عدن.. الاضطراب الأمني يصفع السياحة الساحلية

2014-12-28 13:03:01 تقرير/ فهمان الطيار

قال أحدهم لـ"أخبار اليوم" .. جِئتُ إلى عدن في فترةٍ سابقة فكانت مدينة عدن جميلة كجمالِ أهلها رائعة المنظر بهية الوجه.. وكأني بغير اليمن وكان شعوري غريباً شعرت بالراحةِ والاطمئنان"..

وأضاف" حيث وجدت الشرطة العسكرية والأمن قائمين بواجبهما بكل المرافق والجوالات ، يفتش ويراقب ، ويقوم بالمهام الملقى على عاتقه ، وجِئتُ بهذا اليوم فوجدتُ عدن بغير المنظر السابق الشوارع خالية من الازدحام والسواحل فارغة من الزائرين وكأني في خراب وليس في عاصمة اليمن الاقتصادية"..


ما سبق هو حديث لأحد الزائرين والوضع يبدو مخيفاً بحسب أحاديث كثيرين عن تدهور الوضع السياحي للمحافظة بسبب الاضطرابات الأمنية..

بدهشة غير معتادة يتحدث أحدهم: أين شوارع عدن المكتظةِ بالناس أين سواحل عدن الممتلئة بالزائرين ويتحسر قائلا (ذهبت في مهب الريح)..

كما يتساءل باستغراب: أين الأمن أين الشرطة أين الدولة هل مدينة عدن تحولت من مدينة الأمن إلى مدينة الخوف والفوضى والعبثية وتحول وجهها الجميل إلى سواد معتم؟!. وينهي حديثه "آآه" يا اسفي!! كيف أصبحت عدن بعد جمالها؟.

مهبط الزائرين

من خلال حديثهُ وما قالهُ لنا لملمنا خُطانا لنأخذ جولة إلى كورنيش ساحل أبين بعدن الذي يبهر أعين الناس في كوّنه يمتد من قلب المكلا إلى خلجات عدن فهو مأوى السائحين حيث تتراصف فيه المنتزهات التي تلبي رغبات كل من ينالهُ الحظ بالوقوف بإطلالة على ذرات تراب عدن وعلى نسمات أمواج هذا الساحل..

تقدم لهم هذه المنتزهات بعض العادات التي يتلهث عليها الضيوف كالشيشة مع كوب من القهوة أو الحليب ليكون للزيارة مذاق يُدمنه كل من حظر هناك فهو مكان هبوط الزائرين لعدن على الأرجح ؛ لأن هناك يرافق القادمين إلى هذه المحافظة الشعور بالأنس والارتياح بقضاء وقت ممتع مع الأهل والأقارب..

مررنا مرور الكرام على تلك المنتزهات لنفاضل ونقارن بين سابق الأيام وجديدها فذكر لنا مُلاكها أن دخلهم كان يكفيهم ولكن الأن أصبحوا لا يعرفون كيف يوزعون مدخولهم الشهري..

يتساءلون بحسرة: هل نعطي مدخول اليوم للعامل أم مصروف لنا شخصياً أو لعوائلنا تلك التي هجرناها نبحث لها عن رزق.. قائلين" الزائرين كانوا يتواجدون هنا على الساحل حتى الفجر الآن بمجرد أن يحل الظلام يرحل الجميع من هنا .. لأن الوضع ليس آمن والذي يشتي يستريح من يخلي له حاله"..

غياب التسهيلات السياحية

مما لاشك فيه أن السياحة تلعب دوراً اقتصادياً هاماً في كثير من دول العالم فهي تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في الإسهام في رفد الاقتصاد الوطني من خلال ما تجلبه من عملات صعبة وتشغيل أياد عاملة وما تلعبه من دور اجتماعي في الالتقاء بين الناس والتعرف على ثقافات وعادات وتقاليد الآخرين.

فالسياحة أصبحت ذات أهمية لتحسين الأوضاع الاقتصادية لأي بلد والدفع بعجلة التنمية ؛ إلا أننا مازلنا نفتقد الكثير من البنى التحتية والتسهيلات السياحية التي تجعل من المعلم السياحي ملتقى مهماً يتوافد اليه الناس من شتى أصقاع الأرض.

حديث الزائرين

يقول احدهم إن سبب غياب السياحة من ساحل أبين وعدن بالكامل هو غياب الأمن والاستقرار واختفاء الدولة فيأتي الزائر وهو خائف على نفسه وماله نتيجة الانفلات الأمني الغير المسبوق ويضيف القول يجب على امن المحافظة القيام بواجبها لحفظ الأمن داخل المحافظة ليستطيع الزائر إلى مدنيه عدن إن يأتي وهو آمن على نفسه ..

ويقول آخر إن سبب غياب السائحين وتلاشي قوافل الوافدين إلى عدن هو نتيجة غياب الأمن بالدرجة الأولى وغياب الترويج السياحي عبر الوسائل الإعلامية فلا تسمع عبر القنوات إلا الكلام المخوف للزائر أو السائح فكيف يأتي إلى عدن وهو يسمع إلا الدمار والمظاهرات والانفلات الأمني وكلام الشجب والندب المليئة بالحقد والكراهية والعصبية والعنصرية والمناكفات الكلامية والحزبية..

ويضيف" وما زاد الطين بلة هم الجهات المعنية التي لا تهتم ولا تبالي بحفظ الأمن والسلام وعدم توفير التسهيلات للسياح ، ليلجأ هؤلاء إلى تبرير حماقاتهم إلى الأوضاع السياسية الحاصلة ، ويختبئون وراء مثل هذه المبررات التي يعلم الجميع أنها مجرد أعذار واهمة تحفظ لهم مناصبهم هذا إن وجد من يحاسبهم".

صاحب منتزه

توجهنا إلى أحد أصحاب المتنزهات (كفتيريا) هناك في ساحل أبين بعدن ليحدثنا عن الواقع الذي يلامسه كل يوم من توافد الزائرين إلى محله مقارنة في السابق قال" كوني أعمل هنا في محلي هذا على ساحل أبين منذ سبع سنوات فالوضع اختلف تماماً عن السابق من ناحية مدخولنا اليومي أو الشهري".

ويضيف" تجد هذه الأيام ربما نحصل على نصف المبلغ الذي كنا نحصل عليه من قبل لأن نسبة الزيارة أصبحت قليلة لهذا الساحل وتضاءلت كثيراً نظراً للوضع الغير آمن خصوصاً في ضل هذه الصراعات ..

متابعاً " يشكي علينا العديد من الزائرين أنهم لا يأمنون على عوائلهم في حالة زياراتهم لعدن في ضل هذا الانفلات الأمني الذي استغله البلاطجة والمخربين في ممارسة أعمالهم الغير أخلاقية .

وعن تعرضهم إلى مضايقات أو غيرها يقول " نحن كطالبين الله نصبر ونتحمل الحالي والمر من أجل الحصول على حقنا في العيش؛ فيما لا أخفيك أننا نتعرض في بعض الأحيان إلى ابتزازات ولكن من البلاطجة والمتهبشين وهؤلاء نحن على علم بل ونثق كل الثقة أنهم لا يمثلوا أبناء عدن الطيبين لأن أعمالهم تتنافى تماماً بل وبعيدة كل البعد عن الأخلاق والقيم والمبادئ التي يتحلى بها أهل عدن"..

لكنه يعقب" تجد مثل هؤلاء البلاطجة قلة قليلة يتمسكون بالعنصرية ويطلقون علينا دحابشة ونحن لا نهتم بهذه الكلمة بقدر استياءنا من تصرفاتهم تجاهنا.. وما دفعهم لذلك في اعتقادي ليس سوى الانفلات الأمني على السواحل بقدر ما كان متواجد رجل الأمن في السابق ليلاً نهاراً وبسبب انقطاع الأمن هو الأمر الذي سهل لهم ابتزاز الأخرين".

الصور أكثر تعبير

الصور أكثر تعبيراً عن واقع الحياة السياحية في ساحل أبين بشكل خاص وعلى مستوى محافظة عدن بشكل عام..

هذه الصور الواضحة تم التقاطها في كورنيش ساحل أبين دليل شاهد على عدم وجود الزائرين بذلك الكم الذي عهدته عدن..

بالإضافة إلى عدم وجود أي اهتمام للحفاظ على الصورة الرائعة التي تشد السياح والزائرين لعدن وعدم الرقابة والأمن على هذا الساحل.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد