تحت مسمى المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة..

القوات الأميركية تنهش العراق من جديد

2014-12-22 14:03:53 أخبار اليوم/ رصد خاص

نفت وزارة الدفاع الأميركية ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية عن خوض قوات برية أميركية معركة مباشرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، وكان عقيد في الجيش العراقي وشيخ عشيرة في المنطقة أكدا على مشاركة القوات الأميركية في تلك المواجهات..

وقد ناقش برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة هذا الموضوع في حوار مع مارك كيميت مساعد وزير الدفاع السابق و المحلل السياسي خالد صفوري و نزار السمرائي مستشار المركز العراق للدراسات الاستراتيجية، وقد تناولوا هذا الموضوع في محورين هم ما دلاله هذا التضارب بشان مشاركة قوات أميركية في مواجهات مباشرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة وماهي الظروف التي تحكم المشاركة البرية للقوات الأميركية في القتال ضد التنظيم على ضوء هذا الجدل ..

على خلفية تأكيدات أميركية رسمية متكررة بان القوات الأميركية لن تشارك في مواجهات برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وجاءت الأنباء من محافظة الأنبار تفيد بان قوات أميركية شاركت بالفعل في أول مواجهة مع مقاتلي هذا التنظيم قرب قاعدة عسكرية غربي العراق، نفت وزارة الدفاع الأميركية الخبر ألا أن النفي الذي جاء بعد يومين من تداوله في وسائل الأعلام لم يحسم مع ذلك الجدل تماما فيما يبدوا وذلك بشان مصداقية روايتين اللتين أسهمتا في سرد تفاصيل ما حدث.. "أخبار اليوم" رصدت البرنامج لتعيد نشره:

*جنرال مارك كيميت هل لديكم أي تفسير لهذا التضارب المتعلق بمشاركة قوات برية أميركية في معارك مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق؟

- أنا وبعد محادثتي مع وزارة الدفاع الأميركية توصلت إلى قناعة انه بالتأكيد كان هنالك مستشارون أمريكان في قاعدة "عين الأسد" هذا صحيح وربما أن هذه القوات في عين الأسد كانوا جزءاً من القوة التي تعرضت للهجوم على يد قوات تنظيم الدولة الإسلامية، ولكنها لم تكن تشارك في عمل عسكري مباشر للرد على ذلك الهجوم ربما كانوا موجودين هناك، وربما قال البعض انهم شاركوا لكنهم لم يشاركوا في الواقع بالقتال مباشرة ولم يستخدموا السلاح بأنفسهم، وبالتالي هل كان هناك في عين الأسد قوات أميركية؟ الجواب نعم، وهل تعرضوا لهجوم؟ ربما هذا ممكن .. فهل الجنود الأمريكان شاركوا في عمل دفاعي مباشر بالقتال ضد هذه القوات "داعش" الجواب هو "كلا" .

*ولكن كان القتال هو فقط دفاعي جنرال مارك كيميت قد يكون مفهوماً؟

- نعم انه مقبول بالتأكيد فنحن لا نسمح أبداً لجنودنا أن يذهبوا إلى مناطق قتال دون أن يتمتعوا بحق طبيعي للدفاع عن انفسهم، ولكن الموضوع الأكبر هو ما ينبغي مناقشته ألا وهو: هل أن الجنود الأمريكان في العراق لديهم حق في الدفاع انفسهم؟ وهل قد يجدون انفسهم في وضع قتالي؟ الجواب "نعم".

واعتقد أن هنالك فائدة كبيرة للناس كي تفهم دول التحالف بانه قد تقف الظروف في المستقبل عند تقديم المساعدة، ومشهود القوات العراقية قد يصل إلى وضع قتالي وبتالي قد يضطر إلى استخدام أسلحتهم بل وربما حتى أن تكون هناك إصابات داخل القوات الأميركية واعتقد أن الأمريكان يجب أن يقولوا للشعب باننا قد نعطي بعض الضحايا من الجنود الأمريكان في المستقبل.

*سيد نزار السمرائي في ظل التضارب الموجود في الروايتين ما الذي ترجحه؟

- ارجح ما وصلني بشكل مباشر من المنطقة، فقد أبلغت فجر يوم الاثنين الماضي بان القوات الأميركية قامت بحاله دفاع متحرك و ليس بدفاع ساكن عن مواضعها في قاعدة "القادسية" في منطقة البغدادي وهي قاعدة "عين الأسد"، هذا القاعدة هي قاعدة جوية كبيرة وفيها جنود وعدد القوات الأميركية تتراوح بين مئة إلى مئة وخمسين جندياً تحت لافتة مستشار، وتعرضت منطقة الدولاب إلى هجوم عنيف من تنظيم الدولة الإسلامية وفيما لو اسقط تنظيم الدولة الإسلامية هذه المنطقة لتمكن من التقرب كثيراً من قاعدة القادسية، ولذلك قام الجنود الأميركيون بحالة دفاع متحرك، وتركوا مواضعهم للدفاع عن انفسهم على ما قيل، وهذا اعلنه الرئيس الأميركي حينما قال بان الجنود الأميركيين من حقهم أن يدافعوا اذا ما تعرضت المنشآت والمصالح الأميركية أو ما تعرضوا هم انفسهم إلى خطر من أي جهة كانت، لذلك أظن أن الأمر الذي سمعته صحيح وما اعلن من قبل ضابط عراقي وشيخ عشيرة عراقي كان صحيحاً، وطبيعة المواقف السياسية الأميركية أنها لا تعترف بالحقائق في وقتها وإنما تعتقها لزمن طويل ثم تعترف بها، وتاريخ الحرب الفيتنامية تاريخ التعذيب في سجون أبو غريب كلها حقائق لم نعرف بها إلا بعد مضي اشهر وربما سنوات .

*ولكن سيد سمرائي نفي وزارة الدفاع الأميركية لما جرى يقول انه طوال أسبوع تقريباً جرت معارك عنيفة شارك فيها الجيش العراقي، نريد أن نفهم إن كان لك رأي في هذا الموضوع مما قد يوحي انه بعد هذا الأسبوع من عدم التمكن تماماً من طرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، مما اضطرت القوات الأميركية للتدخل، هل يمكن أن يكون هذا صحيحاً؟

- القوات العراقية الموجودة في قاعدة "القادسية" منهارة المعنويات وضعيفة الإمدادات وكذلك ما يسمى بالحشد الشعبي الموجود معها، وتعاني من اختناقات حادة نتيجة الحصار المفوض عليها ووصول الإمدادات عبر الجواء لا تستطيع أن تتحرك لأنها مطوقة من ثلاثمائة وستين درجة..

وأظن أن عجز هذه القوات هو الذي دفع بالقوات الأميركية إلى أن تقوم بفعل ما من اجل حماية القاعدة أولاً من السقوط وثانياً حماية نفسها من أن تتعرض إلى أخطار، ويمكن أن تكون الخسائر ذات تأثير إعلامي كبير داخل المجتمع الأميركي فيما لو عادت جثة جندي أميركي ملفوفة بالعلم الأميركي إلى الولايات المتحدة فستدرك تأثيرات سياسية وإعلامية ونفسية على المجتمع الأميركي لا تخدم الرئيس الأميركي على الإطلاق.

*سيد خالد صفوري هل تعتقد بان الأمر في النهاية أمام هذا التضارب في الروايات المختلفة، القضية قضية سياسية في واشنطن تتعلق بتقدير الموقف السياسي من الاعتراف أو عدم الاعتراف بمثل هذه المشاركة؟ 

- أنا موقفي جزء من كلام السيد كيميت لأنه يقول ما قالت له وزارة الدفاع وما قاله السيد السمرائي فيه جزء من الصحة، اعتقد انه كان هناك تدخل محدود واعتقد انه ممكن جداً أن الخبراء الأميركيين اشرفوا على سير المعارك وبدون أن يساهموا بشكل مباشر في اطلاق النار وهذا وارد جداً وبالتالي يستطيع البنتاغون يقول انه لم يتدخل بشكل مباشر..

أنا اعتقد أن الثمن السياسي في واشنطن لسقوط أي ضحايا من الأميركيين اتفق مع السيد سمرائي بان له ثمناً كبير لسبب هو ليس سقوط ضحية لان هنالك احد عشر جندياً في أفغانستان رغم سحب معظم القوات، لكن الثمن في العراق هو لان الرئيس الأميركي عمل خلال دعايته الانتخابية في الانتخابات انه سيسحب الجيش الأميركي من العراق وبالتالي عودة الجيش الأميركي مرة أخرى وسقوط ضحايا من الجيش الأميركي سيجر الولايات المتحدة إلى حرب جديدة في العراق وهذا مالا يريده الشارع الأميركي ومالا يريده الكونغرس الأميركي ولا الرئيس الأميركي نفسه..

فانا اعتقد أن المشكلة عويصة جداً وهناك الف وخمسمائة جندي وأكثر في العراق، اعتقد انه مسألة وقت قبل أن يسقط ضحايا من الجيش الأميركي وبالتالي تصبح المشكلة مشكلة أخرى، ولهذا نعود إلى موضوع مطالبة بعض قيادات الكونغرس وتحديداً في مجلس الشيوخ المطالبة بإعطاء الرئيس حق بإرسال قوات للحرب في العراق من عدمه، وهنالك مشكلة هي أن البيت الأبيض يقول إن الرئيس لا يحتاج إلى هذه الصلاحيات وهي صلاحيات أعطته له الدستور الأميركي..

لكن بعض الجمهوريين الذين يعترضون على الدخول مرة أخرى في العراق ومعهم بعض الديمقراطيين كذلك لا يريدون أن تدخل الولايات المتحدة مرة أخرى في العراق لانهم يعتقدون أنها رمال متحركة قد تعلق فيه الولايات المتحدة لعشر سنوات أخرى، فانا اعتقد انه من الصعب جداً إخفاء حقيقة اذا فعلاً الجيش الأميركي تدخل في المعارك بشكل مباشر..

صحيح انه تم إخفاء موضوع أبو غريب وأمور أخرى, لكن هذا موضوع غير ممكن إخفائه وليس من الضروري إخفائه لأنه مثل ما قلنا الأمريكان لديهم صلاحية ليدافعوا عن انفسهم لكن لم يكونوا بحاجة في هذه الحالة أن يشاركوا في المعارك بشكل مباشر واعتقد أن السبب الرئيسي إصرار البنتاغون على عدم الدخول في المعركة هو سبب سياسي يعود إلى ضغط الشارع الأميركي ومعظم استطلاعات الرأي تقول إن %60 من الأمريكان لا يريدون أن تدخل أميركا في الحرب العراقية مرة أخرى .

*جنرال مارك كيميت اذا اردنا أن نعرف ما الذي يمكن أن يجعل في يوم من الأيام القوات الأميركية الموجودة في العراق تنخرط في مواجهة برية حقيقية مع تنظيم الدولة الإسلامية؟

- هذه ليست مهمة القوات الأميركية والعراقية، فلمهمتنا هي تقليل قوة تنظيم الدولة الإسلامية وتدميرها اذا أمكن .

*سيد خالد صفوري ما هي التوازنات السياسية بالنسبة لصاحب القرار في واشنطن حتى يقرر في يوم من الأيام أن عليه ربما مكرهاً أن يدخل هذه المعركة بشكل بري؟

- خطر سقوط بغداد سيدخل الولايات المتحدة اذا تراجعت الجيش العراقي وفشلت الصحوات من الوقوف في وجه داعش والبيشمركة التي هي جيوش استعراض اكثر من ما هي جيوش فعلية يعني ما حققته البيشمركة على الأرض هو قليل جداً مع الدعم الجوي الكبير الذي تحصل عليه من اكثر من عشر دول، هي فشلت في معظم ساحات القتال وبالتالي إمكانية انهيار القوات العراقية وتقدم "داعش" إلى بغداد اعتقد هذا خط احمر لن تسمح الولايات المتحدة بان يحصل وبتالي ستضطر الولايات المتحدة أن ترسل قوات برية واعتقد أن هذا وارد جداً اذا استمر أداء القوات العراقية بهذا الشكل الضعيف حتى الآن اعتقد أن هذا ما تغشاه اكثر ما تخشاه الإدارة الأميركية سو إدارة أوباما أو حتى القيادة العسكرية الأميركية .

*جنرال مارك كيميت ماهي نقطة الخطر التي لا تطاق بشكل يمكن أن يجعل واشنطن تراجع موقفها السابق من موضوع المشاركة البرية؟

- اعتقد انه من غير المحتمل إلى حد كبير واعتقد انه من المفيد أن نعود إلى 1973- 1975، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من فيتنام كان الجميع يقول لو أن الآمور اشتدت وصعبت على فيتنام فان الأمريكان سيعودون إليها ولكن حقيقة بقيت بان الأمريكان انفقوا أموالهم ودمائهم ليعطوا العراق فرصة ثانية للحياة، واعتقد انه من غير المحتمل إطلاقاً بعد أن قامت الولايات المتحدة باستخدام قوات كبيرة في السابق، سمحنا لسايقون بان تسقط في يد الفيتناميين الشماليين واعتقد حالياً الأمريكان قد يقولون "خلاص كافي لم يستطيع العراقيين أن يدافعوا عن انفسهم فأننا لن نعيد قوات عديدة إلى العراق لتقاتل نيابة عنهم".

*جنرال يعني عندما تصل واشنطن إلى كلمة "خلاص" تنخرط أم تحمل حقائبها وترحل؟

- اعتقد أن الموقف الأميركي كما كان في فيتنام هو أننا سنواصل مساعدتنا للقوات العراقية للدفاع عن بلادها، اذا القوات العراقية انهارت والحكومة انهارت فاعتقد أن وجهة النظر الأميركية انه آن الأوان الانسحاب النهائي من هذا البلد ولنترك القرارات تتخذها قوى الإقليمية والقوى المحلية ولا تشارك فيها الولايات المتحدة.

لا أرى أي سيناريو محتمل أن نجد خمسين ألف جندي أميركي يعود إلى العراق ليقوم بدور قتالي لان العراقيين غير قادرين أو غير راغبين بالقتال انفسهم، ولكني لا زلت متفائلاً بان العراقيين سوف يقومون بالقتال وسوف يحسنون قدراتهم وقياداتهم وان الولايات المتحدة ودورها سيكون بمساعدتهم وتقديم المشورة لهم واذا يكونون هم الفائزون النهائيون وليس القوات العسكرية الأميركية كأنهم فرقة إطفاء حرائق، تأتي لطفاء الحريق اذا لم يرغب العراقيون بإطفائها بأنفسهم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد