علّق المحلل السياسي/ عبد الناصر المودع, على ما وصف بالإعلان الدستوري المثير للجدل الذي أصدره الحوثيون مساء أمس الجمعة، معتبراً إياه يبرهن قرب سقوط دولة الحوثي الوليدة.
وكان الحوثيون أصدروا ما سموه "إعلانا دستوريا"، يقضي بحل البرلمان، وتشكيل مجلس وطني انتقالي ينتخب مجلساً رئاسياً يتكون من خمسة أعضاء لإدارة البلاد في المرحلة المقبلة.
وأضاف المودع- في تصريح لـ"أخبار اليوم"- أن الحوثي كتب بهذا الإعلان صفحة جديدة في اليمن عنوانها العنف والفوضى، مشيراً إلى أن الحوثي برهن بذلك على أنه لم يقرأ صفحة واحدة من تاريخ اليمن، مردفا: فكل من عرف اليمن في الحاضر والماضي يدرك بأنه لا يمكن أن يخضع لحكم شخص أو أسرة أو سلالة أو أقلية، من أي نوعية كانت وتحت أي شعار.
وأشار المودع إلى أنه ليس بحاجة لكثير من المعرفة كي يتوقع سقوط دولة الحوثي، فالمسألة مسألة وقت ليس إلا، غير أن المشكلة هي كم الضحايا الذي ستدفعه اليمن لهزيمة مشروع الحوثي حسبما أفاد.
ولفت إلى أن جماعة الحوثي بدت واضحة منذ البداية أنها ليست سوى مشروع لتوليد العنف والفوضى، وهي بذلك لا يمكنها أن تحكم، كما انه لا يمكنها أن تتشارك مع أحد في الحكم، بما في ذلك من أيدها وناصرها، او تحالف معها، فهي مثلها مثل الحركات الشمولية ليس لها إلا خيارين إما الكل أو لا شيء.
وفسّر المودع ما قامت جماعة الحوثي بأنه لم يكن تعبيرا عن إحساس بالقوة ولكنه ناتج عن إحساس بالخوف والقلق، ولهذا فهي تهرب إلى الأمام كلما حست بأنها في مأزق حسب تعبيره.
وأفاد بأن الهروب الحوثي يأتي استناداً إلى خرافات وأوهام تتملك الجماعة، وتجعلها تعتقد بأنها محروسة بعناية إلاهية.
ولفت إلى أن ما تعتقده الجماعة يفسّر خطواتها الغير عقلانية، منوها إلى أنها في هذا الأمر تشبه جميع الحركات الدينية، والتي اعتقد زعماؤها بانهم قد وصلوا إلى نهاية التاريخ، وأن البشرية ستدين لهم.
وأردف المودع: ليس بعيدا عنّا أسامة بن لادن الذي عاش أوهاماً مشابهة، غير أنه انتهى هارباً ومطارداً وبعدها جثة في قاع البحر.
