وجّه وزير المالية الأسبق البروفيسور سيف العسلي كلمة إلى قيادات وأعضاء المجلس الحزبي الوطني "الكونفرنس " للحزب الاشتراكي اليمني شكر من خلالها دور الحزب التاريخي في توحيد الجنوب قبل الوحدة واستعرض فيها تاريخ الحزب النضالي وما شاب بعض المراحل من المزايدات والنغمات- حد وصفه.
وأكد في كلمة، طلب من "أخبار اليوم" نشرها، دعوته للمثقفين الوطنيين من قيادات وأعضاء المجلس الحزبي للحزب الاشتراكي إلى عدم الانجرار لمشاريع الفيدرالية التي وصفها بمشاريع تقطيع الجسد الميت واللحمة الوطنية ودعاهم لموقف تاريخي, محذراً من الانسياق وراء ما وصفه بتجييش بعض قيادة الحزب للحزب وكوادره وتاريخه في مشاريع يتم استغلالها لصالح تلك القيادات..
"أخبار اليوم" تنشر نص الكلمة التي وجهها وزير المالية الأسبق الدكتور سيف مهيوب العسلي لقيادات وأعضاء المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي اليمني, نص كلمة العسلي:
"أيها الأخوة الحزب الاشتراكي الكرام أهنئكم بعقد المجلس الوطني لحزبكم الكريم، واسمحوا لي هنا أن أُمثل وجهة نظر مغايرة لكم لا من اجل إدانتكم أو تقييمكم أو التقليل من دوركم وإنما على العكس من ذلك فقد لحظت كلمة الأمين العام للحزب نفس النغمة التي كانت تصبها قيادة الحزب منذ بداية ظهوره على المسرح السياسي، وهي استخدام كلمات فضفاضة في خطابه، لا معنى لها أو أن مدلولاتها لا تكون في صالح الوطن، وهنا نحدد لو أن الحزب استطاع أن يعود إلى تاريخه السابق وكيف تعامل قاتهم معه، لا نني اطلعت على بعض ذلك من خلال قناة روسيا العربية التي تميزت بانها القت مقابلات مع أناس كان لهم صلة بالوضع في الجنوب وبينت كيف الاستهتار و الدجل والكذب والمزايدة، حتى انهم زايدوا على الشيوعيين انفسهم وهذا باعتراف الشيوعيين السابقين وكيف كانت الأمور تقال للناس بشيء في مؤتمرات الحزب المختلفة وكيف كانت في الأدراج أو من وراء الستار. إنني أقول لإخواني في الحزب الاشتراكي اليمني نعم فقد حققتم وحدة في الجنوب وقسمتموها إلى ست محافظات ولم تجرؤوا على تسميتها بأسمائها وإنما سميتموها ألقاباً كأنها مبتورة من التاريخ أو لا قيمة لها أو أنها مخترعة، ولكن نشكر لكم أنكم وحدتم الجنوب، لكن اليوم عندما يتكلم الأمين العام عن شعب الجنوب و شعب جنوب فماذا يقصد بشعب الجنوب؟ فلم يوجد أي رابط بهذا المعنى من كل النواحي، فلا يوجد رابط لا إداري ولا لغوي وثقافي بين باب المندب و حضرموت أو المهرة على سبيل المثال ولا بين الوسط ولا بين الجبال والوديان، كيف يجب أن نطلق عليه شعباً وان نقول الشمال شعباً ثم نقول إقليمين. فهنا تلاعب بالألفاظ فان كانوا يرون أن الانفصال هو الحل، فليقولوا الانفصال هو الحل ولكنه يقول في نفس التقرير إن الانفصال سيؤدي إلى إضعاف الجنوب وتدهوره اكثر من الشمال، اذاً على الحزب الاشتراكي أن لا يبحث عن قضايا حتى يبقى بارزاً في المسرح وإنما يبحث عن حلول وان يتخلى عن الطابع الثوري لانهم في السابق إن لم يجدون على من يثوروا فيثوروا على انفسهم وان يكون لديهم برنامج إصلاح لحل المشاكل لا لخلق مشاكل.. أقول لإخوتي في الجنوب وفي الشمال إن الحل هو قيام دولة مركزية ذات تفويضات للأقاليم وتبدأ من إصلاح وضع المحافظات التي هي موجودة والتي نشكر الحزب الاشتراكي انه ساهم في تأسيسها و ناضل من اجل إلغاء العصبية التي كانت موجودة أيام السلاطين وغيرهم، فاذا هم لم يحافظوا على ذلك فانهم سيتنكرون لتاريخهم، علينا اليوم أن نعمل على إيجاد إدارة في عدن، إدارة في أبين، إدارة في شبوة، إدارة في حضرموت، وإدارة في لحج، قادرة على أنها تلتقي بمواطنين هناك يعني تشكل لحمة للجسم اليمني، فإن كنا اليوم كما قال مهددين بانهيار الدولة، فان الهروب إلى الفيدرالية سواء كانت إقليمين أو أقاليم متعددة إنما تعني فقط تقطيع الجسم الميت، وتقطيع الجسم الميت لا يعيد له الحياة بل أننا علينا أن نحافظ على الجسم حتى ولو كان مريضاً بحالته العادية حتى نستقر، بعد ذلك ممكن أن نعمل أن يكون له شأن آخر.. أقول إننا في مرحلة خطيرة. اليمن على مرحلة قريبة من الانهيار والمجاعة والتشرد واللجوء وعلينا على إيجاد دولة النظام والقانون التي تنطلق من الوحدات الإدارية المعرضة والمقبولة والتي لا تثير أي حساسيات جديدة ولا جدال أو قتال جديد ولا شيء من هذا القبيل فلنصحها ثم بعد ذلك ننطلق إلى أي آفاق أخرى اذا كانت الفيدرالية هي الحل فالتكون لكن لا يمكن أن يوجد شعب فيدرالي من الشباب، من التقسيم، من الحروب، من كل هذه الأمور لا يمكن أن ننطلق في فيدرالية، لم تكن الفيدرالية هي أساس أي مجتمع أو أي دولة وإنما كانت هناك دول قائمة وجدت أنها لا تستطيع أن تبقى كذلك، ولا توجد أي مطالب وهذه الفيدرالية اختراق بن عمر الذي سيلعنه التاريخ لأنه بدلاً أن يعالج مشاكل اليمن خلق له مشاكل جديدة، أتمنى من المثقفين والوطنيين في الحزب الاشتراكي اليمني أن يقفوا أمام هذه الحقيقة وان يقيمون ذلك بما له وما عليه وان يكونوا وطنيين وان لا ينساقوا وراء التجييش والقيادة التي تستغلهم لصالحها وليس لصالح الوطن".
