الأندية الكبيرة صاحبة التاريخ والعراقة تظل كبيرة وعملاقة مهما تعثرت وتوارت واختفى وميضها البراق وجار عليها لزمان بفعل أشخاص لم يكونوا أهلاً لقيادتها, إما لجهلٍ بكيفية تطويرها أو لسيطرة (الأنا) على حساب تلك الأندية التي كما أسلفنا تبقى ذات عبق آسر بذكرياتها المعمدة بأمجادها وما أنجبته من نجوم صاغوا ألقها الغابر أسطراً ودوائر ومثلثات ومربعات, عزفوها ألحانا مبهرة بأقدامهم على ملاعب الوطن.. الأمثلة كثيرة لهذه الأندية العملاقة التي أصبحت أثراً بعد عين غير أن ما يعنيني هو الأهلي الساحلي.. زرانيق الساحل الغربي الذي تربيت فيه وكنت أحد لاعبيه في عصره الذهبي أمثال (أحمد غالب، حسين المجربي، عزيز جمعان، عقلان جمعان، علي شقحان، خالد الناظري، رامي عبدالرزاق، أنور عديني رحمه الله، عبدالله سالم جبن، عبد السلام عليبه، شنب حمادي، قائد سيف، وليد صديق، عبدالله الشميري، سند علي سند وكاتب السطور.. إن الحديث عن أهلي الحديدة في حقبة هؤلاء النجوم ومن تلاهم في سنوات قليلة ذو شجون حيث استطاع نجومه أن ينالوا عشق ومحبة وتشجيع الجماهير الرياضية في عموم محافظات الجمهورية بفنونهم وأدائهم الرائع إلى حد الإبهار فلُقِّبوا حينها بفريق السامبا.. ومع تقلبات الزمن وخفوت بريقه الوضّاء وتأرجحه بين الدرجتين الثانية والثالثة في دوري المظاليم والنسيان رغم المواهب التي يقف عليها على مر السنين تطفو الحسرات وتتساقط العبرات من مآقي محبيه ومشجعيه حسرةً على ماضٍ تولى ومجد جميل لم يرجع حتى اللحظة بسبب العقليات الإدارية التي توالت؛ فمعظم الإداريين الذين تحمّلوا المسؤولية كانوا هُم أهم معاول الهدم لنادٍ يملك قاعدة من الشباب الموهوبين القادرين على صنع مجد أفضل وأكبر لو أنهم وجدوا الاهتمام والرعاية والعمل الصحيح... ومثلما كانت الأطماع وحب التفرد والتملُّك هي البداية للانهيار, فمن الطبيعي أن يتبع ذلك التنكر للجميع بهدف التحكم والسيطرة وهو الأمر الذي استمرأته القيادات التي تولّت زمام الأمور للتخلص من أبناء النادي لتصيب لعنتهم ناديهم.. لكل هذا وذاك سيظل زرانيق الساحل الغربي في مرحلة الانكسار والانهيار حتى تنتهي سياسة الأنا والغطرسة، العالم تغيّر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ورياضياً وعسكرياً ومازال البعض مصراً على الجمود والبقاء الأبدي, يجب أن نفهم أن زمن المغالطات والمكايدات والتلفيقات ولّى وأن جميع الأقنعة التي يختبئ خلفها المشوِّهون للحقائق والعابثون بالموارد سقطت.. لننظر إلى الأندية التي كانت تقف خلفنا أين وصلت؟ و إلى أين تدحرج نادينا؟. وضع الأهلي واضح كشمس في كبد السماء والاستمرار في تزييف واقع مخجل يهدم ولا يبني.. إعادة أهلي الحديدة إلى الواجهة ليعزف من جديد سيمفونياته التي عشقها الجميع أمر حتمي والكلمة الأولى والأخيرة في الجمعية العمومية التي نتمنى أن تنتفض وبجانبها نجوم النادي الذين تمرغوا في ملاعب الوطن الحبيب ونقشوا اسم ناديهم بأحرف من نور ونار.. فهل يصحو الجميع؟ نأمل ذلك.