أكد محمد اليدومي ـ رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح ـ أن ما حدث في اليمن هي ثورة بكل المقاييس استطاعت بفضل الله وتضحيات الشباب والشعب اليمني أن تطيح بعلي عبدالله صالح من الحكم وإخراجه من رئاسة الجمهورية.
وقال في حوار مع قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود أمس الأربعاء أن بقائه "صالح" في اليمن يؤثر على استقراره "ولا ندري ماذا سيكون مصيره إذا استمر بهذا الأسلوب".
وحول ما إذا كان لصالح علاقة بمحاولة اغتيال وزير الدفاع قال اليدومي إنه لا يستطيع أن يؤكد ذلك، مستدركاً أن كل المراقبين والمحللين السياسيين المتابعين للأحداث لا يستبعدون ارتباطه بما حدث لوزير الدفاع محمد ناصر أحمد.
وأشار إلى أن الكلام الذي يتردد عن قدرة صالح ونجل ـ قائد الحرس الجمهوري من السيطرة على صنعاء خلال ساعات أنه كلام غير صحيح لأن كل القوات في الجمهورية أصبحت موالية للشرعية الجديدة في اليمن، وأنه لم يعد له سوى بعض المعسكرات في أمانة العاصمة، مؤكداً أنه لن يستطيع السيطرة على العاصمة كما يتردد، مشيراً إلى أن لصالح مجموعة من البلاطجة والمرتزقة يدورون حوله وأنه في كل يوم يضعف موقفه حتى داخل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه.
وقال اليدومي إن علي صالح والمرتزقة يسببون شيئاً من القلق للشرعية الجديدة ولكن الجانب الاقتصادي يظل هو العائق أمام استقرار اليمن، واستدركا: إلا أن الحكومة قطعت شوطاً كبيراً في استقرار اليمن وأنها الآن تتلقى مساعدات من المانحين والإخوة في الخليج لدعم ذلك الاستقرار.

وقال إنه ما يزال يأمل من المؤتمر والشرفاء فيه أن يعملون على النهوض باليمن، مشيراً إلى أن واجب المشترك وعقلاء اليمن الأخذ بيد المؤتمر حتى يسهم في بناء اليمن كحزب من جديد ويطيح بصال من رئاسته.
ونحن نعتقد أن المؤتمر يستطيع بفاعلية أن يخرج باليمن إلى بر الأمان، مؤكداً أنه ليس كل من في المؤتمر سيئون.
وأوضح المسؤول الأول للإصلاح أنه كان لهم في الإصلاح علاقة وساندوه في مرحلة ما لأن المرحلة استدعت ذلك وقال:" كنا نأمل فيه أن يقدم لليمن شيئاً ويعيد له عزته".
وبشأن إعلان هادي عدم ترشحه في الانتخابات القادمة قال اليدومي إن الحديث في هذا الأمر سابق لأوانه، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق مع الإخوة في المشترك أن يكون النظام القادم نظاماً برلمانياً، وأنه سيتم مناقشة ذلك في مؤتمر الحوار المزمع عقده في نوفمبر القادم وسيستمر مدة ستة أشهر، وقال إنه سيتم الحوار حول الدستور هل سيتم تعديله أو أنه سيتم وضع دستور جديد.
 وأشار اليدومي إن التحالف بين أحزاب المشترك هو تحالف لأجل إعادة بناء اليمن والحافظ على وحدة اليمن واستقراره، نافياً أن يكون هناك تباين إيديولوجي بين الإصلاح وأحزاب تكتل المشترك، مؤكداً إن الاشتراكي هو أقرب الأحزاب إلى الإصلاح.
وقال اليدومي إن علاقة الإصلاح بالحوثي هي علاقة تواجد في ساحات الثورة، مجدداً دعوته للحوثي بأن العلاقة بينهم يجب أن يحددها الحوثيون أنفسهم وان الإصلاح سيعمل على التعاون معهم بموجب هذه المحددات والأسلوب الذي سيختارونه بدون زيف أو خداع أو أي سلوك جهوي.
وأكد اليدومي أن صالح هو من ساند هذه الجماعات وصنعها في صعدة وأن الحروب في صعدة كانت حروب عبثية يديرها مزاج صالح.
منوهاً إلى أن هناك همزة وصل مع الحوثيين لحل المشكلات، مشيراً إلى وقوف الإصلاح إلى جانب الحوثيين لتنظيم أنفسهم وتحويلهم إلى حزب سياسي وضرورة تخليهم عن السلاح.
وحول الأنباء التي تقول إن الشعب اليمني شعب قبلي بعيد عن المدنية قال اليدومي إن الشعب اليمني شعب مدني حضاري لا يمكن أن نحجمه في القبيلة، فالشعب اليمني ليس شعباً قبلياً ويرجع للدولة في أبسط القضايا.
ونفى اليدومي أن يكون هناك مساع للإصلاح نحو "أخونة" الدولة في اليمن كما هو في مصر وتونس، مشيراً إلى أن الإصلاح يسعى إلى دولة مدنية حديثة تفرض سلطتها على الجميع وتقوم على أساس العدل والمساواة ومفاهيم الحرية أوساط الجماهير.
وأوضح أن الرئيس السابق مارس سياسات خاطئة بعد حرب 94م ومارس الكثير من الظلم مستفزاً الشعب جميعاً ومنهم أبناء المحافظات الجنوبية، مشيراً إلى أن صالح لم يهين الجنوبيين فقط لكنه أهان الشعب اليمني جميعاً، مؤملاً على مؤتمر الحوار الوطني في الخروج باليمن من مأزقه، مؤكداً أن مؤتمر الحوار لن يستثني أحداً من الدخول فيه من الحوثيين والجنوبيين وكل الجماعات والأحزاب.
وأستبعد اليدومي أن تكون هناك رئيسة قادمة إلا أن المرأة ستأخذ حقوقها في حدود الشريعة الإسلامية.
وأشار اليدومي إلى أن العلاقة الأميركية اليمنية علاقة تعاون هدفها إخراج اليمن من مأزقه، منوهاً إلى ضرورة التفريق بين أخطاء الأميركان ومساعيهم لأجل استقرار اليمن.