خرج المئات من أبناء محافظة تعز صباح ـ أمس الأحد ـ بمسيرة انطلقت من شارع جمال ـ وسط المدينة ـ وصولاً إلى مبنى المحافظة, منددة بالمشروع التآمري عبر الانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية والعملية الانتقالية ومخرجات الحوار واتفاق السلم والشركة..
وردد المشاركون في المسيرة هتافات تدعو إلى ثورة جديدة ضد ما أسموه "المشروع التآمري" الذي تقوده جماعة الحوثي والنظام السابق ضد ثورة 11 فبراير والمنجزات التي تحققت خلال الثلاث السنوات الماضية والمتمثلة في مؤتمر الحوار الوطني بهدف إسقاط مشروع الدولة المدنية, وأكدوا رفضهم العودة إلى عصور الاستبداد وتقبيل الركب - حد تعبيرهم..
ودعا المشاركون في المسيرة إلى إعلان استقلال إقليم الجند ورفعوا لا فتات تؤكد على أن تعز لن تقبل بأي سلطة غير شرعية وأن الشرعية الوحيدة هي لسلطة الدولة والنظام القانون.
يشار إلى أن محافظة تعز تشهد مسيرات وفعاليات يومية رفضاً "للانقلاب" ومطالبة بعودة المسار السياسي وخروج الميليشيات من العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.
وفي سياق متصل نفذ المئات من ثوار تعز الليلة الفائتة وقفة احتجاجية بشارع جمال وسط المدينة تنديداً بما تقوم به مليشيات الحوثي من اعتقال ناشطين في محافظات صنعاء واب والحديدة.
وفي الوقفة الاحتجاجية ردد المحتجون هتافات: مدنية مدنية لا للقوى الرجعية.. يا شباب يا مخطوفين حريتكم عندنا دين.. يا شلة الانقلاب أنتم أنتم الإرهاب".
ورفع المحتجون يافطات تطالب باستعادة الدولة الى ما قبل ٢١ سبتمبر، واعتبروا الاعتداء على الشباب هو اعتداء على الثورة.
وقال الناشط أمين الحاج: نرفض محاصرة الشخصيات الاعتبارية ورموز الدولة في صنعاء من قبل مليشيات الحوثي.
ودعا جميع القوى السياسية بعدم الحوار او الجلوس مع القوى الانقلابية .
وطالب باستكمال الدستور وعدم القبول باي تعديلات عليه من أي جهة كانت، مؤكداً رفضهم الانقلاب.. وقال: سنستمر بتحقيق أهداف ثورة ١١ فبراير وتنفيذ مخرجات الحوار والذي يتمثل بجمهورية اليمن الاتحادية المكون من ستة اقاليم ومحاسبة مليشيات الحوثي عما اقترفوه من ممارسات بحق الوطن ابناء الوطن من انتهاكات وتعسفات.
إلى ذلك قال العميد مطهر الشعيبي- مدير شرطة محافظة تعز- بأن اليمن يمر بظروف استثنائية تتطلب من أبنائه عموماً وأبناء تعز على وجه الخصوص بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم التحلي بالمسئولية الوطنية والحرص الكامل على إيجاد الأمن بدرجة أساسية بمضاعفة جهودهم والتعاون مع رجال الشرطة بما يخدم استقرار المحافظة, مشيرا إلى أن هذه المرحلة الصعبة هي من تصقل الوطني عن غيره.. جاء ذلك خلال مشاركته في الحفل الذي أقامته منظمة السلم الاجتماعي والتوجه المدني صباح ـ أمس الأحد ـ لتدشين برامجها للعام 2015م.
ودعا الشعيبي رجال الأمن إلى أن يكونوا قريبين من المواطنين وأن يضاعفوا جهودهم ويعملوا من أجل الأمن وليس العكس.. وأضاف: بالرغم من أن ما يجري في المحافظات الأخرى يصيبنا بالإحباط إلا انه لابد أن يكون لدينا قناعة بالعمل بكل مصداقية ووطنية وإخلاص.
وأكد على أن الأمن هو الركيزة الأساسية في هذا الظرف الذي يعصف بالوطن, لافتاً إلى أن محافظة تعز تنعم بجزء من الأمن مقارنة مع غيرها من المحافظات إلا أنه رأى بأن ذلك ليس كافياً ولابد من أن يكون هناك طموح أكبر، ولن يتأتى إلا بجهود أبناء المحافظة كون العملية تكاملية بين المجتمع ورجال الشرطة- حد قوله.
من جانبه أكد وكيل المحافظة عبدالله أمير أن تعز ـ المدينة الحالمة ـ كما وصفها ستحافظ على مدنيتها وثقافتها السلمية وقال: نعتز بأننا نعيش في مدينة ذات تنوع سكاني جميل وعطاء ثقافي متعدد نحرص أن تكون ثقافتنا فيها هي الانتماء للوطن, ونحن في السلطة المحلية نتجه نحو الحفاظ على استقرار المحافظة وأمنها.
وأضاف أمير: تعز لم تعرف دخان المعارك ولا روائح البارود إلا في أزمنة اخترقت فيها ثقافة المحافظة وحرّكتها نوازع خارج إرادة أبنائها , وخارطة اليمن اليوم ستُرسم من تعز ومنها سيصدح صوت الحقيقة والحكمة - حسب قوله.
بدوره لفت رئيس منظمة السلم الاجتماعي عبد القوي المخلافي إلى أن هذا التدشين يأتي في ظروف عصيبة يمر به اليمن ومنزلقات خطيرة في مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاجتماعية وهو ما يوجب عليهم كمنظمات مجتمع مدني القيام بواجبهم الوطني في تعزيز قيم التعايش والسلم ونبذ ثقافة العنف والكراهية.
وأكد على انه بدون ذلك لن تتحقق الدولة المدنية المنشودة, مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً بين المنظمة والسلطة المحلية في المحافظة في ترسيخ الأمن والسلم المجتمعي في تعز والوصول إلى مجتمع يسوده الأمن وتصان فيه الحقوق.
وذكر المخلافي بأن المنظمة ستواصل نشاطاتها خلال العام2015 من خلال الإعداد لمصفوفة من البرامج والفعاليات التي تخدم السلم الاجتماعي وتجاوز التحديات التي تهدده بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والسلطة المحلية.
