يعتبر كثيرون من مثقفي وسياسيي وناشطي محافظة تعز ما يدور من أحداث ومن تطورات خطيرة ومتسارعة على الساحة اليمنية, من شأنها أن تقضي على ما تبقى من الدولة اليمنية وتنسف مخرجات الحوار الوطني ومَطالب الجماهير بإقامة دولتهم المدنية الحديثة التي نشدوها..
في أحاديثهم لـ" أخبار اليوم" تأكيد على أن اليمن يعيش في ظروف صعبة وأمام مفترق طرق خطير من مؤامرة خارجية تشترك فيها أطراف خارجية كالسعودية وإيران وأمريكا وأدواتها المحلية هي بقايا النظام السابق وجماعة الحوثي, بالإضافة إلى أطراف في الجيش والأمن.. التقرير التالي يرصد بعض ردود الأفعال إزاء ما يدور في البلد ومواقفهم من التمدد الحوثي في المحافظات:
رسالة
اعتبر عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الناصري وأحد مناضلي الثورة اليمنية علي الضالعي ما يجري على الساحة اليمنية من تطورات خطيرة ومتسارعة بأنه مؤامرة خارجية تشترك فيها السعودية وإيران وأمريكا, أدواتها المحلية هي بقايا النظام السابق وجماعة الحوثي, بالإضافة إلى بعض ضباط القوات المسلحة, موضحاً أن الهدف منها هو القضاء على ما تبقى من الدولة اليمنية وكذلك مخرجات الحوار الوطني ومطالب الجماهير بإقامة الدولة المدنية الوطنية الحديثة التي يتساوى فيها جميع المواطنين بمختلف مناطقهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية.
وقال الضالعي بأن محافظة تعز بثقافتها الوطنية وكثافتها السكانية ودورها الوطني الفاعل في الثورة اليمنية تمثل القلعة التي ستتحطم أمامها تلك المؤامرة.
وأضاف:" انعقاد اللقاء التشاوري الذي ضم جميع المكونات السياسية والمجتمعية والأمنية في المحافظة قبل أيام والذي أجمعت فيه تلك المكونات على تجنيب المحافظة سيناريوهات العنف والانفلات الأمني التي تعيشها بقية المحافظات؛ جاء كرسالة قوية للسلطة السياسية في صنعاء والقوى المتآمرة ورسالة أيضا إلى كافة أبناء المحافظات الأخرى في أن يحذوا حذو محافظة تعز الرافضة لتواجد الميليشيات المسلحة التي تتوارى خلف مسمى اللجان الشعبية ورأى بأنها ليست سوى لجان حوثية هدفها تمرير المخطط الإيراني ـ الأمريكي ـ السعودي.
رهان
وأشار الضالعي إلى أن اللجان الشعبية ينبغي أن تكون من مختلف القوى والأطياف الشعبية وليست مقتصرة على جماعة بعينها.
وقال: نحن نراهن على وعي جماهير شعبنا في ربوع الوطن وعلى وجه التحديد أبناء تعز الذين سيواجهون كل المؤامرات الهادفة إلى العودة بنا لما قبل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وما قبل الوحدة اليمنية, داعياً إياهم إلى التمسك بالاتفاق الذي خرجوا به والتنبُه لأي اختراقات يمكن وأن يقوموا بنشر هذا الاتفاق ومحاولة تعميمه على بقية المحافظات الأخرى.
وكيل المحافظة رشاد الأكحلي قال: إنه في الوقت الذي تمر فيه ذكرى ثورة أكتوبر؛ اليمن يعيش في ظروف صعبة وأمام مفترق طرق خطير, لكن كما عودنا شعبنا فإننا في كل مأزق نوضع فيه نستطيع الخروج منه.
ورأى الأكحلي أن الوضع الذي يمر به الوطن هو مخاض لولادة يمن جديد يتمتع ببنية صحيحة وسليمة وهو أمر طبيعي ينبغي أن يدور في مراحل انتقالية كهذه’ مؤكدا إلى أن مخرجات الحوار هي المخرج الوحيد لما نحن عليه اليوم واتفاق السلم والشراكة هو آلية لتنفيذ تلك المخرجات.
وطالب الجميع بتحمل مسئولياته في هذه اللحظات الحرجة وان يكون لهم صوت عالٍ ومسموعٍ لا أن يدسوا رؤوسهم بالتراب منكفئين ومنتظرين ما ستؤول إليه الأمور, لافتاً إلى أن الأحداث الدائرة الآن ليست مسألة زيدية أو شيعية فقط, فالجميع أبناء هذا الوطن, لكنه أشار إلى أن هناك أخطاء تُرتكب يجب على الشعب أن يصححها.
وضع معقَّد
أيمن المخلافي- من المنسقية العليا للثورة الشبابية- أوضح أن السبب في الوضع المعقد الذي تعيشه اليمن هو ضعف الدولة وعدم اضطلاعها بالمسئولية الوطنية في حفظ الأمن والاستقرار. وأضاف المخلافي:" لقد كنا على وشك الخروج من الأوضاع المأزومة وجاءت مخرجات الحوار الوطني ملبية لتطلعات الشعب وفيها المخرج المناسب والطريق الأسلم إلا أن قوى التآمر والاستبداد السلالي والأسري ما لبثوا أن أحالوا الأمر إلى فوضى لم نعرف لها مثيلاً".
وعبر عن إدانته لما جرى من إسقاط للعاصمة في ساعات قليلة وسط صمت إقليمي ودولي مريب وتسليم للمحافظات عبر ما أسماه "سيناريو خياني" وما صاحبه من سلب ونهب تنافي القيم والأعراف.
وأكد المخلافي على أن أبناء اليمن لن يرضوا بغير وجود الدولة المدنية الضامنة للعيش الكريم وللحرية والمساواة.
تواطؤ
من جانبه قال القيادي بالثورة الشبابية بليغ التميمي إن البلد يتعرض إلى مؤامرة خليجية أمريكية وبخيانة رسمية وتواطؤ حزبي وسياسي, مبدياً أمله في أن محافظة تعز ستكون سداً منيعاً أمام دعوات الطائفية والمناطقية والسلالية ولن يسمحوا بدخول أية ميليشيا مسلحة إلى المحافظة كون مصلحة تعز في أولى اهتمامات مواطنيها.
