تحدثت وكالة أسوشيتد برس الأميركية عن تلميح جماعة الحوثي المسلحة بأنها ستقوم بالاستحواذ على السلطة في اليمن إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.
وأشارت إلى منح الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، مهلة للرئيس عبد ربه منصور هادي تنتهي بعد عشرة أيام ابتداءً من يوم الجمعة الماضي لتشكيل حكومة جديدة.
ونقلت " أسوشيتد برس " عن مسئول في الرئاسة اليمنية- اشترط عدم الكشف عن هويته- أن رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح المعين منذ أكثر من أسبوعين رفض مقترح تشكيل حكومة تكنوقراط، معتبراً أن إشراك الأطراف السياسية مباشرة في الحكومة الجديدة هو السبيل الوحيد لضمان دعمهم الدائم لها. وقال المسئول إن المفاوضات لا تزال جارية للتوصل إلى حل وسط.
وحشدت جماعة الحوثي حوالي 3000 من زعماء القبائل، حيث ألقوا بياناً حذروا فيه الرئيس هادي من أن "جميع الخيارات الثورية مفتوحة" إذا فشل في تشكيل الحكومة.
وقال ضيف الله رسام، المتحدث باسم ما يسمى التحالف القبلي الشعبي في كلمته: "سيكون لقاؤنا القادم في مقر صنع القرار". متحدث آخر وهو نجيب المنصوري دعا خلال الحشد إلى تشكيل "مجلس عسكري".
وتشكيل الحكومة هو جزء من اتفاق تسوية توسطت فيه الأمم المتحدة من أجل إنهاء الأزمة السياسية في اليمن. الاتفاق نص على أن يعين الرئيس هادي رئيساً جديداً للوزراء بعد التشاور مع اثنين من مستشاريه، أحدهما يمثل الحوثيين والثاني يمثل المنطقة الجنوبية من البلاد وفقاً للوكالة الأميركية، مضيفة أنه وبعد تسمية رئيس الوزراء، يقوم رئيس الجمهورية، جنباً إلى جنب مع الأطراف السياسية المختلفة، بتشكيل الحكومة الجديدة التي ينبغي عليها تقديم برنامجها إلى مجلس النواب في غضون شهر.
وأشارت إلى انه رغم تعيين رئيس الوزراء خالد بحاح منذ أكثر من أسبوعين، تسببت النزاعات بين الأطراف السياسية في تأخير تشكيل الحكومة الجديدة.
وقالت: هادي أيّد المقترح الذي يعطي الحزب الحاكم تسعة مقاعد وزارية والأحزاب السياسية الأخرى تسعة مقاعد أخرى، في حين يحصل الحوثيون والجنوبيون على ست حقائب وزارية لكل منهما. وفي الوقت نفسه سيعين هادي شخصياً أربع وزارات "سيادية"، لكن هذا المقترح رفضته الأحزاب السياسية التي طالبت بإحدى الخيارين: إما أن تحصل جميع الأطراف الموقعة على اتفاق السلم على نفس عدد الحقائب الوزارية أو تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة بدون انتماءات حزبية إلا أن بحاح رفض مقترح تشكيل حكومة تكنوقراط".
الاتفاق الذي وقعه الحوثيون وهادي وبقية الأطراف السياسية في اليمن ينص على أن الحوثيين سيسحبون قواتهم من جميع المدن وسيسلمون للجيش جميع المواقع التي سيطروا عليها، لكن البيان الذي خرج يوم الجمعة من التجمع القبلي دعا إلى تشكيل "لجان ثورية" في جميع أنحاء البلاد، في إشارة إلى ميليشيات جماعة الحوثي التي اجتاحت العاصمة ومدن أخرى.
وذكرت الجماعة في وقت سابق إن لجانها الشعبية ستواصل محاربة متشددي القاعدة واجتثاث الفساد. وقبل عدة أيام قال هادي إن الجيش هو القوة الوحيدة التي يحق لها الدفاع عن البلاد ضد الإرهاب وهو القوة الوحيدة التي يجب أن تقاتل ضد تنظيم القاعدة، داعيا الحوثيين إلى إلغاء اللجان الشعبية وسحبها من المدن.
وعلى مدى ثلاثة أيام، قال مسئولون أمنيون إن 250 شخصا على الأقل قُتلوا في اشتباكات بين الحوثيين وإحدى القبائل القوية في مدينة رداع المعروف إنها أحد معاقل القاعدة وتبعد حوالي 200 كيلو متر جنوب صنعاء.
وقد تمكن مقاتلو الحوثي من دخول رداع الأسبوع الماضي بعد انسحاب كتيبة للجيش هناك.
ويقول مسئولون أمنيون ومشايخ إن قائد الكتيبة موالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يتهمونه بمساعدة الحوثيين سرا ضد حكومة هادي.
ووفقا للوكالة فقد عمق الهجوم الحوثي من حالة الاضطراب التي تعيشها اليمن.