بين تعدد الغايات وغياب المسئولية..

وزير لتخريب وتدمير المؤسسة العسكرية!!

2014-08-12 11:48:42 كتب/ ماجد البكالي

في عُرف المكر السياسي وإدارة النفوذ, قاعدة للمناصب والوظائف مفادها: لكي نمرر ما نريد ونحقق الغايات التي نرجو, لابد أن نختار كل من يجيد" حاضر.. تمام", ليست له شخصية ولا قرار, نكون المقررين وهو الديكور.. وزير الدفاع اليمني واحد من تلك الشواهد الحية في واقعنا بكل أدلتها ومؤشراتها, لذلك فتغيير أشخاص من هذا النوع سيأتي بشخص وإنْ تم اختياره بعناية لن يكون طبلاً كاملاً وربما يحترم بعض مسئولياته, أو مهامه أو تكون لديه ذرات وطنية, عندها ستتعرى الغايات من تدمير المؤسسة العسكرية اليمنية وسيتكشف من يقفون ورائها ومن كانوا يديرون منصب وزير الدفاع الديكور..

بعض من غايات تدمير المؤسسة العسكرية اليمنية مع شواهدها التي تمثل قرائن هامة على صحتها, يرصدها التقرير التالي:


من البديهي أن التخريب أسهل وأيسر من البناء وفي المثل الشعبي:( المخرب غلب ألف بناء),والمخرب مُنحرف غير سوي حاقد وناقم على المجتمع لمرض وعلل نفسية يعانيها مُجرم كسلوكه, ذلك حال وزير الدفاع اليمني الذي عكس أداءه أنه وزير للتخريب وتدمير المؤسسة العسكرية لا وزير دفاع عن الوطن بل معني بتدمير المؤسسة المنوط بها مهمة وواجب الدفاع عن الوطن وأكبر دليل على أن هذا الوزير وضع نفسه في هذا الموضع وهذه الدائرة هو هشاشته وافتقاره لاحترام ذاته ومسئولياته ومنصبه, وقبوله بأن يبق شكلاً وزيراً للدفاع, ويدرك الجميع أن هذا الوزير ليس سوى صورة حتى قبل 2011م لم يكن له سوى صور في الاجتماعات, وكل القرارات كانت بيد الرئيس السابق وتحدثت وسائل الإعلام عن ذلك سواءً في حروب صعده أو غيرها..

صورة ذهنية

في ظل هذا الواقع ارتسمت صور ذهنية عدة حول هذا الواقع عنوان جميعها وواجهتها؛ هوان وسقوط الدفاع اليمنية وبيعها ومنتسبيها بيعاً رسمياً مِحضاً, ليس ذلك مُجرد عنوان بل قناعة يجمع عليها اليمنيون مدنيون وعسكريون.. وبيقين الجميع أن الفشل والمذابح المتكررة في حق المؤسسة العسكرية هي نتاج لقرارات وإجراءات من وزير الدفاع تسبق أي مذبحة أو إهانة للمؤسسة العسكرية وكأن قراراته وإجراءاته هي الممهدة لتحويل مؤسسة الدفاع "معسكرات, مواقع, قيادات عسكرية, ضباط, معدات, آليات,.." إلى بيئة مناسبة للذبح والنهب.. حيث قُتل الآلاف من منتسبي المؤسسة العسكرية منذ بداية 2012م وحتى اليوم ودُمرت منشآت ونُهبت آلاف المعدات الثقيلة وعدد من مخازن السلاح.

السلاح والعتاد

السلاح والعتاد الذي ترد قصص استباحته ونهبه وباستقراء عشرات الأحداث يتضح بجلاء أن العتاد والسلاح الثقيل الذي تم نهبه من معسكرات أو مواقع أو مخازن القوات المسلحة موزع بين: الحوثيين والحِراك الجنوبي وتم التمويه في الجنوب بأن قبائل أو قاعدة أو أو أو إلخ, هم من ينهبون, لكل حدث قصة وهي في الحقيقة غنيمة ومكافأة رسمية لكل من يعادي مشروع الوحدة اليمنية وتقليد قبيلة ممن لا يعرف القبيلة, مفادها: نسلّح أصحابنا مثلما القبائل مُسلحة في الشمال لتكن لدينا القدرة على ردع من يريد بقاء الوحدة اليمنية وعدم السماح بتكرار انتصار الوحدة التي حدثت في صيف 1994م.

غايات

في ظل استمرار صمت هادي عن ممارسات وأداء هذا الوزير طوال 3سنوات تكررت خلالها المجازر والمذابح في حق منتسبي المؤسسة الدفاعية المرابطين في المواقع, أو المحشورين في مواجهات مسلحة شبه وهمية, أو الذاهبين لأعمالهم ودوامهم, أو مقر وزارة الدفاع, ليس مُجرد صُدفة ولا حدث عابر, بل ذبح مُنظم ونزيف شبه يومي للمؤسسة الدفاعية اليمنية مفتوح المكان والزمان..

في ظل واقع يقترب بخبر نهاية المؤسسة الدفاعية لليمن يجمع كل المحللين والخبراء أن ما عانته المؤسسة العسكرية خلال 3أعوام هو استهداف وتفكيك رسمي وليس بمقدور أي عدو في الدنيا أن يلحق بها ما لحق بها من الضرر وقرب انهيارها لولا القرارات الرسمية التي تذلل وتسهل مهام العدو وربما أعدت العدو واصطنعته ومكنته من هذه المؤسسة, ومع إجماعهم على حقيقة التآمر الرسمي في تدمير المؤسسة العسكرية واستشهادهم بعدة شواهد واقعية ومنطقية وعقلانية تؤكد صحة هذا الحكم وأبرزها: رضا رئيس الجمهورية عن خراب وتدمير وزير الدفاع للمؤسسة العسكرية وعدم تغيير هذا الوزير الذي الحق العار والذل بمؤسسة عسكرية ودفاعية بنيت منذ 50عاما وكانت شامخة هادرة عنيدة قوية عزيزة, مؤكدين على أن موقف هادي من عدم تغيير وزير دفاع كهذا رغم السخط الكبير والغضب الشعبي وفي صفوف القوات المسلحة والأمن من أداء العار والعمالة البائنة لهذا الوزير.. إلا أنهم يختلفون حول الغايات من إهانة وتصفية المؤسسة العسكرية.

فالبعض يرى أن الغاية من ذلك هي مزيج لمصالح المستفيدين من تصفية المؤسسة العسكرية في اليمن حيث تجتمع مصالح قيادة النظام السابق, مع مصالح أو دولة متقدمة بالمبادرة الخليجية, مع مصالح الساعين لانفصال جنوب اليمن..

فقيادة النظام السابق تستفيد الحنين على زمنها و"سلام الله على عفاش" وقد حدث ذلك, وأكبر دولة خليجية غايتها تدمير منظومة دفاعية عُرفت بالقوية والحيلولة دون مُجرد حلم اليمنيين باستعادة أراضٍ؛ أكد اليمنيون فساد وفشل الرئيس الذي كانت من أخطائه التفريط بالسيادة الوطنية وانتهى نظامه بثورة الشعب عليه وخلعه, وبالتالي فتدمير المؤسسة العسكرية غاية لها لتستمر سيطرتها ليس على مُجرد القرار السياسي بل والأمني, وأكثر منه ويبقى اليمنيون لسنوات قادمة منشغلين ببناء مؤسسة دفاعية جديدة؟ والساعين للانفصال غايتهم ستحقق لما يقتنعون به أن دك وتفكيك المؤسسة العسكرية والتي كانت الصخرة التي تحطم عليها انفصالهم في 1994م, وأبرز شاهد على ذلك تخلص وزير الدفاع ورئيس الجمهورية من أبرز وأول قائد حقق النصر على الانفصال في 1994م وأول من أطلق نار الوحدة ضد الانفصال, وهو قائد اللواء 310مُدرع مؤكدين على أن مقتل قائد عسكري بهذا الحجم كشف النقاب عن كثير من الغايات وعن قيادات تضمر الشر لليمن وأهله.

ويحصر البعض الأخر الغاية من تدمير ونهب المؤسسة العسكرية في الانتقام الناتج عن حقد دفين ومرض قيادات موبوءة فرت من جنوب الوطن قبل الوحدة بعد تدميره وإشاعة الفتنة والاقتتال والثارات فيه حتى اليوم, فسيطر ذات طوق الفتنة على الحكم والسلطة في صدفة من التاريخ بعد ثورة 2011م ومرتبطين بالمبادرة الخليجية لا نتاج أو ثمار ثورة, مؤكدين على أن هذه القيادات موبوءة بالمرض بفطرتها وأنها ستعيث باليمن الموحد وأهله كما عاثت وأفسدت في الجنوب قبل الوحدة وأن أدائها طوال 3أعوام مرت خير دليل وشاهد على مرضها وأنها تتجه نحو تشتيت الوطن وبعد تلك الغاية لن تفيد اليمنيين لا في الشمال ولا في الجنوب وستلجأ إلى دول مجاورة كما لجأت من قبل للشمال وستترك اليمنيين في تناحر واقتتال.

وذهب عدد قليل من المحللين إلى أن تدمير المؤسسة العسكرية اليمنية غاية لدول النفوذ والتسلط من الدول الراعية لتنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن لاسيما الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا والتي تطمع بإقامة قواعد عسكرية في مواقع متعددة من الأراضي اليمنية ذات المواقع الاستراتيجية التي تجعلها تحكم السيطرة على طُرق الملاحة الدولية وكذا المواقع التي تمكنها من إنشاء قواعد تجعل دول الخليج لاسيما المملكة تحت تهديدها وتخضعها لما تريد من مطالب وتستمر في استنزاف مواردها, موضحين أن تحقيق ذلك سيكون شبه مستحيل أن بقت المؤسسة العسكرية في اليمن قوية صلبة وسيحتاج لوقت طويل قد تفشل معه هذه الغاية ويتنبه له اليمنيون وجيرانهم, ولكن الأجدر هو انهاك وتدمير المؤسسة الدفاعية العسكرية في اليمن واختلاق حروب وصراعات بينية تشل قدرة هذه المؤسسة عن القيام بمهامها المتمثلة بالدفاع عن الوطن وتجعل السيطرة على أي مكان من قِبل أمر سهل وسريع لا يحتاج لوقت أو حروب طويلة, لاسيما بعد أن أضحت الدفاع اليمنية عجوزاً تأكل عودها ووهن عظمها.

موقف

يجمع كل اليمنيين على أن الرئيس هادي شريك لوزير الدفاع في قبوله بأن يكون في منصبه مُجرد ديكور وتمثال ومن يملك القرار هم غيره من أطراف محلية أو إقليمية أو دولية ولا يصدر قرار إلا عندما يأتيه الأمر اصدر كذا أو أعمل كذا.. تحليل يتحدث عنه المواطن اليمني البسيط حيث كانوا يصفون الرئيس بعبارات: "عبد ربه مركوز فاضي", مؤكدين على أن الرئيس لو كان يملك قراره لما صبر طوال هذه السنوات على تهاوي المؤسسة العسكرية وذبحها وتصفيتها يوماً بعد أخر وهو يشعر بأنه يمني وينتمي لهذا الوطن وقائد أعلى لهذه المؤسسة لكنه ديكور كوزير دفاعه, موضحين أن الواجب عليه وإزاء توجههم لصناديق الاقتراع لانتخابه رئيسا للبلاد لمدة عامين فقط كعقد اجتماعي بينهم وبينه انتهى فعليه كأقل واجب أن يقدم لليمنيين الغايات الفعلية من تدمير المؤسسة العسكرية ومن هم شركاء هذا التدمير والاستهداف ثم يقدم وكل عملاء التنفيذ لتدميرها استقالتهم, مؤكدين على أن الشعب اليمني بعد اليوم لن يسامح أحد ولن يعط حصانة لرئيس أو مسؤول؛ لأن السابق ادّعى الجهل وعدم العلم, فكان العفو نذيراً لمن بعده لا سُنة مؤكدة ولا قاعدة ولا بداية لتقليد يكون إيذاناً باستمرار الفساد والعبث واللامبالاة, واللا مسئولية؛ يعني بالبلدي يقولوا لك:" قطافة خبرنا أنت رئيس صدق أو مع؟ و أنت قائد أعلى للقوات المسلحة أو ما شي؟ والذي عملته في سنوات حكمك أين عا تسير بنا؟ إذا ما أنت قادر أو عارف اترك أحسن ووضح ذلك؟ وإن كنت مسير مش مخير حاكينا نضرب حسابنا, هذا وطن ومصير شعب مش رعية غنم؟"..      

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد