أكدت مصادر محلية بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن انتشار  قوات عسكرية بعد الساعة 9 مساء أمس في شوارع مدينة المكلا الرئيسية ..

وقالت المصادر: إن قوات الجيش المنتشرة كانت تطلق الأعيرة النارية في الهواء بين الحين والآخر.

ويأتي ذلك في وقت أقرت اللجنة الأمنية في محافظة حضرموت أمس الجمعة منع حمل السلاح والتجول به داخل مدينة المكلا والمدن الرئيسة وحظر حركة السيارات المخالفة لنظم المرور ولا تحمل لوحات أو أرقام.

وكانت قد انتشرت منذ صباح يوم أمس الأول عدة نقاط أمنية على مداخل المدينة ومخارجها، وعلى الطرق الرئيسية بها، ولوحظ تدنِّي أعداد المواطنين بشوارع المكلا، والأسواق التجارية، والأماكن السياحية، خصوصاً بعد انتشار شائعات يوم أمس عن استهداف القاعدة لمبنى الإذاعة، والبنك المركزي اليمني وسط المدينة.

وذكرت مصادر أمنية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت أن العناصر المسلحة التابعة للقاعدة لاذت بالفرار مساء أمس الأول إلى الجهة الغربية باتجاه دوعن العكابر بعد ملاحقتهم من قِبل قوات الجيش إلى منطقة جول مسحة شرق مدينة المكلا.

وأوضحت المصادر لـ"أخبار اليوم" أن مواجهات منطقة جول مسحة التي جرت مساء امس الأول أسفرت عن مقتل ثلاثة من العناصر المسلحة وجندي من أفراد القوات الخاصة ,منوهةً إلى أن الإعمال الإرهابية التي نفذتها عناصر القاعدة في سيئون والقطن وحوطة شبام ووصولها إلى عاصمة المحافظة يؤكد على تواجد عناصر القاعدة بأعداد كبيرة في محافظة حضرموت وأن لديها خلايا نائمة تمهد لتنفيذ عمليات إرهابية بالمحافظة.

وأعلنت اللجنة الأمنية بحضرموت امس الجمعة عن اتخاذ جملة من الإجراءات والتدابير للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة..

وأشار في بلاغ صادر عنها إلى بعض الإجراءات والتدابير التي أعلنتها؛ ومنها: حظر حمل السلاح أو التجول به في داخل مدينة المكلا أو المدن الرئيسية وإلزام سائقي السيارات بمختلف أنواعها على حمل وثائق إثبات ملكية السيارة وهوية مالكها، وكذا حظر حركة السيارات المخالفة لنظم المرور والتي لا تحمل لوحات أو أرقام .

ودعت المواطنين إلى تجنب الحركة الليلية من الساعة التاسعة مساء وحتى صلاة الفجر.

وأهابت اللجنة بالجميع الالتزام بهذه التوجيهات حفاظاً على سلامتهم وحتى لا يكون المواطنون عرضة لأية طارئ.

وشددت اللجنة الأمنية على أهمية تعاون الجميع والتزامهم بتنفيذ هذه التعليمات والتوجيهات حتى إشعار آخر وذلك مراعاةً لما تقتضيه المصلحة العامة وبما يحافظ على المواطنين وأمنهم واستقراره.

وأشادت بالدور البطولي والشجاع لأفراد شرطة الدوريات وأمن الطرق وقوات الأمن الخاصة ولواء القوات الخاصة وشرطة أمن ساحل حضرموت ومختلف وحدات المنطقة العسكرية الثانية في التصدي وإحباط المخطط الإجرامي لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في مدينة المكلا مساء أمس.

وأشارت إلى أن أبطال القوات المسلحة والأمن تمكنوا في عمل أمني نوعي واستبسال بطولي من متابعة أوكار تلك العناصر الإجرامية وتعقبها وتدمير ثلاث سيارات مفخخة في شارع الستين بمدينة المكلا قبل وصولها إلى أهدافها .

وعبرت اللجنة في اجتماعها أمس بالمكلا برئاسة أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة صالح عبود العمقي وبحضور قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن/ محسن ناصر قاسم عن اعتزازها وتقديرها للجهود والأدوار البطولية التي اجترحها أبطال القوات المسلحة والأمن في مواجهة المخطط الإجرامي الخطير وإفشاله .. داعيةً إلى الحفاظ على هذا المستوى من الروح والجاهزية القتالية العالية والتحلي بالمزيد من الاصطفاف واليقظة الدائمة للتصدي لأي محاولات يائسة تُقدِم عليها عناصر الإرهاب .

وشهدت مدينة المكلا مع الساعات الأولى من مساء الخميس مواجهات عنيفة بين عناصر ما يُعرَف بـ" أنصار الشريعة" أحد الأجنحة العسكرية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وبين قوات الجيش وشرطة النجدة راح ضحيتها العشرات من أفراد شرطة النجدة ومواطنين كانوا بشارع الستين غرب مدينة المكلا، وذلك بعد أن هاجم أفراد النجدة مجموعة من عناصر أنصار الشريعة بشارع الستين وأطلقوا النار على سيارتين مفخختين ــ شاص وكورولا ــ كانت قد أعلنت عمليات المحافظة عن البحث عنهما منذ أكثر من أسبوع، وتنوي القاعدة ــ بحسب مصادر خاصةــ استخدامها في هجوم على القصر الرئاسي بالقرب من مكان الحادث.

إلى ذلك قام الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت صالح عبود العمقي وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء/ الركن محسن ناصر قاسم امس بزيارة إلى الموقع الذي دمر فيه أفراد القوات المسلحة والأمن في المنطقة العسكرية الثانية ثلاث سيارات مفخخة لعناصر من تنظيم القاعدة والقضاء على كل من كان على متن السيارات الثلاث في شارع الستين بمدينة المكلا مساء أمس الأول.

وخلال الزيارة استمع أمين عام محلي حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية من مدير عام شرطة ساحل حضرموت العميد/ سالم علي السفرة إلى شرح عن طبيعة المهام الأمنية التي كان يضطلع بها منتسبو شرطة الدوريات وأمن الطرق وقوات الأمن الخاصة في حين وقوع حادث التفجير الانتحاري بالسيارات المفخخة وما قام به منتسبو الوحدات العسكرية والأمنية من دور بطولي في إحباط المخطط الإرهابي بعد رصد تحرك السيارات المفخخة واعتراضها وتدميرها في شارع الستين قبل وصولها إلى أهدافها.. مشيراً إلى أن هذه العملية النوعية والاستباقية رافقها تنفيذ خطة أمنية استثنائية اشتركت فيها وحدات عسكرية وأمنية.

وأوضح مدير عام شرطة ساحل حضرموت أن دوي الانفجارات أثار الهلع والذعر في أوساط المواطنين الذين كانوا على مقربة من موقع الحادث في شارع الستين وعلى كورنيش الساحل بوصفه متنزهاً تتجمع فيه العائلات.. موضحاً بأن أجهزة الأمن قامت بإخلاء الموقع من مرتاديه عقب تدمير سيارات الإرهابيين وتطويقه, فيما باشرت الأجهزة المختصة بمعاينة مكان الحادث وإجراء التحقيقات اللازمة.

ولفت مدير عام الشرطة إلى أن رجال الأمن قد تمكنوا من صرع عدد من الإرهابيين واعتقال أحدهم فيما سقط خلال العملية شهيدان وعدد من الجرحى من منتسبي شرطة الدوريات وأمن الطرق وقوات الأمن الخاصة.

وعلى الصعيد نفسه تفقّد الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية ومدير عام شرطة ساحل حضرموت بمستشفى ابن سيناء بالمكلا أحوال جرحى الحادث من منتسبي شرطة الدوريات وأمن الطرق وقوات الأمن الخاصة واطمئنوا على صحة الجرحى واطَّلعوا على مستوى الخدمات التي تُقدَّم لهم, متمنين لهم الشفاء العاجل.

وأكد قائد المنطقة العسكرية الثانية بأن جميع الجرحى سوف يتم نقلهم بطائرة خاصة إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج اللازم تنفيذاً لتوجيهات وزير الدفاع.