البيضاء.. 120 ساعة عنف

2014-10-28 14:03:08 تقرير خاص

 أيام مرت من حياة "البياضنة" كانت مليئة بالوجع والحزن ورعب المشهد الذي يتصدَّره دوي الانفجارات وعنف القصف المجنون ولعلعات الرصاص وهزات القذائف, ليطرأ على وضع جبهات القتال تطورٌ جديدٌ منذ يوم السبت بدخول الطيران الأميركي وصواريخ الجيش اليمني خط المعركة, مما أحال حياة أبناء مناطق واسعة- حيث جبهات القتال والمواجهات- من محافظة البيضاء إلى جحيم وليلهم إلى رعب دائم.. حصاد قانٍ عاشته البيضاء على مدي 120 ساعة ضحاياه بالعشرات..


انفجار الوضع
أفادت مصادر محلية بمحافظة البيضاء بتجدُّد المواجهات المسلحة ليلة الأربعاء بين مسلحي الحوثي وأبناء القبائل في منطقة رداع بعد هدوء دام ساعات. وأوضحت المصادر أن مواجهات شهدتها رداع صباح الأربعاء أعقبها هدوء حذر في المساء قبل انفجار الأوضاع الليلة الفائتة وسقوط قتلى وجرحى في الاشتباكات. وأشارت إلى أن المواجهات اندلعت بين الحوثيين والقبائل بعد قصف عنيف استهدف تواجد مسلحي الحوثي بالقرب من قلعة رداع التاريخية.المصادر ذاتها أفادت بأن الحوثيين يتمركزون في قلعة رداع ومسجد العامرية التاريخي ويرفضون الاستجابة للدعوات الموجهة إليهم من قبل الأهالي لمغادرته حتى لا يتعرض المسجد لأية دمار.

جبهة المناسح بالبيضاء هي الأخرى شهدت معارك عنيفة بين الحوثيين والقبائل في جبل شبر الواقع في منطقة العرش، وأكدت المصادر تكبُّد الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح خاصةً بعد أن تمكَّن مسلحو القبائل هناك من الالتفاف من خلف مقاتلي الحوثي من الجهة الجنوبية. ولفتت المصادر إلى أن مسلحي الحوثي يتطلعون إلى السيطرة على جبل أحرم أعلى مرتفع جبلي في المدينة ويُعد موقعاً استراتيجياً، منوهةً إلى أن الحوثيين لم يُحققوا أية تقدُّم يُذكَر على مختلف الجبهات بالبيضاء ــ وفقاً للمصادر.

وأعلن تنظيم القاعدة "تنظيم أنصار الشريعة، التابع لتنظيم القاعدة في اليمن" مقتل ثلاثين من الحوثيين في هجمات شنَّها مسلحوه على منازل أعضاء في الجماعة في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، كما تبنَّى مقتل خمسة جنود في مكان آخر بالمحافظة. وذكر بيان نُشر على صفحة القاعدة في اليمن بموقع تويتر أنها قاتلت الحوثيين بأسلحة خفيفة ودمَّرت منازلهم في رداع على مدى ساعات يوم الثلاثاء، وهي رواية أكدها مسؤولون قبليون. ولم يُشِر البيان إلى أي خسائر بشرية من جانب القاعدة، لكن المصادر القبلية قالت إن 18 من مقاتلي القاعدة وحلفائهم من المسلحين القبليين قُتلوا. في حين ذكرت مصادر أمنية ومقاتلون أن القاعدة أعلنت مسؤوليتها عن هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش في مكان آخر من محافظة البيضاء أدى إلى مقتل خمسة جنود.

انفجارات مجنونة

شهدت مدينة رداع بمحافظة البيضاء مساء الخميس اشتباكات ودوي انفجارات عنيفة استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الجمعة.. ونقل مراسل "أخبار اليوم" عن مصادر محلية بالمدينة أن قتلى وجرحى سقطوا في المواجهات والانفجارات المدوية التي هزت المدينة دون أن يُورِد رقماً معيناً عن عدد القتلى والجرحى. وأضاف المراسل: "أن مسلحي القبائل استهدفوا مسلحي الحوثي المتمركزين في قلعة ﺭﺩﺍﻉ بقذيفة ما أدى إلى اشتعال النيران داخل القلعة مساءً دون معرفة حجم الخسائر ومن المرجح أن القذيفة استهدفت المدفعية ــ بي ١٠ــ الموجودة في القلعة والتي اختفى صوتها تماماً بعد الانفجار, فيما مصادر أخرى أكدت أن مسلحي القبائل استهدفوا مجموعة من الحوثيين كانوا متمركزين في حصن كزم ولم يُعرَف حجم الخسائر..

وأكدت المصادر أن هناك تراجعاً مريباً للحوثيين من مراكزهم في شمال المدينة بعد تكبدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد, بالتزامن مع قصف متقطع بالهاونات من قلعة ﺭﺩﺍﻉ ووصول تعزيزات جديدة للقلعة..وقالت مصادر محلية: "إن مسلحي جماعة الحوثي بمدينة رداع سلموا منزل رجل الأعمال وتاجر السيارات الشيخ قايد مقبل الحطام بعد يومين من اقتحامه والتمركز فيه".. وشهدت مواقع الاشتباكات في جبهات المواجهة برداع هدوءاً حذراً إلا من اشتباكات متقطعة هنا وهناك منذ الصباح, وما إن دخل الليل حتى تجددت الاشتباكات في أكثر من مكان ففي جبهة ثاه كسرت القبائل هجوم الحوثيين وأوقعت فيهم عدداً من القتلى والجرحى..

ساعات رعونة

أفادت المعلومات الواردة من محافظة البيضاء أن مسلحي جماعة الحوثي تتكبّد المزيد من القتلى والجرحى يوماً بعد يوم في كل جبهات المواجهة التي تخوضها مع أبناء القبائل في منطقة ﺭﺩﺍﻉ دون أن تحقق تقدُّماً ولو بسيطاً على الأرض باتجاه مناطق "قيفة" القبلية التي تحاول التوغُّل فيها للوصول إلى منطقة المناسح مسقط رأس الشيخ الذهب.

مصادر قبلية أفادت بأن رجال القبائل تمكنوا ظهر الجمعة من أسْر "5" من المسلحين الحوثيين في عملية نوعية نفذها عددٌ من رجال القبائل في منطقة وادي "ثاه" إحدى جبهات المواجهة برداع؛ وأفاد المصدر بأن أربعة من رجال القبائل توغَّلوا نحو تمركز الحوثيين أثناء توقُّف الاشتباكات وحينما خرج "5" من الحوثيين من أماكن تمترسهم التفوا عليهم وقادوهم إلى مواقع القبائل دون أن يشعر رفاقهم بشيء.. وكانت اشتباكات عنيفة قد شهدتها ساعة الفجر الأولى ليوم الجمعة في جميع جبهات الاشتباكات الثلاث, ففي جبهة أسبيل عنس شهدت الجبهة مواجهات عنيفة بين رجال القبائل والحوثيين هناك تمكَّن رجال القبائل من التصدي لهم وقتل العشرات منهم وإجبارهم على التراجع إلى داخل مناطق عنس بمحافظة ذمار؛ ما جعل الحوثيين يلجؤون إلى قصف مناطق قيفة بالمدفعية الثقيلة من داخل عنس.

أما في جبهة مدينة رداع فقد شهدت مدينة ﺭﺩﺍﻉ ساعات هي الأسوأ للمسلحين الحوثيين حيث شنَّ عليهم القبائل هجمات عنيفة في أكثر من مكان. مصادر محلية أكدت أن القبائل استهدفوا مواقع المسلحين الحوثيين في قلعة ﺭﺩﺍﻉ بعدد من القذائف تمكَّنوا من خلالها من تدمير مدفعية بي 10 واستهدفوا تجمعاً للحوثيين كانوا متمركزين في مدرسة 7يوليو الأساسية بشارع الدائري وأحرقوا طقماً عسكرياً للحوثيين فيها.

إلى ذلك شهدت مناطق "قيفة" تحليقاً كثيفاً للطيران الأمريكي في المنطقة.. ليطرأ على وضع جبهات القتال تطورٌ جديدٌ بدخول الطيران الأميركي وصواريخ الجيش على خط المعركة لمساندة جماعة الحوثي في جبهة "أسبيل".. مصادر محلية في منطقة قيفة أكدت أن طائرة بدون طيار نفَّذت عدداً من الغارات الجوية على مواقع مقاتلي القبائل في جبهة "أسبيل" أثناء محاولة قيام مجاميع من الحوثيين بعملية توغل باتجاه "أسبيل". مشيرةً إلى أن قصفاً صاروخياً نفذته قوات الجيش المرابطة في معسكر "سامة" المرابط في ذمار براجمات صواريخ؛ وأفادت عن سقوط عددٍ من القتلى الحوثيين نتيجة تصدي القبائل لمحاولة توغُّلٍ لهم على جبهة جبال أسبيل.

سبت أسود

أفادت مصادر قبلية بمحافظة البيضاء وسط اليمن بأن نحو 80 حوثياً قتلوا وأسر 48 آخرين بمنطقة أسبيل فجر السبت أثناء التصدي لهجوم حوثي غطاه الطيران الأميركي بالغارات الجوية وصواريخ الجيش التي اطلقت من معسكر سامة بمحافظة ذمار. وأشارت المصادر لـ"أخبار اليوم" إلى أن القبائل تمكنت من الاستيلاء على أسلحة أثناء التصدي للهجوم الحوثي ومنها "معدل 12/7 و6 هاونات و7 عربات مدرعة و22 معدل وأكثر من 75 قطعة سلاح كلاشنكوف "آلي". وفيما أفادت المصادر إن جبهة جبل ثاة شهدت قصفاً متبادلاً حتى منتصف ليلة السبت، قالت بان منطقة رداع تشهد حذراً.

وأفاد تنظيم القاعدة في موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" أن مقاتليه قتلت مجموعة حوثية قنصاً في الجهة الجنوبية من اتجاه منطقة المناسح. ووصلت السبت تعزيزات من القبائل إلى جبهة أسبيل قالت المصادر للصحيفة إن نحو 900 مقاتل وصلوا إلى اسبيل من الملاجم وقيفة السفلى وآل سواد. وأعلنت قبائل انضمامها لجبهة القتال ضد الحوثيين في رداع بالبيضاء.

يوم دامٍ

تمكن المسلحون الحوثيون من الدخول إلى منطقة المناسح التابعة لقبائل قيفة في رداع محافظة البيضاء بعد أن سيطروا على جبل أسبيل الاستراتيجي الواقع على الحدود بين محافظتي البيضاء وذمار وسط اليمن في ظل تغطية قصف الطيران الأميركي واليمني الكثيف على المنطقة. وأوضحت مصادر قبلية أن اشتباكات عنيفة دارت بين القبائل وأنصار الشريعة من جهة والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى وسط منطقة المناسح التي اقتحمها الحوثيون تحت غطاء صاروخي كثيف من الجيش اليمني، وبمشاركة سلاح الجو وطائرات أميركية بدون طيار، والتي قصفت مواقع القبائل وأنصار الشريعة في جبل أسبيل والتلال المجاورة لهم..

وأفادت مصادر قبلية أن تقدم الحوثيين نحو قرى قيفة جاء بعد انسحاب مسلحي القبائل إلى الجبال في ظل قصف الطيران الأميركي واليمني التي وصلت إلى أكثر من 40 غارة جوية خلال 24 ساعة حرصاً على المدنيين من القصف, مضيفاً أن عشرات الأسر نزحت باتجاه جروف الجبال.. ونشر تنظيم أنصار الشريعة مساء الأحد بياناً أكد فيها أن أبناء القبائل وعناصر التنظيم انسحبوا من منطقة المناسح في رداع مساء السبت تحت ضغط قصف جوي يمني وأميركي كثيف. وأوضح البيان أن القبائل وأنصار الشريعة لم يتركوا أية غنائم وراءهم للحوثيين أو الجيش بل سحبوا معهم كل العتاد العسكري والأسلحة والذخائر والمركبات، مؤكداً أن ما لم يستطيعوا أخذه معهم أحرقوه كيلا يستفيد منه الحوثيون.

وفي تطور جديد للمعارك في منطقة المناسح أكدت مصادر محلية في رداع أن أبناء القبائل نفذوا عملية التفاف واسعة حول منطقة المناسح التي كانوا قد اجبروا بفعل القصف الجوي والصاروخي على مغادرتها، ونفذوا مساء الأحد عدة هجمات أعادت المعركة إلى نقطة الصفر بعد أن كان مقاتلو جماعة الحوثي وعدد من جنود وضباط معسكر" سامة" قد تمكنوا صباح أمس من دخول منطقة المناسح تحت غطاء قصف جوي يمني ـ أمريكي.

المصادر ذاتها أكدت أنه سمع دوي انفجارات تهز منطقة المناسح في حين ذكرت مصادر أخرى أن أبناء القبائل وأنصار الشريعة تمكنوا من إحراق دبابتين في المناسح وقاموا بعملية تطويق المنطقة ومحاصرة مسلحي الحوثي داخل المناسح وشنوا عليهم هجمات مسلحة من عدة جهات. وذكرت المصادر أن الشيخ ماجد الذهب الذي تواترت الأنباء يوم السبت عن انضمامه للحوثيين قد أصيب مع عدد من أبناء القبائل الذين انضموا معه إثر كمين نصبه له مسلحون قبليون من أبناء المنطقة بعد ساعات فقط من انضمامه لجماعة الحوثي التي تمكن مقاتلوها من دخول المناسح واعتلاء جبل إسبيل الاستراتيجي. المصادر ذاتها أكدت أن مسلحي القبائل تمكنوا من إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار في منطقة المناسح في حين شهد جبل الثعالب وجبل العارضة المطلان على المناسح معارك ضارية استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول الأحد.

إنسانية بين رصاصتين

أوضاع إنسانية موجعة ومأساوية تعيشها مناطق كثيرة من محافظة البيضاء على وقع لعلعات الرصاص ودوي الانفجارات وهزات القذائف المتهاوية بجنون وقصف الطيران الأميركي بطائرات بدون طيار.. هنا في البيضاء لا شيء غير لغة السلاح تحدد مصير مئات الآلاف من السكان المطوقة حياتهم بين قذيفة ورصاصة..
تَمترُس خلف السكان

تشير المعلومات إلى أن تمترس أطراف الصراع داخل مدينة رداع وفي التجمعات السكينة سيكون له أثره السيئ على تهديد الأسر الريفية التي تأبى ترك مبانيها رغم المواجهات وبالتالي يتعرض للقتل في أي لحظة.. "أخبار اليوم" رصدت تمترس المسلحين الحوثيين داخل بيوت المواطنين ليس فقط الخالية من السكان بل وحتى التي رفض سكانها الخروج منها.

وتتأثر الحالة اليومية للمواطن لاسيما الوافدين من الريف لشراء حاجياتهم من المدينة التي تعتبر السوق الرئيس لسبع مديريات, فالصراع والمواجهات يزيد الوضع تعقيداً وبالتالي يصعب توفير احتياجات مواطني هذه المديريات.
المرأة تحتضر

حالة المآسي التي تتعرض لها المرأة في محافظة البيضاء جراء المواجهات العنيفة بين جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة من جهة وقبائل البيضاء من جهة أخرى تبدو مأساوية. وفي ظل أجواء الانفجارات والمواجهات التي خلفت أثار نفسية سيئة لدى الأطفال والأسر كان لحديث طفلة مع أمها وقعاً موجعاً حسب رواية رب الأسرة, بينما تقول لها" يا أمي قولي لهؤلاء المتصارعين يأتوا إلى هنا ويقتلونا أرحم من بقاءنا ننتظر الموت".

مآسي الوضع الإنساني لم تدع لحياة البياضنة طعماً فقد توفت امرأتان بسبب تعسر ولادتهما داخل مناطق المواجهات العنيفة التي لم تستمع لصراخهما هذا فقط نموذج من الموت الذي تعرض له نساء البيضاء في بعض قراها وما خفي كان أكثر من مأساة وأقل ما تتعرض المرأة في ظل المواجهات أنها تظل حبيسة البيت وانتظار الموت .
طفولة رهينة الصراع

تتعرض الطفولة في البيضاء إلى ضياع حتمي في ظل توسع المواجهات التي باتت تشمل كل مديريات المحافظة.. ويؤكد مختصون أن المواجهات بالضرورة ستترك آثاراً سيئة على الطفل في صحته وفي مستقبله القادم خاصة وأن الحروب لا يمكن أن تمر دون أن تترك انعكاسات نفسية على الطفل على المدى البعيد والقريب.. الأمر الذي يتوجب- حد أخصائيين نفسيين- أن يحظى الطفل في ظل الصراعات باهتمام صحي ومتابعة لقراءة حالاتهم ومعالجتها.

لكن وبحسب الواقع البيضاء تخلو تماماً من المستشفيات والمراكز الخاصة بهذا الجانب وبالتالي سيعاني أطفال البيضاء وغيرها من مناطق الصراع في البلد الكثير من المتاعب في عاجل الأيام القادمة.. ولقياس الوضع المأساوي للأطفال في ظل الصراع يقول مراسلنا هناك إن المواجهات لم تسمح بمعرفة ذلك لكن الوضع يعطي مؤشرات خطيرة على الحالة النفسية للطفل. وهناك مشكلة أخرى يتعرض لها الطفل هي أن الطفل اليوم في البيضاء يستخدم في النزاعات المسلحة الدائرة في رداع وهذه مشكلة أكبر تواجهها الطفولة في اليمن.
التعليم يُشَل

الوضع التعليمي متوقف فقد أعلنت جامعة البيضاء تعليق الدراسة في كليات رداع فيما بعض المدارس أغلقت أبوابها خوفاً على الطلاب.. وبعض المدارس يتمترس فيها المسلحون الحوثيون مثل مدرسة ٧ يوليو الأساسية للبنين ومدرسة الثورة للبنات بعض أطراف النزاع المسلح في رداع ويقومون بتخزينها بالأسلحة.
مستشفيات مُغلَقة

تعيش رداع وضعاً صحياً مأساوياً, فالمديريات السبع تكاد تعتمد على المرفقات الصحية الحكومية والخاصة في المدينة التي تتواجد فيها الاشتباكات المسلحة, حيث أن 250الف مواطن في هذه المنطقة يعتمدون على المستشفى المركزي برداع وبسبب الأحداث فهو شبه مغلق, ولم يستطع يستقبل إلا حالات قليلة.. كما أن المستشفيات الخاصة تمتنع عن استقبال ضحايا الأحداث خوفاً على ممتلكاتها من الأطراف المتصارعة. وفي مديرية قيفة تزداد الخطورة اكبر على المواطنين حيث لا يوجد فيها خدمة صحية تستطيع استيعاب ضحايا الأحداث وتلك المتوقعة خلال الأيام القادمة حيث لا يتواجد بها سوى مستشفى خاص صغير و مراكز صحية حكومية تفتقد إلى كل شيء من الدواء إلى الكادر و التجهيز..
وتستمر المأساة

لا يعرف الكثير عن أن رداع تحوي عشرات الآلاف من اللاجئين الأفارقة غير المسجلين يُستخدمون كعمالة وافدة في المزارع وبغير مكتب تنسيق للاجئين، وهم يسقطون ضحايا للصراع فقد رصدنا وقوع ضحيتين من الأفارق وهذا أدى إلى استخدام بعض هؤلاء إلى جانب أطراف النزاع .
الأحد الدامي

أكد شهود عيان بمناطق قيفة رداع سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين معظمهم نساء وأطفال جراء القصف العشوائي للطيران الأمريكي والطيران اليمني وراجمات الصواريخ ومدافع الهون على قرى المناسح وحمة صرار, وسيلة الجراح والصبول وما جاورها منذ صباح السبت. وأضافوا: إن جثث النساء والأطفال ملقاة في الشوارع والطرقات, فيما لا تزال معظمها تحت الأنقاض نظراً لصعوبة انتشالها؛ وناشد الأهالي سرعة تدخل فرق الإنقاذ لانتشال المصابين ومن هم تحت الأنقاض.

واطلق العديد من النشطاء والحقوقيين في مدينة رداع بمحافظة البيضاء نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية والجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين وإنقاذ الضحايا نتيجة الضربات الجوية من الطيران الأميركي واليمني.

وأفادت مصادر محلية أن عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء سقطوا الأحد ضحايا في الغارات التي شنها الطيران الأميركي واليمني على عدة مناطق في قيفة وقصف المدافع والدبابات والصواريخ من الحوثيين وقوات الجيش وأن عشرات الجثث للمدنيين بينهم أطفال ونساء لا تزال متناثرة في الجبال والوديان ولم يتمكن احد من انتشالها أو إنقاذ الجرحى.
قصف الإنسانية

مصادر قبلية أفادت أن القصف المدفعي العنيف الذي شهدته جبهات القتال يوم السبت أصاب مسجد الرحمة بمنطقة "المناسح", ما أدى إلى مقتل أحد عُمال مزارع القات وإصابة ثلاثة آخرين، كما استهدف القصف أحد منازل المواطنين في المنطقة دون أن تتمكن الصحيفة من معرفة حجم الأضرار البشرية والمادية فيه، وسط نزوحٍ للأهالي من تلك المناطق جراء القصف العشوائي للمدفعية..

مصادر محلية أفادت أن القبائل استهدفوا عدداً من المنازل التي كان يتمترس فيها مسلحو الحوثي في منطقة "السايلة" وحي الروضة وقاع الشرف والسوق القديم بقذائف الـ "أربي جي وصواريخ لو".. وسقط عشرة على الأقل من أبناء القبائل بين قتيل وجريح- حد المصادر- إثر القصف الصاروخي للجيش والطيران الأميركي، الذي استهدفت إحدى ضرباته مسجداً كان يرقد فيه رجلٌ مُسِن من أبناء المنطقة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد