هاجمت عناصر تنظيم القاعدة أمس الخميس وبشكل متزامن قوات الجيش والأمن في مدينتي سيئون والقطن بمحافظة حضرموت واندلعت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى..

ففي مدينة القطن وبعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع عن تحرير المدينة بوادي حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة بعملية نوعية لقوات الجيش فجر أمس الخميس أعلن تنظيم القاعدة سيطرته على المدينة صباح أمس نفذ خلالها هجوماً على عدد من المرافق الحكومية والعسكرية والأمنية واقتحم ونهب عدداً من البنوك التجارية ليعلن بعد ذلك انسحابه من المدينة بعد خمس ساعات من السيطرة عليها..

واستشهد في المواجهات التي شهدتها مدينة القطن ثلاثة جنود وجُرِح أربعة من عناصر التنظيم..

وقالت مصادر محلية: إن عناصر القاعدة أغلقت مداخل ومخارج المدينة، وأقامت عدداً من النقاط لمنع وصول أية تعزيزات عسكرية إلى مناطق انتشار عناصرها وسط المدينة، ومنعت النقاط المواطنين من الدخول إلى المدينة.

ودارت اشتباكات في محيط معسكر الأمن الخاص بالمدينة؛ حاول فيها عناصر التنظيم اقتحام المعسكر إلا أن أفراد الأمن قاوموا وببسالة رغم حصارهم، وأطلق عدد من المواطنين النار تجاه أفراد التنظيم المحاصرين للمعسكر من ناحية المنازل المجاورة دعماً لأفراد الأمن.

وأحرق عناصر التنظيم مجمع الدوائر الحكومية، ومبنى محكمة ونيابة القطن، ومبنى الأمن السياسي، ومبنى الأحوال المدنية، بعد قصفها بقذائف الآر بي جي، وتم نهب ممتلكات هذه المباني من كمبيوترات وأثاث مكتبي من قبل بعض المواطنين بحسب رواية شهود عيان تحدثوا لصحيفة أخبار اليوم.

واقتحمت عناصر القاعدة بنكي اليمن الدولي، والتسليف التعاوني الزراعي (كاك بنك)، داعيةً المواطنين إلى أخذ ما يريدون من خزائن – تبيّن خُلوّها بعد فتحها - ومقتنيات مكتبية وأثاث، حيث تطلّب فتح باب بنك اليمن الدولي تقطيعه بواسطة لحام الأوكسجين بعدما فشلت قذائف الآر بي جي في فتحه بحسب شهود عيان, الذين قالوا: إن عناصر التنظيم حاولوا اقتحام البنك الأهلي إلا أنها لم تستكمل عملية الاقتحام.

وفي هذا السياق قال أحمد ثابت العبسي نعمان مدير عام بنك اليمن الدولي المركز الرئيسي بصنعاء: "إن عناصر القاعدة في مدينة القطن لم تتمكن من نهب خزينة البنك في مديرية القطن خلال الهجوم الذي شنّته على المرافق الحكومية وبنك اليمن الدولي".

وأضاف: "لقد حاولت تلك العناصر أن تفجّر خزينة البنك بواسطة "آر بي جي" ومادة الأوكسجين وكذا تخريب الصراف الآلي إلا انهم لم يتمكنوا من نهب حتى ريال واحد من خزينة البنك والتي هي مؤمّنة تأميناً مُحكماً بالخرسانة المسلحة", مشيراً إلى أن عناصر القاعدة بعد أن عجزت عن نهب البنك سمحت للمواطنين بالدخول لنهب الأثاث المكتبية وأجهزة الكمبيوتر وتخريب المبنى وأرشيف البنك".

وأكد أن البنك اليمن الدولي يتعرض للاعتداء للمرة الثانية في غضون أشهر وذلك بسبب غياب الدولة بالكامل عن حماية الممتلكات المستثمرين, لافتاً إلى أن تلك الاعمال الخارجة عن القانون والتي تتمثل في نهب البنوك التجارية الخاصة ستؤثر على سمعة البلد, مطالباً الدولة بضرورة حماية البنوك التجارية وتشجيع الاستثمار وفرض هيبتها".

وأحرق عناصر التنظيم أيضا 4 سيارات عسكرية دفع رباعي، واستولوا على سيارة نوع تويوتا برادو تعود ملكيتها لوكيل نيابة بالقطن ـ بحسب مصادر محلية مطلعة وشهود عيان تحدثوا للصحيفة ـ.

وتحدثت المصادر عن أن قيادة عناصر التنظيم التي هاجمت المدينة اجتمعت بالمواطنين عند جولة القطن وسط المدينة، وتحدث التنظيم عن أحقية المواطنين بالغنائم, مشيرة إلى مشاهدة القائد العسكري بالتنظيم جلال بلعيدي الملقب بحمزة الزنجباري والقائد حارث النظاري وهم يتجولون في شوارع المدينة، ويتحدثون للمواطنين، برفقة عدد من عناصر التنظيم، وهو الأمر الذي أكدته مواقع تابعة للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي.

شهود عيان من سكان المدينة أكدوا لـ"أخبار اليوم" توزيع أنصار الشريعة عدداً من الأسلحة الرشاشة لبعض أبناء المدينة لمساعدتهم في تنفيذ مخططهم، ومن ثَم قامت بسحبها منهم قُبيل الانسحاب عند حوالي الساعة 11 ظهر أمس الخميس.

وشاركت مروحيات الجيش في العملية ضد عناصر التنظيم بمنطقة غصيص شمال القطن، وفي حصن آل الزوع بالقرب من معسكر الأمن الخاص.

وفي مدينة سيئون قالت مصادر مطلعة لأخبار اليوم ": إن عناصر القاعدة هاجمت مقر الأمن العام ونقاط أمنية وعسكرية واندلعت مواجهات عنيفة بمختلف الأسلحة وتصدت قوات الأمن والجيش لتلك العناصر وقتلت ثمانية منها وأسرت آخرين فيما استشهد ثلاثة جنود وجُرح ستة آخرون..

وأوضحت المصادر "أن الجنود الذين استشهدوا في سيئون هم: جندي من أفراد قوات الأمن الخاصة وجندي من أفراد اللواء 23 وجندي من أفراد اللواء 135, فيما الجرحى الستة جميعهم من أفراد اللواء 135".