤسسات كلها سواء عسكرية أو مدنية مازالت بأيدينا ونحن نريد السلطة تأتي لتستلمها منا لأنها ممتلكات عامة وفي المقابل يعطونا ما خسرناه ومقابل ما قام به الثوار من تعب وتعويض أسر الشهداء والجرحي على ما بذلوه وإعطائهم الوظائف كلٌ على قدر قدرته وإعطاءهم الأولوية في كل شيء.
—ما هي صفة هذا الملتقى الذي تجتمعون تحت إطاره؟
ملتقى أبناء الجوف يضم كل أبناء المحافظة من جميع الأطياف السياسية, بعيداً عن أي مسمى حزبي, هدفهم أن يكونوا صفاً واحداً وعلى هدف واحد، حتى أنه كان عنوانه "قوتنا وحدتنا" وأن نلتحم من أجل المحافظة بعيداً عن الحزبيات الضيقة والعنصرية والطائفية.
- شهدت المحافظة مواجهات كثيرة بين الإصلاح والحوثيين وما موقفكم من التدخلات الإيرانية؟
يا أخي الحبيب الصراع لم يكن بين الحوثي والإصلاح وإنما بين الحوثيين وكل أبنا المحافظة الثائرين والثورة قامت ولم يقم الإصلاح لوحده بالثورة بل قام بها أبناء محافظة الجوف بكل أطيافهم السياسية والمستقلين حتى الزيديين واستشهدوا ناس معنا من الزيدية, وقاتل معنا غيرهم.
وبالنسبة للحوثي كان يريد أن يأخذ المحافظة والنظام السابق كان يقدم له كل التسهيلات وأراد أن يستلمها بالقوة وحدثت المواجهات والصراعات ودامت ستة أشهر ووقّعنا صلحاً في بداية العام الماضي والأمور الآن بخير، أما بنسبه لإيران فقد أرادت أن تدخل بلادنا عبر جماعات الحوثي ونحن نقول لها كفى تدخلات في شؤون بلادنا, إلى هنا ويكفي وعليها أن ترفع أيديها من دعم أي جماعات غير شرعية ومتطرفة وتتركنا لوحدنا، وأي إنسان عنده فكر أولاً عليه أن يترك الفكر الإرهابي, من ثم يتقدموا بفكرتهم إلى الناس مثل البضاعة, أما أن يريد أن يقحم الناس في دينه ومذهبه وبالقوة هذا الذي لا نريده، ونقول على إيران أن لا تصدّر ثورتها إلينا، نحن أبناء الجوف أصبحنا محافظة راقية نتعامل بالسلام, تعلمنا لغة الحوار انتهت لغة القوة والعنجهية, لغة الاستبداد والظلم, فعلى الحوثي أن يدرك هذه المسألة وعلى إيران أن تعرف ذالك وترفع يدها عن الجوف خاصة وعن اليمن عامة.
- الجوف تمتلك موارداً كثيرة بس الخدمات قليلة ما هو السبب في ذلك؟
بالنسبة لنا الآن نحسن الظن بقيادتنا الموجودة , لكن كان النظام السابق يتعمد الجوف أربعين سنة من التجهيل والحرمان في كل الجوانب لكن في هذه الفترة نعذر حكومة الوفاق والرئيس الجديد لكننا نطالبهم أن يساعدونا ويكفي أننا قد حرمنا في الماضي ونحن ما قمنا بالثورة وقدمنا التضحيات إلا من اجل تحسين أوضاع محافظتنا والاجتماع الذي دعينا له الآن هو من أجل هذا الغرض ونقول للحكماء لا تنسونا ونحن هذا الصوت نرفعه إلى العقلاء من الأحزاب والى كل الجهات المعنية ونقول لهم اتقوا لله في محافظة الجوف
- ما رأيك بالتسوية السياسية التي حدثت في اليمن؟
بالنسبة لي فالتسوية هي خير لنا من أن نسحق بعضنا بعضا , فانظر ماذا يجري في سوريا الآن يتمنون أن يكون لهم نفس المبادرة فشكرا لمن وافق على المبادرة الخليجية وقبل بها وأن كنا لا نرغبها وأنا أول واحد كنت أتألم منها وكنت أقول كيف يعطي لمن قتل وظلم واستبد حصانه لكن هناك شيء أولى من شيء والحمد لله رأينا ما وقع في غيرنا بأن المبادرة كانت لصالحنا أكثر.
- برأيك هل هذه الصراعات التي تحدث في محافظات الجمهورية ومن ضمنها محافظة الجوف يقف وراءها الرئيس المخلوع السابق؟
نعم انه من يقف وراء كل تلك الصراعات وأتمنى عليه إذا كان به ذرة من حب الوطن أو شئ بسيط من تاريخ فليحفظ ذلك ويترك الشعب اليمني ويعتذر له ويخرج بحصانته ما لم فان الله سيلعنه والتاريخ وآلامه بأكملها.
- هل تلقيت تهديدات بسبب مواقفك الجريئة؟
نعم تلقيت كثيراً من التهديدات لكني لا أخاف الموت وهل نكون أغلي من الشباب الذين فتحوا صدورهم العارية لقذائف الاربي جي لا نخاف من الموت وأننا مستعدون نضحي بكل ما نملك من أجل وطنا لكن أعيب على بعض إخواني الذي انتقدهم اليوم ونقول لهم ما الذي تحقق لمحافظتنا اليوم "فيزعلوا" مني فهل الحق" يزعل"!.
- كيف تريد أن ترى محافظة الجوف بعد أن تقومون بتسليمها إلى الدولة؟
نريدها أن تكون خالية من السلاح يسدوها النظام والقانون وأناشد كل الخيرين من ابناء محافظتنا التعاون من اجل المحافظة، وأقول لهم إياكم أن تصدقوا الدعايات المغرضة الكذابة والتي لا يستفيد منها إلا من يسعون إلى تخريب المحافظة
- هل نقلتم هموم المحافظة إلى قيادة الثورة وحكومة الوفاق؟
نعم طلعت أنا وبعض إخواني وزملائي إلى صنعاء والتقينا في رئاسة الوزراء وبعض الوزراء والقادة العسكريين وعلى رأسهم علي محسن الأحمر وكل قيادة الثورة اليمنية شكونا لهم حالنا ومما نعاني في هذه المحافظة المهملة التي تتلاطم بها الأمواج وبعد مرور عام وشهر ومطالبتنا الحثيثة لاستلام المحافظة من قبل السلطة واستلام المعسكر والأمن والمجمع الحكومي وغير ذلك أصبحنا محرجين أمام الله ثم أمام أبناء الجوف أحسسنا بالإحراج الكبير، فأبناء الجوف يضغطون علينا من جانب والحكومة نأتي إليها وتحاول تبسط الأمر من جانب آخر فأصبحنا بين المطرقة والسندان
- يؤخذ عليك انك كثير الانتقادات لقيادة اللقاء المشترك وتتحامل عليهم وخاصةً قيادة المشترك في الجوف؟
أصبحنا لا ندري ماذا نفعل صح انتقدنا أخوننا في المعارضة وكثر انتقادهم علينا ونحن نعترف لهم بذلك ولهم حق الانتقاد حاولنا أن نتمالك أنفسنا وحاولنا أن نطرح الكثير من المبررات من أجل نكون لهم عونا ومن أجل إصلاح أوضاع المحافظة ,لكن طال الزمن ونحن لسنا مستعجلين على الإصلاح والإصلاح لن يأتي في يوم وليلة ولكن نريد أن تكون هناك خطوات عملية على ارض الواقع وان كانت مبدئية ولو نسبة واحد بالمائة ولكن بالعكس والمخيف والخطير هو التراجع ولم نر شيئاً أبداً.
 وأصبح كثير من الناس ومن إخواني يغضب من الحق عندما نقول له أننا لم نحقق شيئاً إلى الآن "فيزعلوا" أنا لا أريد من أخواني أن لا "يزعلوا" مني كما كانوا يفرحوا عندما كنت أوقف معهم في المواقف وأعرض نفسي للموت أمام قبائل وأمام دولة في انتخابات وفعاليات سياسية أخرى وأعرض نفسي للموت واصبر وأتقدم الصفوف وأصبر في الأمام ويفرحون بي ويشجعوني ويقولون أنت الرجل الوحيد التي نفتخر به لماذا لم يفخروا بي اليوم عندما عارضتهم وقلت لهم إنكم مخطئون الآن، فعلينا أن نجتمع كلنا من اجل نطلع صنعاء ونوصل رسالتنا إلى الحكومة، فأن لا أريد مقاتلة الحكومة بل نضع أسلحتنا ونطلع سلميا ونخاطب الحكومة ونقول لهم انتم ظلمتمونا، انظروا إلى محافظتنا نريد التعليم نريد الصحة نريد الكهرباء وغيرها أليس من حقنا أن نطالب بحقوقنا المشروعة والقانونية بل شرف لنا وفخر إذا قام الإصلاح ووقف أمامنا وقال أخطأنا ونمد أيدينا إلى الشرفاء في المحافظة من اجل المحافظة، وهناك أناس كثر لم يكونوا معنا بالثورة لكنهم تركوا أسلحتهم وكانوا عقال وفوتوا الفرص على من كانوا يريدونها حرباً قبلية وصبروا وتركوا المحافظة من اجل نستلمها نحن ولكن لم نحقق شيئاً إلى الآن. وأما بالنسبة بانتمائي للإصلاح فانا أتشرف أن أكون من الإصلاح ومن حركة الإخوان المسلمين وافتخر في ذلك ولا يمكن أن أتنازل عنها ولا يمكن أن يزايد علي أحد ويقول إن في نفسي شيء واني أحب المجاملة لو كنت أحب المجاملة لجاملتهم لكن الوقت اليوم ليس وقت المجاملة وإنما وقت العمل.
–قلت إن محافظة الجوف لها خصوصية في الثورة ما هي تلك الخصوصية؟
نعم لأنه لم تكن هناك أي محافظة استطاعت أن تنجز مهمتها الثورية كم أنجزنا مهمتنا الثورية نحن في محافظة الجوف ,فثوار الجوف أنجزوا مهمتهم في أسرع وقت ممكن وعلى أكمل وجه وكنا نتمنى من السلطة ومن القيادة السياسية في صنعاء أن تنظر إلينا في عين الاعتبار
– هناك أناس يقولون إنك بهذه الشعبية التي تمتلكها إنما تخدم السعودية؟
عملوا دعايات علينا كثيرة وقالوا إن هذا الملتقي تابع للمصالح السعودية، ولكنني لا أؤمن بالسعودية ولا يمكن أن أكون تابعاً لها ولا أقبل أن أكون مصيدة لأي كان والبعض قالوا إني أريد أن كون شيخا، أنا لا أريد أن أكون شيخاً ولا أحب المشيخة، ولست بشيخ فبعض الناس أصابهم مرض أخوة يوسف عندما أحبوني إخواني والجماهير في المحافظة وأنا أعمل من أجلهم قالوا هذا صح أنني الكل في الكل ولا أريد أن أكون الكل في الكل وأريد أن أترك المجال لإخواني من يريد أن يكون مطالبا وسفيراً للمحافظة, فالمجال مفتوح ويتفضل لا نمنع أحدا, لكن نريد من إخواني أن يتحركوا كلهم من اجل المحافظة، وما دمت أعمل من أجل خدمة الناس في المحافظة ومن اجل رفع محافظتي هل معنى هذا أني عميل للآخرين وإذا كنت عميلاً لكنت عميلاً للرئيس السابق علي عبدالله صالح يوم كان في السلطة وكان رئيس الجمهورية وكان يدعوني فرفضت وكنت من الدعاة في المحافظة وكنت أقول للناس كيف يرفضون الاستبداد والتحرر منه وأقول كلمة الحق وبدون خوف من أحد.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد