في تدخل جديد يعزز من التأكيد على ارتباط جماعة الحوثي المسلحة بالمشروع الإيراني الفارسي التوسعي في المنطقة.. دعا نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري الولايات المتحدة وحلفائها إلى الالتفات إلى مطالب المتظاهرين الحوثيين.

و نقلت وكالة فارس الإخبارية الإيرانية عن جزائري أمس الاثنين قوله: "يجب أن تتجنب الولايات المتحدة معاملة الكيل بمكيالين في اليمن وأن تحترم مطالب الشعب اليمني المشروعة –حد قوله- الشعب اليمني لا يسمح للأجانب، من ضمنهم الأمريكيين والرجعيين العرب، في إشارة من المسؤول الإيراني إلى السعودية، بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم".

وأكد جزائري على أن إيران تُدافع دائماً عن الحقوق والمطالب المشروعة والقانونية للشعوب، مضيفاً "إننا ندين أي معاملة عنيفة تجاه من يصرون على مطالبهم المشروعة".

وقالت الوكالة في خبرها: "إن حركة الحوثيين التي لعبت دوراً رئيسياً في الانتفاضة الشعبية التي أجبرت الدكتاتور السابق علي عبدالله صالح على التنحي عام 2012, هي الآن جزءٌ من الاحتجاجات الشعبية الشاملة".

وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة «كيهان» الرسمية الإيرانية المملوكة للمرشد العام الإيراني علي خامنئي نشرت في تحليل لها كتبه "حسين شريعتمداري"، ذكرت فيه أنه بعد اليمن ونجاح الثورة الإسلامية في صنعاء سوف يكون الدور القادم على سقوط حكومة آل سعود وتفكك ما وصفته بـ«الدولة المفروضة على الحجاز»، بحسب تعبيرها.

وأضافت الصحيفة التي تعبر عن وجهة نظر السلطة الإيرانية والمرشد العام في تحليل عن تداعيات الأحداث في اليمن "أن كل الأنظار متجهة إلى اليمن هذه الأيام، وأميركا وحلفاؤها في أوروبا أعربوا عن قلقهم حيال سقوط الحكومة اليمنية التي فرضت على شعب هذا البلد، حتى أن بعض الدول هددت الثورة الإسلامية اليمنية والشعب اليمني المسالم بالتدخل العسكري لقمع ثورتهم".

وتؤكد وجهة النظر الإيرانية هذه وجود دعم ومساندة قوية من النظام الإيراني لتحركات الحوثيين المسلحة في اليمن، وأن تلك التدخلات تتخذ بعداً إقليمياً، إذا ما أخذنا في الحسبان الصراع البارد ما بين السعودية وإيران.

الصحيفة قالت بأن كل الأدلة تشير إلى أن هذا القلق الإقليمي والدولي ليس على اليمن فحسب، بل على الثورة الإسلامية التي ستنتهي بإطاحة حكم «آل سعود» وتفكك هذه الدولة التي هي من «القرون الوسطى»، والتي أصبحت قاعدة لقوى الاستكبار العالمية في المنطقة.

وأضافت بأن «الثورة اليمنية الإسلامية تمضي قدماً، ولا يمكن لأي طرف أن يقوم بتثبيط هذه الثورة العظيمة».

ولفتت الصحيفة الإيرانية إلى أن السعودية تعتبر اليمن حليفها الاستراتيجي والأساسي في المنطقة، ولن تدخر السعودية أي جهد للحفاظ على الحكومة اليمنية التابعة للغرب "العميلة"، وأن هذا الجهد السعودي الموثق يكشف حجم التبرعات المالية وإرسال الأسلحة والنفط مجاناً للحكومة اليمنية أو حتى إرسال قوات عسكرية لقمع «الثورة الإسلامية» والمعارضين في اليمن.

وشنت الصحيفة هجوماً على المملكة العربية السعودية ، مشيرةً إلى أنه لا يحق للسعودية أن تعتبر اليمن حليفاً استراتيجياً لها، لأن الدولة السعودية فرضت نفسها على أرض الحجاز المقدسة بمساعدة البريطانيين، وأنها فاقدة للشرعية الداخلية والدولية وتستمد حياتها واستمراريتها من أميركا وبريطانيا وليس من الشعب.

ويمثل هجوم صحيفة "كيهان"- التي تمثل رأي المرشد الإيراني علي خامنئي- على السعودية وتهديدها بالانهيار والتفكك على خلفية ما يحدث في اليمن، أن تدخل إيراني في الشأن اليمني يستهدف في المقام الأول الدولة السعودية.

ويرى محللون سياسيون أن المملكة العربية السعودية هي الهدف الثاني بعد اليمن بالنسبة للحوثيين كامتداد للمشروع الإيراني في المنطقة.