سفيرها زار ميناء الحاويات و قطعها البحرية في خليج عدن..

إيران ماذا تريد من جنوب اليمن؟

2015-01-04 10:01:27 أخبار اليوم الاقتصادي/ خاص

توجهات سفير إيران في صنعاء، حسين نيكمان، التي تلت اجتياح الحوثيين صنعاء وعدداً من المحافظات اليمنية، أثارت كثيراً من الريبة والشك، خاصة تلك التي اتجه فيها السفير نحو موانئ عدن، في وقت كانت فيه جمهورية الصين تعهدت بدفع قرض للحكومة اليمنية، لتطوير موانئ المنطقة الحرة بعدن.

 وعد خبراء اقتصاد هذا التوجه صافرة جرس إنذار، بتوجه إيراني نحو السيطرة على أهم بوابات اليمن للاتصال بالعالم الخارجي اقتصادياً، خاصة وأن سفير ايران كان قد طلب في وقت رافق تلك الزيارة، تأسيس مجلس اقتصادي إيراني- يمني مشترك، وتبادل المنح بين البلدين.

وفي تأكيد خبراء الاقتصاد لــ " أخبار اليوم الاقتصادي"، دعوة سفير ايران إلى تأسيس مجلس اقتصادي مشترك، بحسب العرف الدبلوماسي أمر اعتيادي، لكن ما المانع بأن كانت تأتي هذه الدعوة في وقت سابق، خاصة وأن سفارة ايران تعمل في اليمن منذ أكثر من نصف قرن من الزمن.

وتسألوا لماذا لم تأتي هذه الدعوة، إلا بعد التمدد الحوثي، والأهم هو ما معنى أن تعلن الصين تعهدها تقديم قرض لتطوير ميناء الحاويات في عدن، وتسعى إلى إبرام اتفاقية للاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، ثم يقوم سفير ايران بالتوجه نحو هذا الميناء، وإعلان رغبة أيران بالاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، دون وضع أي اعتبار للاتفاقات المبرمة بين الجانب الصيني واليمني في هذا الشأن.

وأضافوا أن مثل هذا التوجه يكشف عن توجه إيراني دون معايير للتوسع في اليمن والسيطرة على أهم البوابات الاقتصادية، التي تربط اليمن بالعالم، وتعد بالنسبة لليمن وللعالم حلقة وصل تربط بعضهم ببعض، كما أن هذا يبرهن على تجاهل السفير الإيراني، بروتوكلات التعاون والاستثمار الاقتصادي بين البلدان، والتي تقضي، بأن يحترم كل بلد ما كان قد بدأ فيه بلد أخر، في مجال التعاون الاقتصادي والاستثماري.

والمثير للريبة أكثر في زيارة السفير الإيراني لموانئ المنطقة الحرة، هو التأكيد بأن إيران كانت ذراع رئيس في تمويل التصعيد نحو الانفصال، ويتأكد ذلك أكثر بعد التمدد الحوثي وإعلان سفيرها في اليمن، نيتهم الاستثمار في موانئ المنطقة الحرة، وليس هذا فحسب بل أن يأتي على اتفاقات رسمية جرت بين الحكومة اليمنية والصين.

 ومما ثير الاستفهام ذهاب مصادر في وکالة – إيرن، تسنیم الدولیة للأنباء، للقول بأن سفیر الجمهوریة الایرانیة لدى صنعاء قام بزیارة لمیناء «عدن» الاستراتيجي، وأن الزيارة جاءت بدعوة من الحکومة الیمنیة فی خطوة تؤکد أن العلاقات الایرانیة الیمنیة تشهد نقلة نوعیة، فیما أعلن محافظ عدن أن الیمن ترغب في أن تقوم ایران بالاستثمار في المؤانی الیمنیة وإعادة تشغیلها.

هذا في حين أن الحكومة اليمنية، في عهد حكومة باسندوة كانت أعلنت صراحة، وعبر طلب رسمي ضرورة وقف التدخل الإيراني في اليمن، وهو ما أثار تأزم العلاقات، وترافق ذلك مع إعلان القبض على سفينة الأسلحة الإيرانية جيهان"1"، والتي أثارت عاصفة شكوك في محاولة إيران للتوجه نحو السيطرة على البحر العربي.

وكان السفير الإيراني قد بحث مع محافظ عدن الدکتور عبدالعزیز بن حبتور فرص و مزایا الاستثمارات المتاحة أمام الشرکات الإیرانیة في مدینة عدن ومنطقتها الحرة، و ذلک خلال اللقاء الذي حضره وزیر العدل خالد عمر باجنید ووکیل محافظة عدن نائف البکری حیث ابدى المحافظ استعداد السلطة المحلیة تقدیم کافة التسهیلات والدعم لأی استثمارات في عدن والمنطقة الحرة و ذلک وفقا لقانون الاستثمار الذی یمنح العدید من المزایا للمستثمرین العرب والاجانب .

وأوضح محافظ عدن أن حکومة الکفاءات منحت صلاحیات للمیناء و المطار والمنطقة الحرة بعدن من خلال إنشاء مجلس أمناء لهذه المؤسسات الاقتصادیة وبما من شأنه تحریک عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل وحل مشكلة البطالة في المحافظة . و استعرض المحافظ بن حبتور الفرص الاستثماریة المتاحة في عدن بمختلف القطاعات الاقتصادية والخدمیة المختلفة.

من جانبه اکد السفیر الإیرانی أهمیة تنمیة العلاقات الاقتصادية بين الیمن وایران الإسلامية وتطویر أشکالها فی اطار یمن قوی موحد, مبدیا استعداد ایران بحث احتیاجات مدینة عدن من کافة المشاریع الخدمیة والاستثماریة، إذ أن ایران الإسلامية تمتلك قدرات عالیة في إنشاء مصانع محطات التولید الکهربائیة والمصافی و الأسمنت وإنتاج الأدوية وهي على استعداد لتلبیة أي دعوة للحکومة الیمنیة في أي من هذه المجالات، وأعرب عن استعداد ایران لدعم المحافظة في عدد من المجالات منها تأهیل الطلاب في الجامعات الإيرانية وتوسیع قاعدة الابتعاث للطلاب الیمنیین.

الجدیر بالذکر أن میناء «عدن» یعد اقدم میناء فی الجزیرة العربیة، و یتمتع باستراتیجیة عالیة. و کانت الإمارات العربیة تسیطر على المیناء حتى تم الغاء عقدها العام قبل الماضي اثر اتهامات لها بانها سعت إلى إضعاف المیناء کي لا ینافس میناء دبي.

وتزامنت زيارة السفير الايراني لعدن مع مناورات عسكرية كبيرة تجريها القوات الايرانية في جنوب شرقي إيران وبحر عمان ومضيق هرمز حتى خليج عدن حسب ما أعلنت وسائل الإعلام الإيرانية، وستستمر هذه التدريبات 6 أيام تختبر خلالها أنواعا من الصواريخ والطائرات من دون طيار.

وقال مسؤولون عسكريون بأن 13 ألف جندي سيشاركون في هذه المناورات التي ستمتد على منطقة مساحتها 2.2 مليون كلم مربع وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، وهي المرة الأولى التي تنظم فيها إيران مناورات بحرية على هذه المسافة البعيدة من سواحلها.

وأكد الجنرال عبد الرحيم موسوي الذي يشرف على المناورات للتلفزيون الإيراني أن «أحد أهداف هذه المناورات هو زيادة القدرات الدفاعية للبلاد» و«نقل الخبرة إلى العسكريين الشباب».

وأضاف أن «قوات البحرية وسلاح الجو أساس هذه المناورات بدعم من سلاح البر وقاعدة دفاع (الحرس الثوري) خاتم الأنبياء». ويتوقع أن تنتهي هذه المناورات بعرض في 30 ديسمبر.

ويأتي هذا النشاط الايراني في جنوب اليمن في وقت تقترب جماعة الحوثي المسلحة من احكام السيطرة المسلحة على شمال اليمن.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد