نقلت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في تقرير لها بعنوان" اتفاق السلم في اليمن يقترب من الانهيار" نقلت عن مصدر مقرب من رئيس الجمهورية/ عبد ربه منصور هادي ورئيس الحكومة المعين/ أحمد عوض بن مبارك قوله:" من المستحيل سياسيا أن يتراجع الرئيس عن قرار تعيين بن مبارك".

واعتبرت الصحيفة البريطانية- ذائعة الصيت في تقريرها الذي أعده الصحفي اللامع بيتر سالز بوري- اعتبرت رفض حزب المؤتمر الشعبي العام لقرار الرئيس هادي بترشيح مدير مكتبه بن مبارك لرئاسة الحكومة ـ اعتبرت الرفض المؤتمري ضربة قوية لمصداقية الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي ما يزال أمينا عاماً لحزب المؤتمر..

وقالت الصحيفة في تقريرها:" اتفاق السلم- الذي مر عليه أسبوعان بهدف إنهاء القتال في العاصمة اليمنية- كان على شفا الانهيار يوم الأربعاء، عندما رفضت الجماعة المتمردة الشيعية، الموقعة أيضا على الاتفاق، تعيين رئيس وزراء جديد".

وأوضح التقرير "الحوثيون- وهم جماعة متشددة من شمال اليمن- استولوا على السلطة في صنعاء الشهر الماضي في أعقاب أيام من القتال العنيف.. بعد تعزيز سيطرتهم على المدينة، توصل الحوثيون إلى اتفاق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ينص على انسحابهم من العاصمة صنعاء في مقابل تخفيض في أسعار المشتقات النفطية وتعيين رئيس وزراء جديد وتشكيل حكومة جديدة يوافق عليها مستشارو الحوثي".

وأشار التقرير إلى أن الرئيس هادي كلف رئيس مكتب الرئاسة أحمد عوض بن مبارك لتشكيل الحكومة بعد أكثر من أسبوعين من الجدل. لكن علي البخيتي المتحدث باسم الحوثيين أصر يوم الأربعاء على أن جماعة الحوثيين "ترفض رفضا قاطعا" التعيين.

وقال التقرير :"أصبح موقف هادي في وضع صعب جدا بسبب أن المؤتمر الشعبي العام، الكتلة البرلمانية التي يقودها، قد رفض أيضا تعيين بن مبارك لمنصب رئاسة الوزراء. هادي هو الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي لديه نصف المقاعد في حكومة تسيير الأعمال الحالية".

ولفت التقرير إلى أنه "في حين أن رفض المؤتمر الشعبي العام لاختيار بن مبارك يُعتبر ضربة لمصداقية الرئيس هادي، فإن مصدراً مقرباً من كل من هادي وبن مبارك قال لصحيفة فاينانشال تايمز إنه سيكون من المستحيل سياسيا أن يتراجع الرئيس عن قراره من دون إضعاف موقفه بشكل كبير".

وأضاف التقرير قائلا:" إن بن مبارك، الذي كان أحد المرشحين، قد يضطر إلى الاستقالة من منصب رئيس الوزراء قبل حتى أن يبدأ مهامه.. مع ذلك، قال مصدر آخر مُقرب من الرئيس هادي إنه لن يكون هناك "أي تراجع" من جانب الرئيس على التعيين".

وأردف التقرير "يعتقد محللون إن البديل، العودة إلى القتال، قد يدفع البلاد إلى حرب أهلية.. من المفهوم أن مستشاري الرئيس هادي للأمن القومي قد أخبروه أن النصر العسكري ضد الحوثيين هو في الواقع مستحيل. وهناك أيضا مخاوف من أن أي قتالا جديدا يمكن أن يخلق فراغا أمنيا من النوع الذي استغله فرع القاعدة المحلي في إنشاء إمارة إسلامية في عام 2011".

وختم التقرير بالإشارة إلى أن سياسي يمني رفيع المستوى لديه علاقات وثيقة بالرئيس هادي قال: "الجميع عصبي. وهذا أمر خطير جدا، ونحن بحاجة إلى إيجاد استراتيجية خروج للرئيس وللبلاد".