أفاد الخبير في شؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي, أن عناصر القاعدة أصبحت تعبث في البلاد في وقت لا تمتلك الدولة رؤية واضحة متكاملة لمواجهة القاعدة.
وقال الجمحي في تصريح لـ "أخبار اليوم": إن عمليات القاعدة تؤكد يوماً بعد يوم أن ضعف الدولة التي قال إنها لا تزال تتعامل مع العمليات الإرهابية بطريقة دعائية إعلامية.
واستغرب من أن يعبث التنظيم في مناطق يمنية مثلما حدث في مديرية القطن بحضرموت في السيطرة على المرافق الأمنية والبنوك دون أن يكون هناك تعزيزات عسكرية أو قدرة على ردعه في المنطقة سوى اشتباكات بسيطة, مؤكداً أن الدولة تعاني من هشاشة أمنية وعسكرية.
ولفت إلى الإعلان عن تعزيزات عسكرية إلى حضرموت وزيارات وزير الدفاع إلى مناطق عسكرية بما يوحي أن هناك صحوة عسكرية وأن الوضع تحت السيطرة, إلا أن هذه الاستعدادات تبدو ــ بحسب الجمحي ــ دعايةً, متطرقاً إلى أن عناصر القاعدة ظلت لوقت طويل بعد اقتحام البنوك بالقطن بحضرموت وهي تفتح الخزائن المالية وتسيطر عليها دون أن يكون هناك أي تحرُّك عاجل لمواجهتها.
وقال: إن التنظيم من خلال عملياته أمس في مديرية القطن بحضرموت وجّه عدة رسائل سخرية وازدراء للجيش والدولة, مفادها أنه لا يهاجم فحسب بل يهاجم وتظل عناصره تلتقط لبعضها صوراً تذكارية بعد الهجوم وقبل المغادرة.
وأفاد بأن عملية مواجهة الدولة للتنظيم تعاني من خلل كبير حيث لم يُلمس أية جدية في حملات ملاحقة عناصر القاعدة في الحملة العسكرية السابقة في محافظتي أبين وشبوه, مشيراً إلى أن هذه الحملات ــ إن أحسنت الظن بها ــ غير مكتملة تطرد عناصر التنظيم في المكان المتواجد فيه لتتواجد لتذهب إلى أماكن أخرى في البلاد.
وقال إن مواجهة التنظيم تعتبر الثغرات والقصور.
وأكد أن اليمن إلى الآن لم تخُضْ أية معارك ومواجهات حقيقية ذات نتائج ملموسة, حيث لا تزال مواجهة تنظيم القاعدة من قِبل الدولة مواجهة دعائية ــ حد وصفه, لافتاً إلى أن الدولة ماتزال غير قادرة على المواجهة الحقيقية.
وأضاف: إن مسؤولية هذا القصور والخلل في مواجهة القاعدة يتحمل مسؤوليته وزير الدفاع والأجهزة الأمنية والقادة في المؤسسة العسكرية.
وأشار الجمحي إلى أنه مهما كانت قدرات وإمكانيات القاعدة إلا أنه لا يمكن أن يقارن بقدرات دولة تمتلك مؤسسات وجيش نظامي, لافتاً إلى أن التنظيم أوضح في بيان له عملياته في مدينة سيئون سابقاً إلا أنه تجاهل مهاجمته للبنوك حيث أن التنظيم يخجل من ذكر ذلك, إلا أن الدولة ـ وفقاً للخبير الجمحي لم تستغل هذه الثغرة إعلامياً, منوهاً إلى اعتذار التنظيم من عملية العرضي كونه وجد نفسه "لا مناص من الاعتذار" أمام ثغرة أخلاقية وفكرية بعد أن قتل مدنيين وأبرياء وعلماء.
وأضاف: أن يُغض الطرف عن اعتراضه مهاجمة البنوك ونهب أموال الناس بالباطل, حتى لا يبدو وكأنه تنكَّر لمبادئه.
وقال: إن هذا الضعف من قِبل الدولة في مواجهة القاعدة قد يصيب المواطن اليمن بفقدان الثقة في الجيش والأمن ومن الدولة.
وقال: إن القاعدة أصبحت تعبث بالجيش اليمني في ظل تعامل الدولة بشكل دعائي فقط, منوهاً إلى أن حضرموت بطبيعتها المدنية والتنوع الفكري الديني لأبنائها تُعد عصيّة ومحصنة من انتشار القاعدة فيها.
