اعتبر المحلل السياسي الدكتور عبدالله الذيفاني السيناريو الأبرز القادم في اليمن الصدام والمواجهات وتدخُّل قوى دولية في البلاد.

وأشار في تصريح لـ" أخبار اليوم" إلى 3 سيناريوهات قادمة لليمن تتمثل في القبول بالمبادرة التي عرضها رئيس الجمهورية لجماعة الحوثي المسلحة وبالتالي الدخول في الخطوات الاجرائية وإحداث تعديلات أو القبول بمبادرة الحوثي كماهي وتلبية مطالبه أو الصدام والمواجهات وهو الخيار الأكثر بروزاً أو تدخُّل قوى دولية ــــ حد قوله.

وقال : إن اللاعب الأكبر في الساحة السياسية اليمنية هو الخارج, مشيراً إلى أن الطرف الدولي هو الذي يتحكم بكل الأطراف اليمنية سواءً طرف الدولة أو طرف الحوثي مُبدياً أسفه من التعويل على المجتمع الدولي، منوهاً إلى تصورنا المجتمع الدولي لا يمكن أن يقف إلا مع مصالحه وأن المجتمع ودماء اليمنيين ليست غالية عليه.

ودعا الذيفاني من وصفهم بالعقلاء إلى المسارعة في تدارك البلد وإيقاف نزيف الدم، محذراً من أن الأمور قد لا تسير في الاتجاه الذي يعتقده المتشنج أو الليّن.

وقال بأن الأمور أصبحت معكوسة حيث هناك تصلُّب من قِبل الحوثي ولِيْن شديد من قِبل السلطة، معتبراً إرسال لجان الوساطة والتفاوض الرئاسية مع زعيم الحوثيين أعطت الجماعة مزيداً من القوة والإصرار على موقفها.

ولم يستبعد الذيفاني أن يكون هناك تنسيق بين الرئيس هادي وجماعة الحوثي المسلحة لكنه اعتبر ما يحدث من لينٍ في تعامل السلطة بأنه تراخٍ، مشيراً إلى أن الحشود التي خرجت بناءً على دعوة عبد الملك الحوثي للمطالبة بإسقاط الجرعة السعرية والحكومة ليس جميع من شارك فيها من أنصار الحوثي, إذ ان هناك من يعانون من مشكلات حقيقة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار الذيفاني إلى أن القوى السياسية لم تثبت أنها بمستوى المسؤولية وتقدم دورها في حماية البلد وأنها شوكة ميزان لصالح الوطن وليس لتمييع القضايا من خلال سياسة" مسك العصا من المنتصف".

وقال إن القوى السياسية أصبحت مشتتة وكل حزب يسبح في فلك لوحدة وكلٌ ينظر للأمور من زاوية خاصة به، لافتاً إلى أن تكتُّل المشترك والذي مثَّل تجربة رائعة وعظيمة لم يعد له موقف موحد في مواقف وطنية إلا أن هذه الأحزاب بدت مشتتة وكلٌ منها يحاول ضرب الآخر دون أن يكون لها قواسم سياسية تجمعها، داعياً أحزاب المشترك إلى مراجعة مواقفها كونها كتلة سياسية لها وزنها في البلاد.

وقال: إن المشترك أصبح اليوم في مهب الريح، منوهاً إلى أن المشترك لا زال بإمكانه تفادي الأمور حيث أنها لم تصل بعد إلى أن نَصِفها بقطة تأكل أبنائها ولكنها قطة حبلى في طور التحوُّل إلى أكل أبنائها مستقبلاً وهذه مشكلة كبرى.

وأفاد الذيفاني بأن البيان الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن وأدان فيه التصعيد الحوثي لم يكن قوياً حتى يخافه الحوثي, موضحاً بأن البيان الرئاسي غير ملزم كما أن مفرداته لم تأتِ ضمن لغة قوية، موضحاً أنه كان يفترض أن يصدر قرار من مجلس الأمن وليس بياناً رئاسياً كون البيان الرئاسي لا قيمة له في القانون الدولي والقرار هو الذي تتبع بعده خطوات إجرائية ـــ حد قوله الذيفاني .

وأشار الى أن اليمن واحدة من أهم الساحات التي تتبارز فيها القوى الدولية والضحايا في الأخير المواطنون اليمنيون البسطاء الذين لا ناقة لهم ولا بعير في الأمر.