تنفذ مليشيات جماعة الحوثي المسلحة والجماعات المتحالفة معها مخطّطَ إسقاط مدينة عمران والاستيلاء عليها مستغلين الهدنة التي حددوها بأنفسهم لمدة خمسة عشر يوماً عقب قبولهم التحكيم من اللجنة الرئاسية بقيادة العميد/ قائد العنسي الجمعة الماضية وعلى أن يتم إشسقاط المعسكرات من خلال الزحف على المدينة واجتياحها بعد اسبوع من إسقاط النقاط والمواقع العسكرية والأمنية في طوق المدينة وحزامها الأمني على الطرقات وقمم الجبال المطلة على مدينة عمران ـ على أن يتم الزحف على المدينة في يوم واحد بعد الانتهاء من شل أو إسقاط المواقع الاستراتيجية العسكرية والأمنية التي هي عبارة عن حاميات للمدينة والمعسكرات من جميع الجهات في ظل قيام جماعة الحوثي بنسج تحالفات جديدة مع عدد من المشايخ والوجاهات القبلية والمحلية ـ فيما تستمر جهود حثيثة للحوثيين وحلفائهم لتحييد الوجاهات الاجتماعية والمشايخ الذين يرفضون التحالف معهم سواءً داخل المدينة أوفي محيطها وفي القرى التي تمثل طوقاً لمدينة عمران وضواحيها.
مصادر محلية في عمران والمديريات المجاورة لها أكدت لـ " أخبار اليوم" استمرار توافد مئات المسلحين الحوثيين على مدى أيام الاسبوع الجاري والمُستقدَمين من محافظة صعدة ومديريات عمران الشمالية كـ " حرف سفيان ، المدان، شهارة ،عذر، حوث، حبور ظليمة ، العشة ، صوير " وغيرها بالإضافة إلى مسلحين يتم حشدهم يومياً من المديريات القريبة من عمران كـ " جبل يزيد، عيال سريح، خارف، بني صريم، خمر ، السود ، السودة ، مسور، ذيبين ووصولاً إلى ثلا" كما تؤكد المصادر أن مسلحين من مديريات كوكبان والطويلة التابعة لمحافظة المحويت وأرحب وخولان وبني مطر والحيمة ونهم التابعة لمحافظة صنعاء ومن مديريات آنس والحداء وعنس التابعة لمحافظة ذمار ومديريات الرضمة والسدة ويريم التابعة لمحافظة إب، يتم استقدامهم يومياً وتوزيعهم على مناطق تمركز مسلحي الحوثي في جميع مداخل المدينة من الجهات الأربعة وأن الزائر لمراكز تجمعهم المفتوحة يلحظ المسلحين من خلال لهجات حديثهم ومن خلال تأكيد مجموعة مصادر محلية لتوافدهم داخل القرى المغلقة التي حولتها مليشيا الحوثي إلى معسكرات مغلقة منذ بداية الاسبوع الجاري وتمنع الدخول اليها للعامة كما تمنع أيضا على أبناء القرى والمناطق المغلقة الاقتراب من اماكن معينة داخل قراهم وأبرز هذه المعسكرات المغلقة معسكر شمال ريدة الذي يتواجد فيه القيادي الحوثي أبو علي الحاكم ومعسكر قرية المآخذ غرب عمران الذي يقوده القيادي الحوثي أبو ذر, ومعسكر عمد جنوب شرق مدينة عمران والذي تقول المصادر إنه يتواجد فيه أكثر من قائد, بينهم أبو حيدر وأبو الحسين والسجّاد بالإضافة إلى معسكر في أحدى قرى منطقة قُهال ومعسكر خامس في منطقة بني ميمون وسادس في السوق الجديد بـ"خارف".
وأوضحت المصادر أن مليشيات الحوثي قد أكملت نقل الدبابات باتجاه محور "ريدة، بضعة ، بير عايض" المتاخم للمدخل الشمالي لمدينة عمران وسط معلومات متفاوتة عن عدد الدبابات التي تتمركز في المنطقة ـ فيما أكدت مصادر وجود منصات إطلاق صواريخ " كاتيوشا" و " شاخوف" في منطقتي عمد وبني ميمون والمآخذ وتتحدث معلومات اخرى عن وجود مدفعية في منطقة قهال وأخرى في ثلا، وبات ملاحظ انتشار عشرات السيارات والاطقم من تويوتا " شاص" و" غمارتين" والتي تقل المسلحين الذين يستعرضون الأسلحة الرشاشة والمعدلات بمختلف عياراتها وكذا قاذفات " بي إم" و " أر بي جي " وقذائف الصواريخ المحمولة " لو" و" الهاون" ومختلف مضادات الدروع, كما تشير معلومات إلى نقل عربات مدرعة مختلفة إلى كافة المداخل مع استمرار نقل ذخائر هائلة ليلاً خلال اليومين الماضيين.
وأشارت المصادر إلى أن مليشيا قد تمكّنت خلال اليومين الماضيين من تحييد وحصار عدد من المواقع والنقاط الامنية أهمها موقع جبل ظين من خلال عزله عبر طريق بني ميمون وقاع السلاطة المجاور للسجن المركزي الذي تمكّنت المليشيات من الضغط على قوات الجيش والأمن ورفع نقطة الجيش في السلاطة كما تم عزل وتحييد نقطة منطقة قارن العسكرية التابعة للقوات المسلحة من خلال استحداث الحوثيين وحلفائهم مُخيمَ معسكر مفرق المآخذ الأسبوع الماضي ونقطة معرض الواقعة ما بين قارن وقاعة وذرحان شرقاً, بالإضافة إلى تمركز مسلحين في المصانع والزافن ومنطقة القنحة القريبة من بيت الفراق على حدود جبل يزيد " الأشمور" غرباً. كما تؤكد معلومات وجود خلايا مسلحة نائمة في منطقتي القصر والجنات مهمتها عزل نقطة ضبر الجنات الامنية وموقع جبل الضبر العسكري كما تشير معلومات إلى تمركز مسلحين في قرية بيت ريّاش عمران وفي جنوب وغرب ثلا تهدف لتحييد موقع جبل المرحة وسط معلومات عن مخطط حوثي لاجتياح الموقع وبذلك يتم تحييد معظم مواقع الطوق الأمني والعسكري من الجهات الأربع قبل الزحف على المدينة واجتياح المعسكرات وإسقاط المجمع الحكومي وأن كل ذلك يتم وفق برنامج زمني وساعة صفر ماتزال مجهولة إلا أنها وفق مراقبين محليين ستتم على أبعد تقدير في غضون أسبوع إلى أسبوعين بعد أن تم إنجاز معظم أجزاء الخطة وفصولها.
وأضافت المصادر بأن مسلحي مليشيات الحوثي قد تمكّنوا من تحييد عدد من المشايخ والوجاهات الاجتماعية في القرى المتاخمة لعمران لا سيما في عدد من قرى عيال سريح شرقاً وجنوباً وفي جبل يزيد شمالا وغربا ووصولا إلى الأشمور ومسور.
المعلومات السابقة تشير إلى خطة قطع الامدادات عن النقاط والمواقع العسكرية في الجبال والطرقات تمهيدا للزحف على المعسكرات واجتياح المدينة وإسقاط المجمع الحكومي وتنفيذ التهديدات التي يطلقها المسلحون وسط خطوات عملية متتالية مستغلين تبعات تحكيم اللجنة الرئاسية والمدة الزمنية للهدنة والتزام وحدات الجيش والامن بضبط النفس وبالتوجيهات العليا في ظل غياب تام لسلطات الدولة عن المناطق المحيطة بعمران مع استمرار تحركات المسلحين وتحكمهم في القرى والمناطق المحيطة بعمران بهدف إحكام السيطرة على معسكرات الجيش والأمن والمجمع الحكومي للمحافظة من خلال خطة زمنية كشفت خلال الايام الماضية وصول مئات المسلحين وانتقال الاسلحة الثقيلة ونَسْج التحالفات مع مشايخ ووجهات قبلية محلية وتمكن الحوثيين من تحييد اخرى في المدينة ومحيطها ما ينذر بإصرار مسلحي الحوثي على خضوع معارك طاحنة في محيط عمران وداخلها ضمن مخطط وسيناريو يجري تنفيذه وبات على وشك إنجاز فصوله المختلفة بعد أن اتّضحت الخطوات العملية المتتابعة لفصول المخطط التي يتم تنفيذها على الارض على التوازي والتوالي وبوتيرة عالية.
