نقل جواد كريمي قدوسي، النائب عن جبهة الصمود الأصولية في البرلمان الإيراني، أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، وصف الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي بـ"المتمرد الذي يجب ألا يتمتع بأجواء آمنة".
ونشر موقع "ديغربان" تصريحات قدوسي، يوم الاثنين الماضي، موضحاً أنها جاءت خلال مهرجان "حماية الحدود الثقافية" يوم الأحد الماضي في مدينة مشهد.
وأكد قدوسي أن تصريحات خامنئي جاءت خلال لقاء خاص مع 12 نائباً، جميعهم أعضاء كتلة "شاهد" البرلمانية مع المرشد الأعلى في 16 يونيو الماضي.
من جهة أخرى، قال النائب جواد كريمي قدوسي في لقاء مع صحيفة "شرق" الإصلاحية: "إن قرار منع خاتمي من النشاط والسفر والتصريحات، تم إبلاغه للمجلس الأعلى للأمن القومي بعد أحداث عام 2009".
ووفقا لصحيفة "شرق"، فإن قدوسي أكد أن "المرشد الأعلى قال عن خاتمي إنه متمرد وطاغية، ويجب على الإعلام والقوى الأصولية والنخب أن تتخذ موقفا تجاهه، ويجب ألا يتمتع بأجواء آمنة، لأنه من العناصر الأساسية للفتنة".
يذكر أن خامنئي والأصوليين المتشددين الموالين له، يصفون احتجاجات عام 2009 التي قادتها الحركة الخضراء ضد ما قالت إنه تزوير للانتخابات الرئاسية بـ"الفتنة"، ويتهمون المرشحين للرئاسة حينها، موسوي وكروبي، وأحيانا خاتمي بـ"زعماء الفتنة".
وازدادت التصريحات والهجومات ضد خاتمي بعدما قدّم عشرة نواب في البرلمان الإيراني، الأحد الماضي، طلبا لوزير العدل مصطفى بور محمدي، مطالبين فيه بتشديد الإجراءات الأمنية والقضائية ضد الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي.
وطالب هؤلاء النواب الذين ينتمون لجبهة الصمود اليمينية الأصولية، من وزراء التعليم والثقافة والعدل، بتنفيذ القوانين بشكل صحيح ومراعاة الوضع الثقافي والاجتماعي للجمهورية الإسلامية، ودعوا وزير العدل إلى فرض قيود لمحاصرة خاتمي، كما طالبوا بمنعه من السفر والنشاط والتصريحات.
وعلق النائب علي مطهري، في حوار مع وكالة "إيسنا" الطلابية للأنباء، حول طلب النواب الأصوليين منع خاتمي من النشاط والسفر والتصريحات، قائلا إنه "لم يتبق لهم إلا أن يمنعوه من الحياة".
وأضاف هذا النائب عن مدينة طهران في مجلس الشورى الإيراني، أنه إذا ما كان هناك قرار بمنع خاتمي من السفر فإن ذلك ينم عن قلّة تدبير، لأن خاتمي يستطيع أن يؤثر في تحسين السياسة الخارجية الإيرانية، خاصة خلال لقاءاته مع الدول الغربية.
يذكر أن خاتمي عاد إلى نشاطاته السياسية منذ وصول روحاني للسلطة العام الماضي، بعد توقف دام نحو أربع سنوات، وقام بعقد لقاءات مع العديد من الشخصيات الثقافية والسياسية، كما قام بزيارات ميدانية لعدد من المحافظات الإيرانية، وأجرى مقابلات مع وسائل الإعلام، وذلك ما أزعج المتشددين وحرضهم على شن حملة شعواء ضده.
