انتفض أبناء تعز امس السبت في مسيرة حاشدة رفضاً للتواجد الحوثي المسلح بالمحافظة.

وانطلقت المسيرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء تعز من شارع جمال وسط المدينة مروراً بشارع "26" وصولاً إلى مبنى المحافظة ورفع المشاركون في المسيرة لافتات وشعارات تؤكد على تواجد الميليشيات المسلحة أو ما تسمى" باللجان الشعبية".

وأكد أبناء تعز على مدنية تعز ورفض أشكال العنف والإرهاب والتطرف من أي طرف كان، مستنكرين غياب وتغييب الدولة ومؤسساتها.

وفي التظاهرة التي دعت إليها العديد من الحركات المدنية والثورية ومن مختلف ألوان الطيف السياسي المنددة بالأعمال الإرهابية للجماعات والمليشيات المسلحة.. اعلن المشاركون رفضهم للإرهاب والتطرف والمليشيات والجماعات المسلحة خارج سيادة القانون ونقل الصراع الطائفي إلى محافظة تعز التي اشتهرت بالتعايش والسلم والسلام على مر تأريخها.

وأشاد المحتجون بدور الأجهزة الأمنية والعسكرية بالمحافظة مطالبينها ببذل مزيد من الجهد واليقظة, ورفع المشاركون الأقلام تأكيداً على ثقافة تعز المدنية في إشارة إلى أن القلم هو سلاح أبنائها الوحيد الذي سيواجهون به ثقافة البندقية, مؤكدين على أن تعز لن تحكمها إلا الدولة والقانون ولن ترضى بغيرهما بديلا.

ورددوا هتافات ترفض الصراع الطائفي وتوظيفه سياسياً أبرزها: قولوا قولوا لإيران..اليمن ماهيش لبنان, " يا تعز عَلّي راسك نحن شبابك حراسك" ," عاش الشعب اليمني عاش لا حوثي ولا عفاش".

ورأى البيان الصادر عن المسيرة بأن المشهد القائم حالياً في اليمن لن ينتهي بتسليم المحافظات والمعسكرات إلى الميليشيات أو تعيين المحافظين بالقوة كما حدث في الحديدة أو محاولة كسر حاجز الرفض كما في تعز , محذراً من وجود مخطط ما يجري تنفيذه بدعم كبير مما أسماها " السلطة العصبوية" في صنعاء.

واعتبر التحركات المشبوهة لبعض الوافدين من خارج المحافظة وتجولهم بالسلاح واستخدامهم شعارات دينية تمثل استفزازاً لمشاعر أبناء تعز وقناعاتهم المدنية وتستهدف إثارة الفوضى وشرخ النسيج الاجتماعي في المحافظة وإضعاف حضور الدولة فيها.

وقال البيان بأن تعز ستظل منارة للنضال ولن تقبل بأي صوت غير صوت المدنية أو تظل مكتوفة الأيدي إزاء من يحاول النيل منها.

 وأدان البيان التفجير الإرهابي الذي راح ضحيته العشرات في محافظة إب, داعياً كل الأطراف إلى تحكيم العقل وتغليب المصلحة العامة.

وحث البيان كل مكونات تعز إلى الوقوف صفا واحدا ضد كل من يستهدف أمن وسلم المحافظة والتمسك بخيار تعز الرافض لأي توجد للميليشيات المسلحة ومساندة توجهات السلطة المحلية في جهودها الرامية إلى تجنيب تعز الانزلاق في أتون الصراعات , وأكد على أهمية تأسيس شرطة محلية لكل محافظة من أبنائها وضرورة البدء في إنشاء شرطة تعز المحلية للحفاظ على أمنها واستقرارها.

وفي السياق ذاته أدانت حركة "رفض "بتعز الصراع بكل أشكاله وتمظهراته السياسية والفكرية والاجتماعية ودعت كافة القوى السياسية والمدنية إلى تحمل مسئولياتها القانونية والأخلاقية والإسهام الفاعل بتعزيز ثقافة السلم والتعايش.

ولفتت في بيان لها إلى أن الانجرار نحو العنف هو تأجيج للمشكلة ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الصراع والعنف المتجدد وأن غياب الدولة هو جذر لجميع المشكلات الحاصلة اليوم, داعية الجميع إلى رفض الخطابات التعبوية والتحريضية الهادفة لبث الكراهية والحض على العنف ورفض تمدد الجماعات المسلحة على الأرض اليمنية , وطالبت كل القوى الوطنية الفاعلة استحضار مسئولياتها في فرض السلم الاجتماعي وتفويت فرصة الاحتراب والصراع والالتزام بمخرجات الحوار والعمل على تنفيذها وتعزيز مؤسسات الدولة وتمكينها من بسط سلطة القانون.