أكد أن اتفاقية السلم مثّلت صدمة للدول الخليجية ومازالت أثارها قائمة وأنصحها أن تدعم السلم لمصلحتها واليمن..

البرفسور العسلي: الرئيس هادي اتخذ من المبادرة الخليجية فرصة لأن يلج إلى الحكم إلى الأبد أو إلى أن يموت

2014-11-24 15:58:51 تقرير/ خاص

في الذكرى الثالثة من توقيع المبادرة الخليجية لم يعد المشهد السياسي على ما كان عليه في زمن التوقيع وتسليم السلطة من الرئيس صالح إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي ورغم تفاءل اليمنيين بهذا الحدث المتمثل بالمبادرة بخروج البلد من أزمة ما بعد الثورة الشبابية .. لكن التوقع الشعبي لم يسر وفق ما اشتهت له رياحه التغيرية بل ذهب الوضع إلى أخطر ما كان, فتفاقمت الأحداث وفشل مؤتمر الحوار الوطني وزاد حجم الاقتتال والاحتراب وقاد الرئيس هادي البلد إلى ما يشبه الهاوية وأخيراً سلّم صنعاء على طبق من ذهب للحوثيين وذهب إلى دعم الدعوة إلى الانفصال واستعادة الدولة الجنوبية بحسب ما يراه مراقبون وسياسيون الذين أكدوا بأن هادي المهندس الحقيقي أو ما أشبه بالمنسق العام لاعتصام الجنوب ولكن بطريقة أخرى .


في قراءة للمشهد السياسي اليوم في البلد بعد مرور ثلاث سنوات من توقيع المبادرة الخليجية.. أوضح البرفسور والمحلل السياسي سيف علي العسلي في حديث لــ "أخبار اليوم" أن المبادرة الخليجية ببساطة كانت اتفاقاً بين نظام حكم وقتل الشعب وجوّعه ثم أراد أن يتصارع على حساب حقوق الشعب ،واتضحت فيما بعد أن هذه المبادرة لم تكن يمنية خالصة وإنما كانت مدعومة من الخارج ومبرمجة من الخارج وكانت تهدف لحماية الخارج, موضحاً بأنني سبق لي وأن قدمت اعتراضي على المبادرة الخليجية من أول يوم تم الاتفاق عليها .

وأضاف العسلي: على أي حال إذا أردنا اليوم أن نقيم هذه المبادرة بأمانة لا يمكن نقول إنها كانت مخرجاً مشرفاً للمتقاتلين حتى لا يتقاتلون اكثر وهذا جانبها الإيجابي, لكن الرئيس هادي اتخذها فرصة لأن يلج إلى الحكم إلى الأبد أو إلى أن يموت وبالتالي لم يزل يصر عليها برغم من أن الأوضاع في اليمن قد تجاوزتها وليس من اختصاص السلطة الانتقالية عمل دستور إعادة تشكيل اليمن وشكل الدول لان هذه السلطة ليست منتخبة من الشعب ولم تنص المبادرة الخليجية على انتخاب أي جهة عليا "رئيس الجمهورية" وكان هذا انتخاب ناقص وهو أشبه ما يكون بالاستفتاء وليس انتخاب.. إذن السلطة الحاكمة السابقة التي أفسدت البلاد والعباد بشقيها ما كانت لها مؤهلاتها ولم تكن قادرة على أن تصنع مستقبلاً جديداً لليمن .

وقال العسلي: كان من المفترض أن يتم انتخاب أعضاء الحوار بحسب المحافظات بحيث انهم يمثلون هذه المحافظات وتطلعاتها ومواطنيها ولكنهم عينوا من الرئيس واعتبر ذلك ثقة بهم أو منحة رئاسية لهم لذلك لم يكونوا مستقلين بما انهم عينوا من الرئيس أو من أحزابهم, فجاءوا وهم يحملون أجندة هذه القوى المختلفة المتضاربة أنتجت هذا النقيض العجيب الذي لا يمكن بحال اختلاطه إلا أن يكون افتعالاً وحروباً وهذا ما حدث بالفعل قبل أن ينتهي مؤتمر الحوار فانفجرت الحروب .

ولفت العسلي: نحن اليوم أمام واقع تجاوز تأكيد ما اتفق عليه المبادرة الخليجية وعلى رئيس الجمهورية أن يدرك ذلك شرعياً وواقعياً ،و تجاوز تأثيره ضمانات الحوار واقعياً وعملياً و نحن أمام مرحلة جديدة هي مرحلة السلم والشراكة وعلينا أن نترك الماضي وعلى هادي أن يركز على فهم مداولات ومضامين اتفاقي الشراكة وان يفهمها لذاتها غير انه يعين اتفاقية سابقة لها لأنه لو كانت الاتفاقية السابقة لها مفيدة ما كنا اضطررنا إلى أحداث سبتمبر وإلى هذه الاتفاقية الجديدة ولا نقول بان كل اتفاقية تلعن التي قبلها ويتم الاستمرار لما قبلها .

أجلت الحرب ثلاث سنوات

وعن الدور الذي قدمته المبادرة الخليجية للبلد قال البرفسور سيف العسلي إن المبادرة الخليجية يمكن القول إنها أجلت الحرب ثلاث سنوات ولكن الحرب تمت وتم إقصاء أطراف من العملية السياسية ليس عن طريق الحوار ولا المبادرة الخليجية وإنما عن طريق الحرب.. فقط أنها أجلت الانفجار لمدة 3 سنوات أما ما عدا ذلك من المبادرة الخليجية فلن يتم تنفيذه على الإطلاق ولم يكن فيها أيضاً ما يفيد .

الشرعية والمشروعية

وعن الإجابة عن التساؤل حول ما تبقى من شرعية ومشروعية المبادرة الخليجية بعد اتفاقية السلم والشراكة.. أكد البرفسور العسلي: في البداية كان مشروعيتها أن قوى التسلط هي التي وافقت عليها والخارج دعمها, أما المواطن لم يدعمها على الإطلاق ولكن حتى هذه الشرعية انتهت لان من وقعوا عليها اختلفوا فيها ولان ليسوا متفقين، إذن لم يبقَ لهذه الاتفاقية إلا مشروعية الخارج وعلى الخارج- هنا أدعوه- أن يعيد النظر في هذه الاتفاقية الغبية البليدة التي لم تكن لا في صالحه ولا في صالح اليمن, فاليمن اليوم بعد 3 سنوات أسوأ مما كان عليها حتى انتهاء 2011 بكل المعايير والمقاييس .

سحب البساط

بعد شعور دول الخليج من أن اتفاقية السلم والشراكة تسحب البساط من تحت أقدام مبادرتها تذهب المعلومات بأن دول الخليج تعد مباردة خليجية أخرى لاسيما بعد اتفاقية السلم والشراكة.. في هذا الجانب دعا البرفسور العسلي الدول الخليجية قائلاً: أنا أنادي الدول الخليجية أن تكون واقعية وواعية ومنطقية وان تدعم اتفاقية السلم والشراكة لان هذه الاتفاقية اتفاقية يمنية ونابعة من توازن القوى والتوازن الجديد ومن المشاكل التي يعاني منها اليمن ودعمها سيكون في صالح اليمن ودول الخليج وعليها أن تتخلى عن مبادرتها الخليجية السابقة أو إيجاد أي مبادرة خليجية أخرى لأنه لا حاجة لها مع وجود اتفاق السلم والشراكة .

أنادي العقلاء في دول الخليج أن يدركوا هذه الحقيقة وان يقدموا لنا ولهم خدمة أن يعملوا بحرص على أن يطبقوا هذه الاتفاقية فاتفاقية السلم والشراكة أفضل اتفاقية لدى اليمنيين وهي قادرة على إخراجهم من الأزمات .

وأتمنى أن تستجيب دول الخليج لهذا النداء بأسرع وقت وأن لا يضيعوا وقت لا هم ولا علينا لأنه أي محاولة للالتفاف على اتفاق السلم والشراكة غير مجدي لا لهم ولا لنا وإنما يعني إضاعة الفرص وإدخالنا نحن وهم في دوامات لا قبل لنا وعلينا أن نلتف جميعا نحن وهم حول هذه الاتفاقية التي نبعت من الداخل اليمني وعالجت مشاكل اليمني ونضيع فرصة كبيرة أن تحل مشاكل اليمني دون أن نربطها بأي اتفاقيات أو مبادرات سابقة .

وعن إمكانية ثبات مبادرة السلم وتفوقها على المبادرة الخليجية أو أي مبادرة خليجية أخرى قادمة قال العسلي: بالتأكيد ستطغى المبادرة الخليجية لأنها إما أن تكون متطابقة لها فهي تكرار وإما تكون معارضه لها فهي عدم ، ومادام أن اليمنيين قد تراضوا على هذه الاتفاقية فما على دول الخليج إلا أن تدعم هذه التراضي .

صدمة


وقال العسلي اعتقد انه الآن دول الخليج أصيبت بصدمة بما حدث في 21 سبتمبر ولا زالت أثار هذه الصدمة مؤثرة عليهم ولكني اعتقد انه مع مرور الوقت سيتخلصون من أثار هذه الصدمة وسيدركون أن اتفاقية السلم والشراكة في صالحهم كما هي في صالح اليمن .

 

أكد بأن الرئيس هادي يسعى لاستمرار الأزمة حتى يبقى في الحكم فزوال الأزمة يعني انتهاء صلاحيته..

الشجاع: جمال بن عمر هو المهندس الحقيقي لإسقاط صنعاء بيد الحوثي وهادي مهندس الاعتصامات في عدن والكل متفق

وفي تناولنا لما قدمته المبادرة الخليجية للبلد وكيف أصبح المشهد السياسي اليوم بعد ثلاث سنوات من التوقيع على المبادرة الخليجية.. أوضح المحلل السياسي الدكتور عادل الشجاع في حديثه لــ "أخبار اليوم" أن المبادرة الخليجية قدمت في بدايتها مخرجاً حقيقياً وكانت طوق نجاة بالنسبة للقوى السياسية اليمنية، لو أنها حاولت فعلاً أن تعمل بما ورد في هذه المبادرة، لكن هناك قوى عملت على إعاقة المبادرة من حينها وكانت أولى هذه الإعاقات تتمثل بعدم تشكيل اللجنة التفسيرية التي نصت عليها المبادرة أن تنشأ خلال أسبوعين من التوقيع على المبادرة إلى جانب اللجنة الأمنية التي شكلت حين ذاك ولم تشكل اللجنة التفسيرية، المبعوث الأممي إلى اليمن تلاعب بهذه المبادرة واعتقد انه الذي أوعز للقائمين على تنفيذها بعدم تشكيل اللجنة التفسيرية حتى يصبح هو المفسر الوحيد وهذا ما كان، دول الخليج أيضاً لم تقف إلى جانب المبادرة وتركت المبعوث الأممي جمال بن عمر هو الذي يتابعها فعبث بهذه المبادرة وحولها من مبادرة تزمينية إلى مبادرة مهام كنقّال وبالتالي انقضت الفترة الزمنية للمبادرة ولكنها لم تتحقق، وادت هذه المبادرة ما بعد انتهائها حتى تم الالتفاف على هذه المبادرة وجاءت بعدها وثيقة السلم والشراكة وهي أيضا فكرة جمال بن عمر، بمعنى جمال بن عمر ومعه قوى محلية أرادت أن تتخلص من المبادرة الخليجية وفعلاً هذا ما كان, فتخلص من المبادرة الخليجية وجاء باتفاقية السلم والشراكة. اليوم نحن لا نستطيع الحديث عن المبادرة الخليجية بعد أن قضت عليها وثيقة السلم والشراكة وأقول إن مؤسسة الرئاسة تتحمل بشكل مباشر مسئولية هذه المبادرة كما تتحمل مجلس التعاون الخليجي مسئوليتها أنها وضعت هذه المبادرة ولم تلتزم بمراقبتها ومتابعتها وكنا نعتقد أن مجلس التعاون الخليجي عندما رأت المبادرة تقترب من نهايتها سوف تضع ملحقاً لهذه المبادرة حتى يتم تجاوز الأزمة أو تجاوز الفراغ الذي وصلت اليه هذه المبادرة، مع ذلك بعد ثلاثة أعوام على هذه المبادرة، التي شكلت طوق نجاه لليمنيين لكنهم لم يحافظوا على هذا الطوق وبالتالي ها هم اليوم يتورطون في صراع ولن ينتهي هذا الصراع ،وهناك قوى تتحكم بالمشهد السياسي والمشهد الأمني في ظل غياب حقيقي واضح للدولة، لم يعد للدولة أي وجود، لا نستطيع ان نجد هذه الدولة في أي مكان على المستوى السياسي ولا على المستوى الأمني ولا على المستوى الدبلوماسي الخارجي، نحن إلى اليوم أربع سنوات والسفارات اليمنية في الخارج ليس فيها سفراء لم يعينوا السفراء لان مؤسسة الرئاسة منعت من تعيين السفراء، فأعتقد أن ثلاثة أعوام من المبادرة لم يتحقق شيء سوى الاقتتالات المتتالية والسبب لا يعود للمبادرة الخليجية بقدر ما يعود إلى تصنيف هذه المبادرة التي كانت تحمل كثيراً من عناصر النجاح لليمنيين فيما لو انهم فعلاً حاولوا أن يعملوا بهذه المبادرة ويحاولوا فعلاً أن يلجؤوا إلى الديمقراطية ويلجؤوا كذلك إلى الشعب إلا أن الشعب صودر إصداره ولم يعد بيده أن يحكم، وهذه المصادرة تأتي أولاً إلى مؤسسة الرئاسة وتنتهي بالأحزاب السياسية في الساحة.

لم يعد لها شرعية

وفي الحديث عن شرعية ومشروعية المبادرة الخليجية بعد اتفاقية السلم والشراكة.. أكد المحلل السياسي الدكتور عادل الشجاع لــ "أخبار اليوم": أن المبادرة الخليجية في الاطار القانوني لم يعد لها أي مشروعية لان مبادرة السلم والشراكة قضت عليها تماماً مع العلم انه كان ينبغي أن تكون وثيقة السلم والشراكة أن تكون جزءاً من المبادرة الخليجية وان تكون تكميلية للمبادرة الخليجية لكنها لم تنص على المبادرة الخليجية لا من قريب ولا من بعيد وهي كانت باعتقادي خطيئة تاريخية من القوى السياسية التي أوصلتنا إليها، والقوى السياسية التي وقعت عليها والقوى السياسية التي عملت على إلغائها "المبادرة الخليجية" .

وعن إمكانية تقديم دول الخليج لمبادرة خليجية أخرى خاصة بعد أن شعرت بأن اتفاقية السلم والشراكة ستؤثر على المبادرة الخليجية وتضعف تواجدها.. قال الشجاع : إن أي مبادرة خليجية في الوقت الراهن لن يكون لها قوة المبادرة الخليجية السابقة وقد جاءت من الخليج في الوقت الضائع، ولكن أيضاً نقول إن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي، لكن على دول الخليج أن تقرأ المشهد السياسي في اليمن قراءه دقيقة في اطار القوى الموجودة في الساحة وان تعمل فعلاً بما يجعل أي مبادرة قادمة تقبل من كل القوى السياسية وتحاول محاصرة القوى التي سترفض أن تكون جزءاً من النسيج السياسي والنسيج الاجتماعي في الساحة اليمنية على أن تكون هذه المبادرة مبادرة تزمينية حقيقية تُهيء الملعب أمام الشعب اليمني للذهاب نحو صناديق الاقتراع على أن لا تكون المصالح الخاصة لهذه الدول مقدمة على المصلحة العامة للشعب اليمني حينما تكون المصلحة العامة للشعب اليمني هي المقدمة في اعتقادي سوف تحقق المصالح الخاصة لهذه الدول، أما حين تكون المصلحة الخاصة هي التي تسبق المصلحة العامة للشعب اليمني فان مصير مثل هذا التفكير هو الفشل.

المبادرة لم تحل الأزمة

وعن مساهمة المبادرة الخليجية في حل الأزمة اليمنية.. أوضح الشجاع : نحن نعلم أن المبادرة الخليجية كانت من شقين؛ الشق الأول أو الشق "أ" هو الذي تم وهو نقل السلطة من الرئيس السابق إلى نائبه وتشكيل حكومة الوفاق . أما الشق الثاني أو الشق "ب" وهو الأهم في المبادرة لم يتم شيء منه، كان أمام حكومة الوفاق الوطني ملفان أساسيان أو نقطتان أساسيتان تعمل هذه الحكومة على حلهم وهو الملف الاقتصادي والملف الأمني على أن تعيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية إلى وضعها الطبيعي وهذا مالم تفعله حكومة الوفاق الوطني للأسف الشديد وما يتعلق أيضاً برئيس هادي أن يكون رئيساً توافقيا لمده عامين ثم بعد ذلك يسلم السلطة في انتخابات رئاسية لرئيساً يأتي منتخباً من بعده وهذا مالم يتم، فرئيس هادي عمل مع جمال بن عمر على عدم إنشاء أو تشكيل الهيئة التفسيرية وبتالي ظلا يفسران هذه المبادرة كيف ما شاءوا وبتالي نحن نجد الرئيس هادي حتى هذه اللحظة برغم من انتهاء مشروعيته بعد أن انتهت المبادرة المنصوص عليها تزمينياً خلال عامين، وما يتعلق بالمبادرة قد حققت شيء كما قلت هي حققت أو طبق منها البند الأول أو الشق الأول ولم يحقق البند الثاني، وهي قد نصت على أن يكون هناك انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية وهذا مالم يتم هناك مصادرة وانتزاع للإرادة الشعبية سمعنا الكثير يطالبون باسترداد الأموال المنهوبة في الخارج أنا أقول علينا استرداد الإرادة الشعبية التي صودرت ولم يعد هناك حديث اليوم على الانتخابات ولا صناديق الاقتراع ولا العودة إلى الشعب، فاسترداد الإرادة الشعبية اهم بكثير من استرداد الأموال في اللحظة الراهنة .

بن عمر أقصى دول الخليج

وأكد الشجاع أن جمال بن عمر اقصى دول الخليج تماماً واستطاع أن يتحول إلى مفسر وحيد لهذه المبادرة وهو ظلل الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي حينما كان يصرح أثناء مؤتمر الحوار.. في بداية مؤتمر الحوار كان يقول إن اليمنيين قد حققوا أو انجزوا مصالحة أو حوار لم يحقق في أي دولة أخرى وهم قد قطعوا ما يقرب من %90 ، وظل يردد مثل هذه المقولات أمام مجلس الأمن ولكنه بعد ذلك حينما سقطت صنعاء وسُئل كيف سقطت صنعاء قال نترك ذلك للمؤرخين وكانه لن يعلم بسقوط صنعاء وهو الذي كان يتواجد قبل سقوط صنعاء لثلاثة أيام متتالية في صعدة مع عبدالملك الحوثي وكانه كان يمهد لمثل هذا السقوط ثم بعد ذلك جاء بهذه الوثيقة وتم توقيعها وحين تم التوقيع باركت الأمم المتحدة وباركها مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي وكل القوى المحلية ولكنهم أيضاً استمروا في خلق الأزمة حتى هذه اللحظة ويتعاملون مع ما يجري على ارض الواقع وكانه خارج النفق الإقليمي أو النفق الدولي مع العلم انهم يتحملون مسئولية ذلك أولاً وأخيراً .

بن عمر مهندس إسقاط صنعاء بيد الحوثي

ووصف الشجاع المبعوث الأممي بالمهندس حيث تابع بقوله: بالتأكيد جمال بن عمر كان المهندس الحقيقي لإسقاط صنعاء بيد الحوثي وهو كان يحقق أجندة خارجية هذه الأجندة كانت واضحة المعالم ولا نستطيع أن نفتري على أي طرف من الأطراف .. الولايات المتحدة الأميركية كانت على علم بذلك والرئيس هادي كان على علم بذلك وحينما أرادوا أن يحملوا طرفاً آخر مسئولية سقوط صنعاء وزعموا بانه يتحالف مع الحوثي.. قال السفير الروسي في اليمن نحن كنا نتواصل مع الرئيس هادي أولاً بأول حينما كان الحوثيون أو حينما كانت المعركة في عمران ولكنه كان يقول لنا إن الأمر تحت السيطرة وبالتالي هذا يوحي فعلاً بان هناك مؤامرة على الشعب اليمني بهدف استمرار الأزمة لأن استمرار الأزمة هو استمرار للرئيس هادي على قمة السلطة فهو يعلم حينما تنتهي الأزمة في اليمن وهناك استحقاقات لهذا الشعب تتمثل هذه الاستحقاقات بالذهاب نحو الانتخابات وهذا يعني خروج الرئيس هادي من الرئاسة وهو لا يريد ذلك .

هادي المنسق العام للاعتصامات في عدن

نحن نعلم أيضاً ما يقوم به- في الوقت الراهن من هندسة لما يسمى الآن بالاعتصام في ساحة العروض في عدن- اغلب المعتصمين الذين يتبعون الرئيس هادي وجمال بن عمر على علم بذلك، أنا احمل جمال بن عمر والرئيس هادي مسئولية كل ما يجري سو سقوط عمران أو سقوط صنعاء أو سقوط المحافظات الأخرى أو حتى الدعوة للانفصال وفك الارتباط؛ يقف ورائها جمال بن عمر والرئيس هادي والتاريخ لم يعذرهم ولم يرحمهم والتاريخ يسجل ولن يستطيع احد أن يلغي ما كتبه التاريخ وسياتي من داخل هذا الشعب اليمني من يعيد قراءة التاريخ حقيقة وسيكتشف أن ما يجري في اليمن كان جمال بن عمر والرئيس هادي وراء كل هذه الأحداث وكل هذه المآسي.

المطري: المبادرة الخليجية لازالت قائمة ونصوص اتفاقية السلم والشراكة لا تعطل مضامين المبادرة الخليجية

أما القيادي في الثورة الشبابية مانع المطري شرح المشهد السياسي اليمني في اليمن ما بعد توقيع المبادرة الخليجية وعلى مدى ثلاث سنوات من توقيعها, حيث قال : المخاض الذي وصلنا إليه لا يسر احد وان كان لازال هناك امل في لملمة أوضاع المشهد السياسي بعد سنوات من الثورة التي فرضت مبدأ السلمية نجدنا اليوم نتجه يوم بعد يوم لمزيد من العنف ومزيد من الدماء نتيجة لرغبة بعض القوى لفرض أجندتها السياسية على الواقع السياسي بمنطق استخدام السلاح والعنف وهو ما رفضته ثورة فبراير التي فرضت على كل الأطراف القبول بتسوية سياسية قائمة على المبادرة الخليجية من أجل أن لا يكون هناك مواجهة عسكرية أو احتكام للسلاح .

اعتقد أن شباب الثورة بعد مرور 3 سنوات على توقيع المبادرة الخليجية و التسوية السياسية معنيون اليوم أكثر من أي وقت مضى وان يقفوا وقفة مراجعة ليس فقط شباب الثورة وإنما كل قوى الثورة لمراجعة ما الذي تم ؟ أين اخفقوا وأين نجحوا وما الذي ينبغي فعله لضمان عدم ضياع تضحيات شباب الثورة وشهدائها الذي ضحوا بدمائهم من اجل آمالهم وتطلعاتهم في تحقيق الحرية والكرامة الإنسانية .

تنازلات ثورية

وعن إيجابية المبادرة الخليجية ومساهمتها في انتشال أزمة اليمن قال المطري :إن المبادرة الخليجية إلى حد مالم تكن تمثيلا كاملا للثورة ولكنها كانت حلا ممكنا لولا أن المبادرة أتت في سياق ورغبة القوى المسيطرة على السلطة التي كانت في سياق أخر ، لم يكن هناك تنفيذ كلي للمبادرة الخليجية ولمضامينها ، ولم تنفذ كافة المهام حتى يتم الحكم عليها أنها لم تكن حلا ناجعا للمشهد اليمني .

وحمل المطري كل القوى السياسية نصيبها من المسؤولية فهناك قوى كانت مستحكمة على السطلة ورفضت أن تسلمها وماطلت في تنفيذ المبادرة الخليجية وقوى أخرى وهي شريكة في الثورة للأسف الشديد أنها لم تحدد نقطة مواصلة في لحظات تاريخية مرت عن هذه المماطلة التي تمت وقبلت لمجاراة الوضع القائم بهدف إنجاح التسوية حتى لو لم تكن محققة لأهداف الثورة .. هذه التنازلات التي قدمتها قوى الثورة من وقت مبكر كان ينبغي أن تقف أمامها وان لا تستمر في تقديم سلسلة تنازلات حتى يتداول الوضع إلى ما وصل اليه ، فاعتقد أن النقطة الأولى كان ينبغي أن تتم بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني أن المبادرة الخليجية تمت على قاعدة تغيير بينما التغيير تعطل ولم يحدث تغيير وبقي صالح مهمين على أجهزة الدولة بنفوذه وبعناصر حزبه الذي كانوا منتسبين بكافة الأجهزة الحكومية لم يصلح الأجهزة الحكومية وإنما حصل مزيد من الإرباك والتعطيل حتى بهدف إيصالنا إلى أن الثورة لم تحقق إلا الخراب والدمار ولم تحقق أهداف وتطلعات الناس .

المبادرة هي المسيطر

وعن شرعية المبادرة في ظل توقيع اتفاقية السلم والشراكة في الــ21 من سبتمبر أن المبادرة الخليجية لازالت قائمة حتى لو أعدت قراءة نصوص اتفاق السلم والشراكة لا اعتقد أن هناك نصوصاً فيه تعطل مضامين المبادرة الخليجية إضافة انه اذا أزحت المبادرة الخليجية هناك مهام في وثيقة الضمانات التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني والتي كل القوى إلى حد اليوم مماطلة البعض اليوم تدعي أنها متمسكة بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني المهام التي لم تنفذ من المبادرة الخليجية شملتها وثيقة الضمانات الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني وهذه المهام يجب أن تنجز كل القوى متفقة أن المبادرة الخليجية ليست فقط برنامج زمني وإنما هي مهام يجب أن تنجز حتى يصل الناس إلى الاستحقاقات الدستورية والاستحقاقات الضرورية لإعادة بناء المؤسسات اتفاق السلم والشراكة النقطة الأساسية فيه إلى تتكلم عن تشكيل الحكومة طرحت حتى داخل مؤتمر الحوار وكان مطروح أيضاً ضمن مخرجات الحوار ومن ضمنها الضمانات أن يتم تغيير الحكومة وان يفوض رئيس الجمهورية هو لم يأتي بشي جديد على الصعيد القانوني لان مسالة تفويض رئيس الجمهورية وتشكل حكومة تضمن شراكة وطنية واسعة وردت في مضامين ضمانات مخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلى لم تتعارض مع المبادرة الخليجية بالعكس كان ترجمة تنفيذية للمبادرة الخليجية واشتملت على المهام المتبقية حتى يصل الناس إلى دستور جديد واستفتاء ومن ثم انتخابات .

المبادرة إعلان دستوري

ليس عبيا أن يتفق اليمنيون اتفاقات تحقق مصالحهم لكن بعيدا عن منطق الغلبة واستخدام القوة وفي نفس الوقت أنا اعتقد انه ليس من الصحيح أن اتفاق السلم والشراكة يحظى بمشروعية دستورية الكل مجمع على أن المبادرة الخليجية كانت أشبه بإعلان دستوري لأنها عطلت نصوص دستورية بينما اتفاق السلم والشراكة لا يستطيع أن يعطل نصوص دستورية قائمة فهو اتفاق مرحلة كان من اجل معالجة القضايا المطلبية المتعلقة بالجرعة ومن اجل تحقيق شكل من أشكال الشراكة الواسعة لكل المكونات السياسية اعتقد أن هذا لا يتعارض مع المبادرة الخليجية ولا نحتاج الآن إلى مبادرة خليجية جديدة إنما نحتاج إلى دعم الأشقاء والأصدقاء لليمنيين لتنفيذ ما توافقوا عليه في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي اذا نفذت لن نحتاج إلى اتفاق سلم وشراكة ولا إلى المبادرة الخليجية وسنصل إلى وضع دستوري يكون هناك دستور نحتكم اليه جميعاً .

 

السلم والشراكة الرصاصة الأخيرة على المبادرة الخليجية

في الــ 21 من سبتمبر للعام الجاري هي يوم توقيع اتفاق السلم والشراكة في العاصمة صنعاء بعد ساعات من سقوطها بيد الحوثي والتي أصبحت المنطق الآخر للعملية السياسية في اليمن بدلاً من المبادة الخليجية التي لم تحقق شيئاً سوى اكتظاظ البلد بالأزمات .

يرى مراقبون بأن اتفاقية السلم والشراكة هي إقصاء لدول الخليج التي تحاول أن تبحث عن مباردة خليجية أخرى بعد أن شعرت بسحب بساط المبادرة منها واعتبرتها صدمة قوية لم تفيق حتى اليوم..

 المبادرة الخليجية التي يراها الكثيرون بأنها صناعة غير وطنية بل تآمر خارجي على اليمن وتتضح هذه الرؤية من خلال إنتاجها للكثير من الأزمات بالإضافة إلى أنها ساهمت في توطيد الرئيس هادي المنتهي شرعيته ولم تسعى المبادرة إلى انتخابات رئاسية بل ذهبت إلى التمديد، ولم تحقق أي حوار يعصم اليمنيين من دوامة الاقتتال، ولم تخلق لنا إلا دولة يمكن أن نسميها بالدولة الفاشلة دولة المحاصصة والتقاسم .

من جهة أخرى كشف مسؤول جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي في تصريحاته السابقة أن السلم والشراكة جاء ليغطي انقلاب الحوثيين في صنعاء .

المبادرة الخليجية دعوة جديدة للانفصال

الكثير من التحليلات ترى بأن تمدد الحوثيين في كثير من المحافظات دفع الجنوبيين إلى الدعوة إلى الانفصال وهيأت لهم هذه الظروف إلى البدء بنصب الخيام والاعتصامات المفتوحة في ساحة العروض في عدن وساحة القرار بالمكلا ومسيرات في محافظات جنوبية أخرى, فيما أعلن الكثير من القيادات الجنوبية البارزة مناصرة هذا الاتجاه والدعوة بصراحة إلى الانفصال واستعادة الدولة وجعلوا من 30 نوفمبر القادم يوماً لبداية الاستقلال واستعادة دولتهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد