أكد رئيس كتلة الأحرار بمجلس النواب الشيخ محمد مقبل الحميري أن الجلسة المرتقبة للبرلمان بشأن النظر في استقالة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قد تأجلت إلى أجل غير مسمى، محذراً في الوقت نفسه من الدفع بالبلد نحو الانفصال والتشظي.
وأوضح النائب الحميري في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" أن كتلته البرلمانية لن تشارك في أي جلسة لمجلس النواب طالما وكتلة الجنوب غير موجودة حفاظاً على النسيج الوطني والوحدة اليمنية..
وقال الحميري: "كنت متوقعاً عدم انعقاد جلسة مجلس النواب اليوم ـ أمس ـ لان انعقاد مجلس النواب بغياب كتلة المحافظات الجنوبية سيكون له اتجاه خطير نحو التشطير، ولا يمكن في هذا الظرف أن نتحدث عن أغلبية، والمبادرة الخليجية قد حسمت هذا الموقف بأنه قرارات مجلس النواب تتخذ بالتوافق وبغض النظر عن المبادرة الخليجية أيضاً ما لم يتم التوافق، فإننا نقود البلد الى التمزق وندفع الناس دفعاً نحو الانفصال ونحو التشظي".
وتابع قائلاً: "فعلاً أجلت الجلسة إلى أجل غير مسمى، ونحن في كتلة الأحرار قررنا ألا نشارك في أي دعوة أو أي فعالية للمجلس طالما وكتلة الجنوب غير موجودة حفاظاً على الوحدة الوطنية والنسيج الوطني والوحدة اليمنية بشكل عام، ولا بد أن يكون هناك مخارج تلبي راغبات الجميع وأن يتنازل الذين يسيطرون بالاستقواء بالسلاح لأنه لا يمكن أن تمرر أي من هذه الأمور إلا بالتوافق والرضا وحفاظاً على الوطن".
ولفت النائب الحميري طارحاً مبادرة وقال: "أعلنا في تكتل أعيان تعز عن مبادرة بتشكيل مجلس رئاسي يتكون من سبعة أعضاء من كل إقليم عضو والعضو السابع يرأس الأقاليم السته".
وأضاف متحدثاً عما يدور في الكواليس: " لا أتوقع أنه في الكواليس أشياء تدور، ولكن نقول للذين يديرون أشياءً ويعتقدون أن الأمور قد سنحت لهم، نقول له اتقوا لله في الوطن وأي أمر لا يوافق إرادة وتوافق الجميع فإنكم يعني ربما من حيث تعتقدون أنها فرصة، وقد تكون هي القشة التي تقصم ظهر البعير وتمزق وطننا - لا قدر الله- فاتقوا الله في هذا الوطن". ودعا النائب الحميري المسيطرين على العاصمة بقوة السلاح إلى التنازل وإعطاء كل ذي حق حقه، وقال: "على هؤلاء الناس أن يتنازلوا، أن يعطوا الاخرين حقهم كما لهم حق وأن يكون الخروج مخرجاً يرضي الجميع.. يعتقد البعض أن مجلس النواب سوف يخدمه والبعض الآخر سيعتقد أنه إذا تشكل مجلس عسكري بالفعل قوته سيكون بيده، الوطن أكبر من هذا، ولن يتم إلا ما يرضي اليمنيين بكل أطيافه وفئاته".
وفيما يخص مصير البلاد والعملية السياسية برمتها قال النائب الحميري: "مصيرها حتى الآن الأمور معقدة، دخلنا في منحنى خطير ونفق مظلم، الذي أريد أقول إن هذه الجهات والمستقوين يجب أن تفكر ما هو المخرج لليمن، لا كيف أسيطر.. إذا فكروا بكيف أسيطر، فقد جربوا مع هادي وانظر إلى أين وصلنا لأنهم نسو أن للآخرين حتى إحساس أو إرادة يعني أتمنى وهم إخواننا لهم ما لنا، ولكنهم ألغوا الآخرين، ويعتقدون أنهم سيطرو على القوى ولذلك سيطروا على إرادة الناس وسيطروا على شعب بكامله".
وحول ما يدور في العاصمة من حصار للرئيس هادي وبعض وزراء حكومة بحاح المستقيلة قال النائب الحميري: "هذا الكلام يدور، ولكن كيف ندير جلسة في صنعاء ورئيس محاصر ووزراء من مناطق معينة محاصرين، بينما آخرون من مناطق أخرى رغم الخلاف معهم يتحركون بكامل أريحية واطمئنان، نقول لهؤلاء أنتم تزرعون تشققات في جدار الوطن خطير.. ونناشد اخواننا في أنصار الله أن يتقوا الله في الوطن، وأن يتصرفوا كرجال دولة ويحرصوا على الوطن، ويعني في الأخير يلتف الناس حول نقاط الاتفاق، وهي كثيرة، ويكون الوطن فوق كل الرغبات، وفوق كل النزوات، وفوق كل الضغائن؛ يعني في دول تعايش أناس بأديان مختلفة ومذاهب مختلفة و أجناس مختلفة، وكلهم يتعايشون أمام القانون سواء، فلا نخلق هذه النزعات، اليوم وزير الادارة المحلية ووزير الشؤون القانونية محاصران، وكلاهما من تعز، ووزير الدفاع محاصر وهو من الصبيحة، بينما لا نسمع عن أحد، يعني فهم يجرحون أبناء هذه المناطق عندما يرون هذا الانتقاء.. وأنا والله أتكلم هكذا، وانا والله لا أؤمن بالمناطقية ولا بالطائفية، وأعتبر أي انسان في أي بقعة في الوطن هو أخ ويمني وله ما لأي واحد، لكن أنا يحزنني ويحزن كل واحد أن يتم مثل هذا التصرف".
وختم الحميري تصريحه مناشداً الحوثيين بالعودة إلى جادة الوطن والشراكة والحوار، وقال: "أنا أناشد إخواننا في محافظات شمال الشمال أن يرفضوا مثل هذا العمل ويدينوه، وبالدرجة الأولى اناشد الاخوة الحوثيين ألا يكونوا سبباً في تشقق الوطن".
