أفادت مصادر إعلامية في محافظة حضرموت أن نائب وزير الداخلية / علي ناصر لخشع التقى يوم أمس بعدد من وجهاء وعقال حارتي البدو وباسويدان بمنطقة ديس المكلا وذلك بغرض بحث التهدئة وإنهاء حالة التوتر التي تشهدها الحارتان جراء الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال اليومين الماضيين وأدت إلى سقوط قتيلين من الجيش وأحد أبناء المنطقة الذي كان في طريقه إلى سكن الطلاب الجامعي، وجرح ثلاثة من أفراد الجيش أيضا برصاص مسلحي حارتي البدو وسويدان الذين قاموا على مدى يومين متواصلين بقطع جميع الطرق الفرعية للحارتين والشارع العام بمنطقة الديس.
وذكرت المصادر أن اللقاء الذي جمع اللواء لخشع بعدد من عُقلاء الحارتين خرج بنقاط اتفاق, أولها رفع جميع نقاط التقطُّع التي يقيمها الشباب المحتجون وإنهاء حالة العصيان المفروضة على أصحاب المحلات التجارية والدوائر الحكومية الواقعة في المنطقة؛ على أن يتم إعادة الشاب باراسين المعتقل لدى أجهزة الأمن إلى محافظة حضرموت للتحقيق معه في النيابة المختصة بحضرموت، مشيرة إلى أن هذه النقاط قوبلت بالرفض من قبل عدد من شباب الحارتين مطالبين بسرعة الإفراج الفوري عن الشاب باراسين دون أي محاكمة.
وعلى صعيد متصل بالأوضاع التي تشهدها مدينة المكلا في حضرموت الساحل أعلن القيادي في الحراك الجنوبي ـ مكون المجلس الأعلى للثورة السلمية لتحرير الجنوب بمديرية المكلا ـ أنور غويتم، نائب رئيس المجلس ـ أعلن عن رفع العصيان المدني يوم غد الأربعاء عن المحلات التجارية الخاصة على أن يتم استمرار فرض العصيان والحصار على الدوائر الحكومية في المكلا على أن يتم معاودة العصيان بشكل كلي في كافة القطاعات باستثناء قطاع الصحة يوم غد الخميس.
يأتي تصريح وإعلان "غويتم" بعد يوم من تصريح الشيخ / أحمد بامعلم القيادي في الحراك الجنوبي الذي دعا خلاله إلى عصيان مدني شامل بالمكلا تضامناً مع أبناء حارتي البدو وباسويدان.
وفي هذا السياق ذكرت مصادر محلية بمدينة المكلا أن أسرة القتيل الطالب سعيد أحمد بارشيد الذي سقط أمس الأول إثر الاشتباكات بين مسلحي حارتي البدو وباسويدان والقوة العسكرية التي نزلت لفك الطرقات التي تم قطعها في الديس، قررت مساء أمس دفنه في مسقط رأسه بمنطقة حورة.
وكشفت المصادر أن نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض كان قد أجرى أمس اتصالاً هاتفياً بأسرة القتيل بارشيد وقدم لهم واجب العزاء معتبرا أن نزول قوات من الجيش لفتح الطرقات بمدينة ديس المكلا أمس الأول عمل مخطط له؛ خاصةً وأنه يأتي قبل خمسة أيام من إحياء مكونات الحراك الجنوبي لفعالية 27 أبريل الممتدة بحرب صيف 94م.. حيث اعتبر البيض أن هذا العمل يأتي في محاولة من الجيش لثني أبناء الجنوب عن المشاركة في هذه الفعالية’ داعياً في الوقت ذاته أبناء المحافظات الجنوبية للمشاركة الفاعلة في فعالية الـ27 أبريل بالمكلا.
