إب.. انفلات غير مسبوق وإغلاق المحاكم ومؤامرة سيطرة المليشيات

2014-11-11 15:32:00 أخبار اليوم/ خاص

 تعيش محافظة إب وضعاً أمنياً بالغ الصعوبة والتعقيد نتيجة تسليم المحافظة لمليشيات طائفية مسلحة أسقطت هيبة الدولة وأنتجت فلتاناً أمنياً غير مسبوق- حد قول أبناء المحافظة- الذين يطالبون الحكومة الجديدة والرئيس والسلطات الأمنية والمحلية بوضع حد لمعاناتهم من وجود تلك المليشيات وسط اعتداءات وابتزازات ونهب وسطو يمارس عليهم من قبل المسلحين...

تقرير/ محمود الحمزي

باتت ظاهرة انتشار المسلحين وسط مدينة إب- عاصمة المحافظة- وفي كل مديرياتها العشرين، ظاهرة مزعجة ومقلقة للكثير من أبناء المحافظة المعروفة بسلميتها وميلان أبناءها للعيش بهدوء وسلام ووئام، ومع انتشار مسلحي جماعة الحوثي بصورة كبيرة في ربوع المحافظة باتت ظاهرة الفلتان الأمني أكثر وضوحا نتيجة غياب الدولة وأجهزتها الرسمية والسلطات الأمنية والذين اكتفوا بأدوار شكلية محدودة أفقدتها ما تبقى من قيمة وهيبة حد قول العديد من أبناء المحافظة.

المسلحون وفرصة الثأر والانتقام!!

شوارع مدينة إب تكتظ بالمسلحين بصورة مزعجة وبين كل فينة وأخرى تجد أصوات الرصاص تلعلع في سموات المدينة وشوارعها نتيجة أي خلاف يندلع لأبسط الأسباب.

يتحدث الناس عن وجود خصومات سابقة هي أيضا أسباب لمشاكل تندلع حديثا نتيجة غياب الدولة، إذ يقول الشاب/ حمدان الإدريسي, بأن غياب الأجهزة الأمنية والقضائية والسلطات المحلية تسبب بموجة عنف بين خصماء منذ سنوات ووجدوا فيها فرصة للانتقام والثأر.

وأضاف الإدريسي بأن أبسط خلاف يتم استدراج الخصوم به يجعل الانتقام حاضرا وبقوة وأحيانا يحتمي أصحاب الثأر والخصومة بتلك المليشيات.

ابتزاز الباعة ونهب المواطنين

أطلق مسلحون ظهر أمس الأول الأعيرة النارية وسط سوق الوحدة الكائن بشارع تعز بصورة ملفته تسببت بالخوف والذعر للمواطنين ومن كان بالسوق آنذاك.

مصادر قالت بأن اطلاق النار حدث بسبب خلافات على قات وبأن المسلحين المدعومين من مليشيات الحوثي قاموا بإطلاق النار بغرض ابتزاز أصحاب القات.

وقد فر الذين يشترون القات وملاك القات وأغلبهم لم يدفع قيمة ما اشتراه وتسبب بموجة من الهروب الكبير وسط السوق.

مصادر محلية بشارع الثلاثين ـ القريب من مبنى إدارة أمن إب والتي يسيطر عليها مسلحو الحوثي بشكل كامل ويستخدمون جميع الأطقم العسكرية والأمنية بصالحهم ـ قالت بأنهم عثروا على جثة مجهولة مرمية في الشارع ولم تعرف أسباب القتل ومسبباته وأين القاتل؟.

وتجد المسلحين يجوبون الشوارع والأسواق في إب في غياب تام للدولة رغم إعلان اللجنة الأمنية بالمحافظة عن خطة لضبط الأمن والاستقرار واللذين يبدو أنهما في إجازة إلى أجل غير مسمى نتيجة إحكام القبض الأمنية لمليشيات الحوثي المسلحة.

يتحدث أحد المواطنين يدعى قاسم اليفرسي بالقول: في شارع الثلاثين استوقف مسلحون سائق سيارة صالون (قريباً لي ) ونهبوا منه كل ما يملك مما في جيبه أوفي السيارة والسلاح موجه على رأسه.

الشاب عبدالرحمن الشرعبي- يسكن في مفرق جبلة- قال "أخي جاء من المملكة العربية السعودية بعد سنوات من الشغل والعمل والتعب والغربة، عاد وتزوج وذهب قبل أيام قليلة يتمشى مع زوجته في منطقة بعدان ذات المناظر الجميلة وبعيد عن المدينة التي لم يعد فيها مكان آمن للسياحة والتنزه وفي طريقه لمنطقة بعدان اعترضه مسلحون ملثمون وهو على باص أحد أقاربنا وتحت تهديد السلاح أخذوا كل ما بحوزته من فلوس ".

وأضاف" الجريمة أن المسلحين لم يحترموا خصوصيات المجتمع اليمني الذي لا يمس المرأة ويجعل لها مكانة خاصة بل إن المسلحين قاموا بتفتيش زوجة أخي ونهبوا ذهبها المقدر بمليوني ريال ومائتين ألف في وضح النهار وبعد ذلك غادروا المنطقة التي اعترضوهم فيها".

محلات مغلقة ولجنة أمنية نائمة

هذه الأيام المحلات التجارية بمحافظة إب تقفل أبوابها باكراً على غير عادتها خوفا من حالات السطو أو أي مخاطر يمكن أن تحدث في حال فتح محلاتهم بعد المغرب من كل يوم.

الشاب عارف محمد تحدث للصحيفة حول الوضع الأمني وقال" الوضع الأمني تدهور مؤخرا بشكل غير مسبوق والوضع الحالي يجعلنا نقول" سلام الله على العطاب" فالوضع الأمني صحيح لم يكن كما نريد لكنه أفضل بألف مرة من الآن, ولدينا لجنة أمنية برئاسة المحافظ نائمة أو متراخية أو أنها ارتمت في أحضان المليشيا التي احتلت المحافظة لتحقيق أغراض ليس من بينها بالتأكيد أمن المواطن بالمحافظة

تغييب القضاء والقانون

المحامي وليد الكثيري يقول "مسلحو الحوثي أو ما يسمى أنصار الله في إب جعلوا من أنفسهم بديلا عن القضاء والقانون، فأصبحوا هم من يستقبل الدعاوى وهم من يرسل مسلحيه ضد الطرف الآخر ويغلق محلاته ويفرض عليه التوقيع والرضى على ما يصدرونه من إحكام جبرا.

وتابع بالقول" تم إغلاق مخبر أحد المواطنين والعمال بداخله والعجين لم يخبز بعد ثم يتم فتح المخبز لإخراج العمال ويعاد إقفال المخبز، فأي شرع أو قانون قدموا به إلى محافظة إب سوى أنهم غيبوا الدولة وأرادوا تغييب القضاء والقانون ونصبوا من بعض كتبة المحاكم قضاة ليحكموا في قضايا المواطنين".

وأكد الكثيري" إن ما تشهده محافظة إب من انفلات أمني متعمد وتخلي الدولة ممثلة بالسلطة المحلية في المحافظة بمؤسستها العسكرية والأمنية يكشف عن مدى المؤامرة التي حيكت ضد هذه المحافظة".

إغلاق المحاكم وحكم مليشيات

وقال المحامي الكثيري" ما يؤكد أن الأمر قد دبر له بليل هو إغلاق المحاكم أبوابها في وجه المواطنين وتنصل الأجهزة الأمنية عن القيام بواجباتها ومهامها الدستورية والقانونية وقد ظهر ذلك بارزا في انتشار جرائم القتل وضياع تلك الدماء وإفلات المجرمين من العقوبة فقد أصبحت أقسام الشرطة خالية على عروشها".

أحد المعتقلين الذين زارتهم الصحيفة في مكان اعتقالهم بمبنى إدارة الأمن قال "بأن مسلحي الحوثي يحكمون بطرق غير صحيحة بين الناس والناس مجبرة للقبول بأي حل نتيجة قوة السلاح".

وأضاف "من يشتكي يتم حبسه مع غريمه وإجبارهم على أي حل وأخذ مبالغ مالية مقابل ذلك والتوقيع على أي اتفاق".

مشترك اب

طالب مشترك إب في اجتماعه الأخير يوم أمس الأول السلطات المحلية والأمنية القيام بدورها في حماية الناس وحمل السلطات المسئولية الكاملة..

ودعا المشترك أبناء المحافظة إلى التعبير السلمي لرفضهم سيطرة المجاميع المسلحة على المحافظة، ومطالبة السلطة المحلية بتحمل مسؤولياتها الأمنية فيها.

العدين.. غياب الأمن وانتشار المليشيا

زرنا مدينة العدين بعد سيطرة جماعة الحوثي عليها قبل أيام قليلة اثر وساطة قبلية قضت بانسحاب أنصار الشريعة مقابل تأمين مسلحي الحوثي ومسلحي أنصار الشريعة بحسب رئيس القبائل السنية الشعبية والموالية لأنصار الشريعة التي سيطرت على مدى 3 أسابيع على مديرية العدين والحزم.

أثناء زيارتنا لم نجد أي جندي لرجال الأمن والمقار الحكومية خالية على عروشها ولا يوجد فيها أحد وتسيطر جماعة الحوثي عليها ونشرت عدد من النقاط فيها.

وينتشر مسلحي الحوثي بصورة لافتة في وادي الدور ومنطقة عنه ووسط مدينة العدين وعلى خط العدين الجراحي وهذه المناطق سياحية بإمتياز ولكنها خالية من الزائرين وتكتظ بالمسلحين الذين لديهم أكثر من 12 نقطة نشرت فيها المسلحين.

يريم والرضمة وقبضة المليشيات

في مديرية يريم أحكم مسلحو الحوثي قبضتهم أيضا عليها بعد مواجهات محدودة بين عدد من رجال القبائل وبين مسلحي الحوثي وتم تفجير منزل الشيخ علي بدير وسقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين ، وبعد تلك المواجهات ويوما اثر يوم تزيد القبضة على أبرز وأهم مدن إب الثانوية نتيجة موقعها الذي يربطها بمدينة إب ومحافظة الضالع والسيطرة على المناطق الوسطى.

وفي مديرية الرضمة أيضا زادت القبضة الأمنية أكثر من أي مديرية أخرى بحسب شهود عيان ومصادر محلية من مديرية الرضمة نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال سنة ونصف بين رجال الشيخ المؤتمري عبدالواحد هزام الشلالي الدعام وبين مسلحي بيت الذاري الموالين لجماعة الحوثي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد