عمَّت حالةٌ من الرعب والذعر لدى سكان ومالكي المحلات التجارية بشارع العدين الرئيسي بمدينة إب وعاشت المدينة ليلةً سادها التوتر نتيجة الوضع الذي فرضته المليشيات الحوثية على شارع العدين الرئيسي وعدد من الشوارع القريبة منها أو المؤدية إليها.
وقال عدد من السكان بأن إب عاشت حالةً من الطوارئ وحظر التجوال غير المعلنة ولم تُعرَف تفاصيل دقيقة حول الأحداث التي جرت ليلة أمس من وقت مبكر.
وفي السياق أكدت مصادر محلية متطابقة إغلاق شارع العدين في وقتٍ مبكر من ليلة أمس الأربعاء من قِبل مليشيات الحوثي بالمحافظة وسط مدينة إب.
وأفادت المصادر بأن عدداً من الأطقم العسكرية التابعة لمليشيات الحوثي انتشرت في شارع العدين الرئيسي وبالقرب من مركز جرعان التجاري وعددٍ من المباني المجاورة لها وبالقرب من جامع عمر بن الخطاب التابع لسلفيي جمعية الحكمة التابعة للشيخ/ محمد المهدي.
وأشارت المصادر إلى إغلاق الحوثيين شارع العدين الرئيسي وسط مدينة إب، بعد صلاة المغرب، حيث عمَّت حالة كبيرة من الخوف والذعر لدى مُلاَّك المحلات التجارية وقاموا بإغلاق المحلات بما فيها سوق جرعان التجاري أحد أكبر المحلات التجارية بالمدينة.
وتحدثت مصادر عن اتهام المليشيات الحوثية لعدد من السلفيين بإيواء عناصر تتهمهم المليشيات بأنهم تابعون لمن تُطلق عليهم الجماعة "الدواعش والتكفيريين" كمبرر لمداهمة منازلهم.
وفرضت المليشيات حصاراً مُطبقاً على جامع عمر بن الخطاب حيث أحاطوا الجامع بستة أطقم وعلى متنها عشرات المسلحين من مليشيات الحوثي قبل أن تُقدم على اقتحام الجامع وتفتيشه للبحث عن أشخاص تلاحقهم الجماعة.
وأوضحت المصادر أن الحوثيين منعوا طلاب ومدرسي الحلقات القرآنية التابعة للمسجد من الخروج وفتشوا جميع مرافق المسجد تحت ذريعة البحث عن شخصيات تابعة لتنظيم القاعدة.
وأكدت المصادر اعتقال شخصين من حارة جامع عمر بن الخطاب أحدهما يُدعى سليم الأصبحي وآخر يُدعى الورافي هو إمام الجامع.
وأشارت المعلومات الواردة من المحافظة إلى أن المسلحين قاموا بضرب شخص بأعقاب البنادق وهو مارٌ حاملاً وجبة العشا لأبنائه، لافتةً إلى أنهم خلعوا عنه معطفه وجنبيته وأوسعوه ضرباً بالبنادق.
وبحسب سكان محليين فإنه سُمع دوي اشتباكات عنيفة فيما البعض تحدث عن أصوات رصاص كثيف أُطلق في الهواء لتخويف الناس، فيما ذكرت مصادر قريبة من جماعة الحوثي بأن عناصر من القاعدة اعتدت على عناصر حوثية وحصلت مواجهات معها, فرَّ المهاجمون من المواجهة وأن الجماعة تتعقبهم.
مصادر أخرى قالت بأن مليشيات الحوثي تمارس انتقاماً من خصومها السياسيين وأصحاب التأثير الاجتماعي والطلاب الذين كانوا يدرسون في مركز دماج أو ممَّن شارك في مواجهات دماج وكتاف من أبناء الجماعات السلفية التي لها ثقل كبير في محافظة إب.
ودأبت الجماعة على إلصاق تهمة "الدواعش" والتكفيريين وتهمة الوقوف ضد المسيرة القرآنية لخصومها لتمارس عليهم اعتقالات وأحياناً تنشب مواجهات مسلحة بين الجانبين.
وتحدثت مصادرعن تعرُّض شخص للاعتداء والضرب من قِبل مليشيات الحوثي لأسباب مجهولة بالقرب من مركز جرعان التجاري مغرب أمس.
وقالت المصادر بأن أهالي الحي أُصيبوا بالرعب والخوف بعد دخول المسلحين إلى الأزقة وانتشروا على مداخل المباني بسبب الخوف من حدوث مواجهات أو أعمال عنف جراء تعامل الحوثي مع المواطنين.
واستمرت أصوات الرصاص حتى وقت متأخر في عدد من أحياء المدينة وسط صمت الجهات الأمنية والرسمية بالمحافظة ويتحدث السكان عن تواطؤ للسلطات الأمنية والمحلية حيال ما يتعرضون له من انتهاكات من قبل مليشيات الحوثي التي تسيطر على المحافظة.
وتحدثَّت مصادر خاصة بـ"أخبار اليوم" بأن مليشيات الحوثي تتعقب قائمة سلفية بالمحافظة كانت لها علاقة بأحداث دماج وكتاف وهو ما يرجِّح أن تكون وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها ليلة أمس وظهيرة يوم الجمعة الفائت أثناء حصار ومداهمة واقتحام جامعة القلم السلفية وعدد من المقار السلفية التابعة لجمعية الإحسان بالمدينة حيث اعتقلت الجماعة قُرابة 30 طالباً من طلاب الجامعة ونهبت عدداً من الأثاث والممتلكات التابعة لجامعة القلم السلفية.
مصادر خاصة بالصحيفة قالت إن طقماً تابعاً لمليشيا الحوثي تعرض ظهر أمس للتدمير الكامل بالدائري الغربي للمدينة إثر انفجار عبوة ناسفة بالطقم ولم يكن يتواجد فيه أحد.
