اعتبرت ذلك دليلاً على أن من بين الضحايا مدنيين لا علاقة لهم بالقاعدة..

صحيفة أميركية تكشف عن تعويضات بمليون دولار لضحايا غارة طائرة بدون طيار باليمن

2014-08-22 13:26:10 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

أماطت صحيفة أمريكية اللثام عن تفاصيل جديدة كشفتها وثائق تتضمن المدفوعات السرية لتعويض أهالي ضحايا غارة أميركية باليمن باعتبار أنه دليل على أن من بين الضحايا مدنيين ليس لهم علاقة بالقاعدة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الحكومة اليمنية دفعت لأسر القتلى أو الجرحى الذين سقطوا في هجوم لطائرة أمريكية بدون طيار العام الماضي أكثر من مليون دولار.

الوثائق التي وقع عليها مسؤولون قضائيون يمنيون وأقارب الضحايا، تسجل المبالغ المرصودة لتهدئة الغضب من الضربة الأمريكية التي ضربت موكب من السيارات في حفل زفاف، مما دفع إلى تعليق التخويل الممنوح للجيش الأمريكي بشن هجمات بطائرات بدون طيار على أخطر فرع لتنظيم القاعدة.

وتكشف الوثائق عن المبالغ المدفوعة التي هي أكبر بكثير مما اعترف به المسئولون اليمنيون بعد الضربة، كما أن المليون دولار يتجاوز المبلغ الإجمالي الذي وزعه الجيش الأمريكي عن الضربات الخاطئة في أفغانستان خلال عام كامل وفقا للصحيفة.

كما تحتوي الوثائق أيضا على تفاصيل أخرى، منها هويات الذين قُتلوا أو جُرحوا في العملية التي نفذتها في 12 ديسمبر 2013 قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأمريكي. كان من بين أولئك أب وابنه تكشف بطاقات هوياتهم أنهما كانا منتسبين لمنظمة يمنية تعمل على كبح جماح التشدد الإسلامي. الأب نجا من الضربة لكن ابنه قُتل.

صحيفة واشنطن بوست قالت إنها حصلت على هذه الوثائق من منظمة ريبريف، وهي منظمة تُعنى بحقوق الإنسان ومقرها لندن والتي عملت في اليمن لتوثيق الضحايا المدنيين من الحملة الأمريكية بطائرات بدون طيار، ونقلت عن المدير القانوني للمنظمة لريبريف كات كريغ إن الوثائق تقوض المزاعم الأمريكية "أن ضحايا هذا الهجوم بطائرة بدون طيار كانوا غير مدنيين".

 وقال إن حجم المبلغ المالي يشير إلى أن الحكومة اليمنية، الدولة الأفقر في الشرق الأوسط، تلقت المبلغ من الولايات المتحدة. وتشير الوثائق إلى أن كل عائلة مقتول تلقت بالعملة اليمنية ما يعادل حوالي 60000 دولار أمريكي، وتم دفع مبالغ أصغر لأولئك الذين أصيبوا بجروح أو الذين تضررت أو دمرت سياراتهم.

وقال كريغ: "في اليمن، هذا المبلغ هو تعويض عن الحياة، لا أستطيع أن أصدق أن الحكومة اليمنية قدمت هذه المبالغ".

المسئولون الأمريكيون رفضوا التعليق على ضربة 12 ديسمبر أو أي دور للولايات المتحدة في دفع التعويضات لكنهم اعترفوا بتقدم أموال للضحايا وأسرهم عندما يكون المصابون أو القتلى مدنيين.

وفي السياق قالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض: "على الرغم من أننا لا نعلق على حالات بذاتها، فإنه يتم تقديم مدفوعات تعزية أو غيرها من الإكراميات إذا سقط قتلى أو جرحى من غير المقاتلين في أي ضربة أمريكية".

وقالت هايدن أيضا إن الحكومة الأمريكية "تأخذ على محمل الجد كل التقارير الموثوق بها عن سقوط وفيات وإصابات من غير المقاتلين"، وإن الولايات المتحدة تسعى "لضمان أننا نتخذ الخطوات الأكثر فعالية للحد من تلك المخاطر على غير المقاتلين".

مسئولون أميركيون آخرون، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، نفوا أي ضلع للولايات المتحدة في دفع تعويضات مالية. كما امتنع مسئولون يمنيون أيضا عن الحديث حول ضربة 12 ديسمبر أو التعويضات، لكن مسئولا في الحكومة اليمنية، الذي رأى وثائق ريبريف، قال إن الوثائق تبدو حقيقية.

الوثائق ليس بها أي ذكر للولايات المتحدة أو استخدامها لطائرات بدون طيار مسلحة في تنفيذ ضربات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية التي تتخذ من اليمن مقرا لها.

ومع ذلك، فإن هذه الوثائق هي بمثابة الجزيئات الوحيدة من السجل العام المرتبط بالحملة الأمريكية السرية بطائرات بدون طيار في اليمن وتقدم تفاصيل جديدة لإحدى الضربات التي لا تزال محور جدل داخل الولايات المتحدة.

وكان مسئولون عسكريون أمريكيون قد دافعوا عن الضربة وأشاروا إلى أن التحقيقات اللاحقة خصلت إلى أن القتلى هم من عناصر القاعدة وليسوا مدنيين، لكن آخرون في إدارة أوباما يحملون وجهات نظر مختلفة عن الهجوم الذي ساهم في إثارة المخاوف بين كبار المشرعين حول أن الجيش الأمريكي لم يعد مستعدا لتولي السيطرة الحصرية على حملة الطائرات بدون طيار.

وقال المسئولون الأمريكيون إن كلا من وكالة المخابرات المركزية والمركز القومي لمكافحة الإرهاب، الذي كان موجها من قبل البيت الأبيض لإعادة النظر في العملية، خلصوا إلى نتيجة بأن مدنيين ربما أصيبوا أو قُتلوا في الضربة.

وعلقت الصحيفة انه "منذ تلك الضربة التزم الجيش الأمريكي بالتعليق الذي فرضته اليمن على سلطة قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأمريكي لشن هجمات في اليمن. لكن مسئولون أمريكيون أشاروا إلى أنه يتم حاليا إعادة النظر في هذه القيود، وإلى الآن فإن وكالة المخابرات المركزية هي الوحيدة التي تملك تخويلا لتوجيه ضربات قاتلة في اليمن".

وقال المسؤولون إن الغارات الجوية التي قتلت يوم السبت الماضي خمسة متشددين في محافظة شبوة اليمنية كانت مُنفذة من قبل طائرات يمنية وليس كما أفادت تقارير إعلامية بشكل واسع؛ إنها ضربات بطائرات أمريكية بدون طيار..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد