اعتبرت القوى الثورية بمحافظة تعز قرار الحكومة برفع الدعم عن المشتقات النفطية, قراراً غير موفق يزيد من معاناة المواطن اليمني ويتيح للمتربصين بالثورة والوطن فرصة التشكيك والتشويه والإرجاف في الوقت الذي ينتظر المواطن من الحكومة دوراً إيجابياً في توفير الخدمات وتحقيق حياة معيشية كريمة وخروج آمن من الأزمات.
ورأت القوى الثورية في بيان صادر عنها أمس عقب صلاة جمعة "من أجل حياة كريمة وآمنة" رأت أنه "كان على السلطة في حالة الاضطرار إلى رفع الدعم أن تتخذ إجراءات وإصلاحات مزامنة لها تجفف منابع الفساد وتنمي الموارد وتهيئ لبناء دولة وفقاً لمخرجات الحوار".
واستنكر البيان هذه الخطوة كما أكد في ذات الوقت على جملة من الإصلاحات منها ضرورة معالجة الوضع الاقتصادي وتحقيق الإصلاح الضريبي والجمركي وإسقاط رواتب الوهميين والغير عاملين في القطاع المدني والعسكري وزيادة الأجور والمرتبات, كما دعا البيان إلى سرعة تنفيذ مخرجات الحوار وتحقيق العدالة الانتقالية وإقالة الفاسدين الذين تلوثت أيديهم بدماء وأموال الشعب.
من جهته قال خطيب الجمعة أحمد المقرمي "بأن رفع الحكومة لأسعار المشتقات أمر غير مرحب به", محذراً من أن يتحول المواطنون إلى أدوات بيد أصحاب الثورة المضادة ومشاريعها الظلامية وسلاح مجاني لها".
وأضاف المقرمي" إذا كانت الحكومة لم تجد مفراً من هذه الإجراءات, فعليها أن تكشف للشعب بشفافية النتائج الإيجابية المرجو تحقيقها من هذه الزيادات, وأن تشكل آلية حاسمة للاستفادة من هذه المبالغ, ما لم فمعنى ذلك أن الحكومة تعمل بآلية فاسدة قديمة يتوجب على الشعب عندها أن يعلن انتفاضة جديدة".
وأشار الخطيب إلى أن الجرعات التي أُقرت على الشعب على مدى السنوات الماضية كان عائدها يذهب إلى جيوب الفاسدين, محذراً السلطة من حساب الشعب العسير في حال تكرُر هذا الأمر.
ولفت الخطيب إلى أن ضرب أنابيب النفط من قبل المخربين وقصور الحكومة عن حمايتها هي بمثابة جرعات غير معلنة لدى هؤلاء المخربين وعلى الدولة أن تتجاوز عجزها, معتبراً أن الفساد الذي تواطأ لصالح دعاة السلالية في عمران من شأنه أن يغدر بالثورة ويتاجر بمعاناة الشعب لصالح الفاسدين..
وفي سياق خطبته خاطب المقرمي السلطة بالقول" نريد جرعة من القوانين والإجراءات التنفيذية الميدانية التي تطال العابثين بالثروة والناهبين لها وتضرب على أيديهم ومن العيب أن يتحمل المواطن البسيط الأعباء, فيما الفاسدون لا تصل إليهم يد الدولة".
وفي تعبير رمزي على إقرار الحكومة " للجرعة" قامت مجموعة من الثائرات في ساحة الحرية بإحضار "حمار" وعلقنً عليه لافتات تتضمن عدداً من الحلول والمعالجات البديلة التي يعتبرن بأنه كان يفترض على الحكومة مباشرتها والعمل بها قبل إعلانها رفع الدعم عن المشتقات النفطية".