تدفقت يوم أمس عشرات السيارات التي تحمل على متنها مئات المسلحين القادمين من محافظات عمران ـ صعدة ـ حجة باتجاه منطقة الصباحة مديرية بني مطر غرب العاصمة وبالمثل تدفقت سيارات أخرى ومئات المسلحين من محافظات "ذمار ـ صنعاء ـ إب" إلى منطقة حزيز شارع المائة الواقعة ضمن مديرية سنحان شرق العاصمة صنعاء.

وأكدت مصادر خاصة رصدها لوصول عشرات الأطقم المسلحة التي تحمل المسلحين والأسلحة المختلفة من مدافع الهاون وقذائف الـ"آر بي جي" والرشاشات من نوع 23 و 14.5 و 12/7 بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية والقناصات التي يتمنطق بها المسلحون الحوثيون الذين تمركزوا يوم أمس في مخيمات نصبت في جهتين من العاصمة الأولى في الجهة الغربية بمنطقة الصباحة وعلى مقربة من معسكر القوات الخاصة والثانية في الجهة الشرقية بمنطقة حزيز وعلى مقربة من معسكر 48 وقيادة ألوية احتياط وزارة الدفاع "الحرس الجمهوري" سابقاً.

وأضافت المصادر أن مسلحي الحوثي استقدموا معدات ثقيلة منها "شيولات ـ بوكلينات ـ مواتر نقل ثقيل ـ مواد بناء بما فيها أسمنت وأحجار وطوب" مؤكدة مشاهدة هذه المعدات وهي تقوم بأعمال إنشائية بما فيها أعمال البناء والحفر والتشييد في محيط المخيمات المنصوبة وتحويلها من مخيمات اعتصام إلى معسكرات موازية لمعسكرات الجيش المجاورة سواءً تلك التي في الصباحة بجوار معسكر قوات الجيش الخاصة أو التي في حزيز جوار معسكر الاحتياط

وأردفت المصادر أن مسلحي الحوثي يتزايدون بين ساعة وأخرى وأن مخيمات الاعتصام تلك تحولت إلى معسكرات للمسلحين توازي معسكرات الجيش المتاخمة لها وسط مخاوف السكان في تلك المناطق ـ معتبرة أن تحول مخيمات الاعتصام إلى معسكرات لمسلحي مليشيا الحوثي يكشفوا جلياً الشروع في ضرب حصار على العاصمة صنعاء من أهم بواباتها ومداخلها وهما المدخل الجنوبي والذي يربط العاصمة بمعظم محافظات اليمن كذمار وإب والبيضاء وتعز والضالع ولحج وعدن وأبين والمدخل الغربي وهو الشريان الحيوي للعاصمة والذي يربطها بمحافظة الحديدة

إلى ذلك نقل موقع "مأرب برس" الإخباري مساء أمس في تقرير يؤكد تلك المعلومات أنه و في ظل المهلة التي منحها زعيم الحوثيين لحكومة الوفاق والرئيس هادي، بالتراجع عن رفع الدعم عن المشتقات النفطية حتى الجمعة المقبلة، انهم رأوا أعمال حفر وتواجد كثيف لمسلحي الحوثي في المدخل الغربي للعاصمة صنعاء وفق شهود عيان.

وقال شهود العيان: انهم مروا من منطقة الصباحة بعد مغرب اليوم، ورأوا تواجدا كثيفا لمسلحي الحوثي، مشيرين إلى تواجد أكثر من 150 طقماً محملة بالمسلحين، متواجدين في منطقة تقع بين معسكر الصباحة التابع للقوات الخاصة، والقبر الصيني الواقع بمنطقة عصر.

وأوضحوا في حديثهم: ان مسلحي الحوثي والذين كانوا يحملون شعارات الجماعة كان برفقتهم معدات حفر ثقيلة "شيولات, بكلينات"، كانت مستمرة في عملية الحفر التي لم يتضح لهم الهدف منها، لافتين إلى أنهم رأوا حاجزا مرتفعا من التراب على طول الطريق بطول يصل إلى أكثر من 50 متر.

وأشار شهود العيان أن تلك الحفريات قد تكون لعمل أنفاق، أو ساحة اعتصام، الأمر الذي يعزز الأنباء التي تحدثت عن نية الجماعة لحصار مطبق على العاصمة صنعاء، مستغلة شماعة "رفع الدعم عن المشتقات النفطية".

وكان زعيم جماعة الحوثي قد هدد بإسقاط الحكومة، واتخاذ خيارات وصفها بالمسموحة، إن لم يستجب الرئيس هادي لمطالبهم محدداً الجمعة القادمة موعداً للإجراءات والخيارات غير المعلنة والتي قال في كلمة له مساء أمس الأول أن من سماها اللجان التنظيمية ستقوم بالإبلاغ عن الشروع في تلك الخطوات والخيارات في حينها وأولاً بأول حد قوله..