فرض الكرواتي ماريو ماندزوكيتش نفسه بقوة على عشاق أتلتيكو مدريد الإسباني بعد أن قاد الروخيبلانكوس للتويج بالبطولة الأولى هذا الموسم.

حمل نجاح صاحب الـ28 عاماً في تسجيل الهدف الوحيد بإياب كأس السوبر الإسباني على ريال مدريد دلالات عديدة، نظراً للطريقة التي هزّ بها الشباك والانطباع الذي تركه ماندزوكيتش في ظهوره الرسمي الثاني فقط، لتعود المقارنات لتطفو مجدداً ما بين الكرواتي ودييغو كوستا الذي رحل لتشيلسي الإنكليزي.

يقدّر عشاق أتلتيكو ما فعل ماندزوكيتش بمساعدة رفاقه جيداً فبفضل هذا الهدف ثأر اللاعب من المنافس الأزلي ريال مدريد الذي حرمهم من التتويج بدوري أبطال أوروبا منذ أشهر قليلة كما أنّه نجح في قيادة فريقه للفوز على الملكي في ملعب فيسنتي كالديرون تحديداً وهو ما عجز عنه كوستا والكولومبي راداميل فالكاو وحتى الأرجنتيني سيرجيو أغويرو في السنوات الماضية.

ومع أنّ معظم المرتبطين بانتقال ماندزوكيتش من بايرن ميونيخ الألماني إلى أتلتيكو قد رفضوا مقارنة أفضل لاعب في كرواتيا بصاحب الأصول البرازيلية في وقت سابق، لكن الطريقة التي لعب بها أتلتيكو في السوبر أعادت الأقلام لتدوين الملاحظات فيما يرتبط بوجود ماندزوكيتش في العاصمة الإسبانية.

فبدنياً لا يختلف ماندزوكيتش كثيراً عن كوستا، لكن دوره داخل الملعب مقارنة بكوستاً بات أمراً ملاحظاً بشدة في الأيام الأخيرة، فاللاعب الذي يعد رحيله من بايرن خسارة لبطل الدوري الألماني اعتاد على الصبر كثيراً لوصول الكرة له، وذلك بسبب أسلوب بيب غوارديولا في تدوير الكرة لأطول فترة ممكنة إلى حين وجود الثغرة المناسبة لتسجيل الأهداف، بينما كان أسلوب سيميوني ولا زال يعتمد على محاولة هزّ الشباك بأسرع وقت ممكن.

ولا شك بأنّ وجود الكثير من مفاتيح اللعب مع بايرن (ريبيري – روبن – غوتزه – لام – شفاينشتايغر – وسابقاً كروس) أمام عدم امتلاك أتلتيكو للاعبين بذات الجودة قد يؤثر على مستوى الهداف الجديد، حيث إنّ بطل الدوري الإسباني غالباً ما اعتمد على المجهود الفردي للمهاجم لصنع الفارق، وهو ما ظهر أيام وجود أغويرو ومن ثم فالكاو وأخيراً كوستا قبل وصول ماندزوكيتش.

ماندزوكيتش مهاجم عصري بكل ما تعنيه الكلمة من معنى واعتاد على الفوز بالبطولات (الدوري الكرواتي ثلاث مرات والألماني في مناسبتين ودوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية مرة واحدة)، كما أنّه احتل المركز الثاني على لائحة ترتيب الهدافين في الدوري الألماني الموسم الماضي بـ18 هدفاً، ولذلك يبدو الطريق معبداً أمامه ليكون هداف الفريق القادم، وإضافةً إلى ذلك فإنّ اللاعب الدولي عرف دائماً بجماعيته وانضباطه داخل الملعب أكثر من كوستا نفسه.

هذه المعطيات ربما تجعل وجود ماندزوكيتش مكان دييغو نعمةً للفريق الإسباني في سبيل حفاظه على بطولة الدوري الإسباني أو الفوز ببطولات أخرى، لكن نجاحه مع الفريق يبقى مرهوناً بتألق الفريق ككل أو على الأقل تكرار ما قدّم في الموسم الماضي، وسيكشف المستقبل لا محالة إن كان ماندزوكيتش خير خلف لخير سلف أم لا؟​