اعتبرت الهيئة الوطنية المؤقتة للتحرير والاستقلال, دعوة قيادة السلطة المحلية لكافة القوى والمحافظات الرافضة لبيان الانقلاب الحوثي إلى عقد لقائها في مدينة عدن.. اعتبرت الدعوة إهانة للجنوبيين وللثورة الجنوبية واستخفافا بدماء الشهداء الذين قدّموا أرواحهم ضد ما يدعو إليه هذا الاجتماع المشبوه حسب تعبيرها.

 وأكدت الهيئة الوطنية- في بيانها التي تلقت "أخبار اليوم" نسخة منه- أكدت رفض الجنوبيين للدعوات بشأن عقد اجتماع لقيادات ومسؤولين حكوميين من محافظات يمنية عدة في عدن, معلنة أن يوم غد الأحد غضب شعبي جنوبي لمنع انعقاد اللقاء التشاوري.

وأفادت بأن القوى- التي تريد عقد الاجتماع في مدينة عدن- تريد أن تحول صراعاتها وحروبها إلى الجنوب وهي القوى التي سبق لها أن اجتاحت الجنوب وفقا لبيان الهيئة.

وحذرت الهيئة الحوثي من أن لا يحذو حذو السلطات والهيئات التي ارتكبت أبشع الجرائم ضد الشعب الجنوبي..

وقالت:" إن الجنوب العربي ليس اليمن، وعدن ليست صنعاء.. وندعو الحوثي أن يلزم جغرافيته اليمنية، فالجنوب العربي لم يكن في التاريخ جزءاً منها، ولن يكون بإذن الله.. وفي نفس الوقت، فإن التذرع بمحاربة الإرهاب الذي تم تصديره من صنعاء إلى الجنوب أمر لا يقبله, شعب الجنوبي العربي ,ولا يقبل أيضا الإرهاب بكل أشكاله.. ولن يكون له مكان في دولة الجنوب القادمة بإذن الله."

وحددت الهيئة- في بيانها- برنامج فعاليات يوم الغضب بحيث تبدأ الفعاليات من صباح غد الأحد، خاصة في كريتر وخور مكسر وكل منافذ العاصمة عدن لمنع وصول هيئات وسلطات النظام اليمني إلى عدن, وأن تتم معرفة الحاضرين من خارج الجنوب العربي, وأن يتم حصر أملاكهم في الجنوب.

وطالبت الأمن بمطار عدن الدولي، بوضع قائمة بأسماء أعضاء تلك الهيئات والسلطات وتسليمها للجنة الإشرافية أو منعهم من الدخول إلى أراضي الجنوب والعمل الموحّد من قِبل كافة المكونات الجنوبية في الطرقات والساحات لمنع وصول هؤلاء إلى أماكن اجتماعاتهم المشبوهة.

وحذّرت الهيئة قوات الأمن والقوات العسكرية اليمنية في عدن من استخدام القوة ضد الغضبة الشعبية وطالبت الهيئة أبناء الجنوب الأبطال، من منتسبي القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية، الدفاع عن آبائهم وإخوانهم وأبنائهم المقاومين للنظام اليمني، وربط حلقة تواصل بينهم.

 ودعت الهيئة- في ختام بيانها- أصحاب الفنادق رفع كشف بالنزلاء، وعدم قبول أي نزلاء مما أسمتها "دولة الاحتلال" اعتباراً من اليوم السبت:14/2/2015م.

ودعت أيضا كل المكونات وشرائح المجتمع الجنوبي إلى المشاركة في يوم الغضب الجنوبي العارم, والتلاحم وترك أي تباين من أجل مواجهة مخططات النظام القديمة – الجديدة.

وتعكف اللجنة التحضيرية للملتقى الوطني على وضع الترتيبات واللمسات الأخيرة لعقد الاجتماع الموسع للملتقى الوطني في مدينة عدن يوم الأحد المقبل، وذلك لبلورة رؤية وطنية للقضية الجنوبية بوصفها المرتكز الأساس لمخرجات الحوار الوطني لمعالجة الوضع اليمني العام.

وأفاد الدكتور/عبد العزيز صالح بن حبتور- محافظ عدن- في تصريح له- أن اجتماع الملتقى الوطني، سيركز كثيراً على القضية الجنوبية باعتبارها محوراً أساسيا من محاور النقاشات والحديث للحقوق السياسية والقانونية والحقوقية للجنوب، كما سيركز على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي شكلت مخرجا حقيقيا لمشكلات اليمن برمته.

وأضاف إن المجتمعين في الملتقى الوطني سيؤكدون على الشراكة الوطنية, بما لا يخل بالجانب الوطني اليمني عموماً، وهي الشراكة العادلة بين شطري اليمن سابقاً، أو الأقاليم اليمنية وذلك استناداً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مضيفاً: إن هذه الشراكة إن وجدت ستشكل أساساً قوياً وراسخاً لاستقرار الدولة اليمنية الاتحادية المستقبلية.

ودعا بن حبتور كل القوى السياسية في الوطن اليمني إلى التعاطي الايجابي مع معطيات اجتماع الملتقى الوطني وعدم تحميله ما لا يحتمل أو إلباسه تفسيرات تخرجه عن السياق اليمني الوطني، مؤكداً أن اجتماع الملتقى الوطني حاجة وطنية ملحة، وهو تعبير مخلص لجهود الحفاظ على استقرار الوطن وتماسكه، وكذا جهود الحفاظ عليه من التشظي أو دخوله "لا سمح الله" في أتون حرب أهلية.

وأشار محافظ محافظة عدن، إلى أن الوضع الراهن للوطن اليمني لا يحتمل المزيد من التصعيد العسكري أو التصعيد الإعلامي، مضيفا بالقول: "ينبغي على الجميع ضبط إيقاع سلوكه السياسي والإعلامي تجاه بعضنا البعض كشركاء في الوطن اليمني كله".