أشعلت حادثة مقتل المهندس خالد الجنيدي نائب رئيس الحركة الشبابية للحراك الجنوبي بمديرية صيرة بمحافظة عدن امس موجة غضب عارمة أوساط الحراك الجنوبي.
وشهدت مديرية صيرة أعمال فوضى نفذها شباب محتجون على مقتل الجنيدي واعتقال آخرين, حيث قام المحتجون بإحراق الإطارات وإغلاق الطريق العام .
وتظاهر أيضاً شباب من الحراك الجنوبي في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن عصر امس جابت شوارع المديرية منددة باغتيال الجنيدي وطالبت الأجهزة الأمنية بضبط مرتكبي الجريمة.
وروى شهود عيان لـ"أخبار اليوم " تفاصيل اغتيال القيادي الجنيدي, مشيرين إلى أن احد الدوريات الأمنية والتي انتشرت في المديرية منذ صباح امس قد قامت باعتراض القيادي الجنيدي أثناء ما كان يجوب شوارع مديرية صيرة بسيارته الشخصية ويدعو للعصيان ويقوم بالنزول إلى بعض المرافق الحكومية للحث على العصيان المدني, لافتين إلى أن الدورية الأمنية استوقفته بجانب مكتب البريد, مطالبة إياه بالطلوع معهم على الطقم التابع للقوات الخاصة (الأمن المركزي سابقا ) وانه بعد رفض الجنيدي قام احد أفراد الطقم الأمني بسحبه من على سيارته, فيما اطلق احد أفراد الطقم طلقة نارية أصابته بالصدر وقاموا بنقله إلى مستشفى الجمهورية ومن ثم غادروا إلى المستشفى لتؤكد مصادر طبية أن الجنيدي وصل وقد فارق الحياة.
والمهندس الجنيدي نائب رئيس الحركة الشبابية للحراك الجنوبي بمديرية صيرة سبق أن افرج عنه الشهر الماضي مع آخرين بتوجيهات من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وذلك بعد أن اعتقل في أكتوبر بحجة التحريض على العصيان المدني.
وفي السياق أصدرت اللجنة الأمنية بمحافظة عدن بلاغاً صحفياً قالت فيه إن القائم بأعمال محافظ عدن الأمين العام للمجلس المحلي عبدالكريم شائف وجه بتشكيل لجنة تحقيق في قضية قتل خالد الجنيدي صباح في مدينة كريتر.
وقالت اللجنة الأمنية في بلاغها التي تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه إن القائم بأعمال محافظ عدن وجه بحجز الجنود الذين كانوا على الطقم ، مشيرة إلى أن شائف طالب قيادة الحراك المساعدة بإحضار من كانوا برفقة خالد الجنيدي للأدلاء بما لديهم من معلومات للمساعدة في التحقيقات.
وتضمن تشكيل اللجنة من النائب الأول لمدير عام شرطة محافظة عدن ,رئيسا, ومدير البحث الجنائي بالمحافظة (عضوا) وممثلا عن الحراك الجنوبي (عضوا).
إلى ذلك لقيت حادثة اغتيال القيادي في الحراك الجنوبي خالد الجنيدي إدانة واستنكاراً واسعين أوساط الشارع الجنوبي ومكونات الحراك والمنظمات الحقوقية والإنسانية..
واعتبر ردفان الدبيس الناطق الرسمي للجنة الاشرافية في ساحة الاعتصام بمدينة خور مكسر اغتيال الجنيدي عملية إعدام ميداني مباشر مخطط لها مع سبق الإصرار والترصد, داعياً مكونات الثورة الجنوبية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحرجة والالتئام للوقوف أمام الجرائم البشعة التي يرتكبها النظام على مرأى ومسمع من العالم, معبرا عن إدانته لاغتيال الجنيدي.
وأهاب الدبيس بالشعب الجنوبي التمسك بسلمية الثورة والاعتصام المفتوح, داعياً دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان إلى تسجيل هذه الجريمة البشعة والتي قال إنها تندرج ضمن الإعدامات الميدانية بدم بارد التي طالت وتطال قيادات الثورة السلمية في الجنوب ،مطالباً منظمات حقوق الإنسان برصد الجرائم والانتهاكات التي تقدم عليها قوات النظام في ارض الجنوب.
من جهته أصدر المجلس الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب بلاغاً صحفياً عبر فيه عن إدانته لمقتل القيادي في الحراك الجنوبي المهندس خالد الجنيدي من قبل قوات الأمن بعدن.
وقال المجلس في بلاغه الصحفي انه تابع عبر فريق عمل خاص مجريات تنفيذ العصيان المدني الذي نفذ صباح امس الاثنين في عموم مدن وبلدات الجنوب والذي استجاب له كل أبناء الجنوب الأحرار كمحطة ثورية تصعيدية, مؤكدا أن العصيان قد لقي استجابة طوعية من كافة العمال والموظفين في كافة مرافق العمل بالتنسيق مع النقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني .
واكد المجلس أن اغتيال الجنيدي من قبل قوات الأمن قد خطط لها مسبقا من قبل قوات الأمن بصورة دنيئة تنم عن توحش هذا التشكيل الأمني واستهتاره بأرواح الناس والاستخفاف بدمائهم مواصلا بذلك جرائمه الشنعاء في قتل أبناء الجنوب والتنكيل بهم وفقا للبيان.
واعتبر المجلس أن إطلاق النار على أبناء الجنوب الذي ينفذون عصيانا مدنيا سلميا تؤكد على استحالة العيش مع ثقافة الاستقواء والجهالة كما أنها تفرض على قوى الحراك الجنوبي العمل الجاد على توفير وسائل رادعة للدفاع عن قياداته.
وفي السياق ذاته أدانت المعارضة اليمنية بالخارج حادثه اغتيال الناشط خالد الجنيدي برصاص قوات الأمن بعدن, مؤكده في بيانها أن هذه الحادثة تعد استهدافاً مباشراً وقتلاً خارج إطار القانون لناشط مدني توجب محاسبة وملاحقة مرتكبيها والمتورطين فيها عبر المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان والقضاء الدولي بالتنسيق مع المنظمات الدولية الحقوقية المعنية.
وأكد بيان مجلس المعارضة اليمنية بالمهجر والذي ينشط في العديد من الدول الغربية والعربية ويتخذ من جمهورية فرنســـــا مقرا رئيسا" له : بأنه يتابع بقلق بالغ تزايد إعمال العنف والاستهداف للناشطين من قبل السلطات اليمنية وقوي النفوذ والمليشيات المسلحة والتي زادت حدتها بشكل لافت في الآونة الأخيرة دون أن يقوم الرئيس اليمني الحالي باي دور تجاه ذلك متهما السلطات اليمنية بتوفير الحماية لهم او حتي اجراء أي تحقيق يذكر في مجمل تلك الحوادث.
من جهته اعتبر المرصد الجنوبي عملية "اغتيال" القيادي في الحراك الجنوبي خالد الجنيدي تصعيدا خطيرا من شأنه أن يوتر الأوضاع الأمنية ويقلق السكينة العام للمواطن الجنوبي, محملاً قيادة الأمن المركزي في عدن المسئولية المباشرة عن تلك الجريمة معبرا عن إدانته للجريمة.
وأضاف المرصد الجنوبي في بيانه أن اغتيال الجنيدي ستضاف إلى قائمة الجرائم التي ارتكبتها قوات السلطة بحق أبناء الجنوب ، والتي ستظل موضع نظر من قبل مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية الإنسانية ، تفويتا على مرتكبيها ومن يقف خلفهم من قيادات عسكرية وسياسية من الإفلات من العقاب ..
ولفت المرصد الجنوبي إلى أن تلك الجريمة لا يمكن لها أن تسقط بالتقادم الزمني، كونها جريمة بحق شخص مدني أعزل من السلاح ، عدا تبنيه لأفكار تدعو إلى حرية شعبه وكرامة مواطنيه واستعادة دولتهم المستقلة المدنية ، وهو حق مشروع دولياً وإنسانياً وشرعاً- حسب المرصد الجنوبي.
