يمثل الفقر في إقليم تهامة، أحد العوائق أمام التنمية والاستثمار، إذ تتفاوت نسبة الفقر العام بحسب المحافظات في تهامة فبينما نجد أن نسبة الفقراء في الحضر تكون ما بين (21.9%) في محافظة المحويت ، ونحو 21.6% في الحديدة ، ونحو (23.7%) في حجه، وفي الأرياف تشكل نسبة (32.5%) في ريف المحويت ، ونحو (36.4 %) في ريف الحديدة ، ونحو (41.5%) في ريف حجه، وبشكل عام فإن نسبة الفقراء في تهامة، هي ما بين (30 – 37 %)؛ مما يجعلها من أشد مقاييس الفقر في اليمن، وتصل ما بين (3.3 – 4) % .

وحسب الخبير الاقتصادي - أ / جمال الحضرمي، يتطلب مناخ الاستثمار في الإقليم العمل على تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي كونهما من أهم المحددات لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، إجراء التعديلات المطلوبة على قانون الاستثمار وإزالة العوائق التي يمثلها القانون الحالي، ومن أهمها منح الحوافز والامتيازات والتسهيلات، والعمل وفق مفهوم النافذة الواحدة أو وضع قانون محلي خاص للإقليم .

إضافة إلى إنشاء المناطق الصناعية باعتبارها من أهم الأساليب لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وخاصة، وإشراك القطاع الخاص في إنشاء بعض البنية الأساسية، وإصلاح النظام القضائي، وإصلاح النظام المالي و تنفيذ سياسات اقتصادية ونقدية موازية لسياسة البنك المركزي بهدف تحقيق الانتعاش الاقتصادي.

ويكتسب الاستثمار في إقليم تهامة أهمية بالغة، وفق قول الحضرمي، حيث يبلغ عدد سكان محافظات تهامة نحو (4526913)بحسب تعداد عام 2004م وهي حجه والحديدة والمحويت وريمة، ونجد أن التواجد للسكان في الريف يشكل نسبة 72% بينما في الحضر فإنهم يشكلون نسبة (28%) ، وهذا يتطلب معرفة الاحتياجات السكانية للمواطنين في الريف حتى يتحقق لهم الاستقرار ، وقد يصل عدد السكان في إقليم تهامة خلال الخمسين السنة القادمة قد يصل إلى (5172107) نسمة.

ومن أبرز ما يميز إقليم تهامة تنوع وتعدد الموارد بداية من الموارد البحرية، إذ تمتلك تهامة شاطئاً طويلاً واسعاً وغنياً على أحد أغنى البحار في العالم هو البحر الأحمر، يليها الموارد الزراعية، وتُسمى تهامة منذ القدم "ميزاب اليمن الغربي" فهي مصب للوديان الغربية وهي كما قيل عنها ميزاب اليمن ، وفيها الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تغطي احتياجات اليمن سابقاً من الحبوب والقطن والسمسم والتمور وغيرها من المنتجات الزراعية التي تحتاج لها البلد.

كما أنه في تهامة اليمن أكثر من عشرة أودية تبدأ من وادي موزع جنوباً وحتى وادي حرض شمالاً، وفي مجال الموارد الحيوانية يقول الحضرمي في مجتمع زراعي كتهامة، نجد ،بلا شك أن لديه ثروة حيوانية ضخمة، ومثلها الموارد التعدينية والصناعات الحرفية حيث يوجد في تهامة موارد تعدينية مختلفة تتمثل في الصناعات الاستخراجية للأحجار والمقالع والمواد الداخلة في صناعة الإسمنت والصناعات الكيماوية المختلفة ، ووجود موارد من استخراج الملح ، كما توكد الاكتشافات النفطية وجود كميات اقتصادية مجدية في البحر والساحل.

وفي مجال الصناعات الحرفية، تكاد تنفرد كثير من مناطق تهامة بصناعاتها الحرفية ومشغولاتها اليدوية من المنسوجات، والفخار ، والخزفيات والحصير، وفي مجال السياحية والمعالم الثقافية، يحتل إقليم تهامة مكانة هامة في الأقاليم السياحية لليمن الأخرى ،حيث يتميز بتنوع كبير في مناخها وتعدد مرافقها السياحية ومزاراتها وأماكن الاستجمام والترفيه في الشواطئ والسهول والوديان.

كما يتمتع إقليم تهامة بتوافر كافة المقاصد السياحية (الثقافية والتاريخية والبيئية والرياضية والغوص والاستجمام والمحميات الطبيعية ) فيوجد في الإقليم العديد من المدن والمواقع والقلاع التاريخية ،وينتشر على سواحلها وبين جنبات تضاريسها وجبالها التنوع الفريد في مناخها العديد من المناطق السياحية وبها العديد من الجزر الجميلة والساحرة مثل (كمران ،تقفاش ، حنيش ، عقبان ،المرك ،الطرفه ..وغيرها ) ومحمياتها في برع وغابات الشورى الممتدة على ساحلها في اللحية والمنيرة وكمران وميدي.

أيضاً مما يميز إقليم تهامة وجود مقومات تنموية أخرى، تساهم في قوته ووجوده تتمثل بوجود الموانئ البحرية والجوية والمطار ومحطات توليد الطاقة والطرق البحرية والبرية والمنافذ الحدودية الدولية، وتكمن أهمية الاستثمار في إقليم تهامة في ما يمكن للتنمية الاستفادة من المقومات الاستثمارية في مجال، الثروة السمكية والأحياء المائية وصادرتها، والسياحة البيئية والعلاجية في الشواطئ والجزر والحمامات الطبيعية، والسياحة الجبلية والأتربة، والنهوض بالصناعة التحويلية والاستخراجية والحرفية، والزراعة وتنمية الصادرات الزراعية، حد تأكيد الحضرمي، في ورقة عمل قدمها إلى المؤتمر الأول للفرص الاستثمارية الذي أقامه مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية بصنعاء أواخر يونيو الماضي.

وتتمثل فرص الاستثمار في إقليم تهامة في الزراعة والصيد والأسماك، والصناعة التحويلية، وقطاع المعــــادن والمحاجر، وقطاع السـياحة، وقطاع الخدمات التعليمية و الصحــة، والمنطقة الحرة في تهامة الساحل.