الحوثيون يغلقون صحيفة أخبار اليوم ويجبرونها على الانتقال إلى الجنوب

2015-02-25 11:07:38 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

صحفيون وموظفون سابقون يواصلون احتجاجهم ضد استيلاء الحوثيين على مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم التابعة لها، والتي نقلت اعمالها منذ ذلك الحين إلى مدينة عدن.

مؤسسة الشموع تُعنى بالصحافة والطباعة ولها إصدار صحفي أسبوعي يحمل اسمها بالإضافة إلى صحيفة أخبار اليوم اليومية. بدأت الاحتجاجات في 8 فبراير، بعد ثلاثة أيام من قيام مسلحين حوثيين باقتحام مكاتب المؤسسة في حي شميلة ومنذ ذلك الحين تُقام فعاليات احتجاجية في كلا من نقابة الصحفيين اليمنية في صنعاء وفي المقر الرئيسي لصحيفة أخبار اليوم في صنعاء أيضا.

يقول مدير تحرير صحيفة أخبار اليوم اياد البحيري إن عددا كبيرا من المسلحين الحوثيين وصلوا على متن ثلاث شاحنات عسكرية وترافقها مدرعتين وقاموا بمحاصرة المبنى من جميع الجهات. وتم احتجاز الموظفين في مكاتبهم لمدة ثلاث ساعات، قبل وصول تعزيزات لفرض سيطرتهم الكاملة على المؤسسة.

وفقا لسكرتير لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين أشرف الريفي، فإن المسلحين الحوثيين اعتقلوا أربعة موظفين بعد مقاومتهم للمسلحين، لكن تم الإفراج عنهم بعد يومين. ومنذ ذلك الحين تم نقل ستة محررين إلى فرع المؤسسة في عدن الذين واصلوا إصدار الصحيفة اليومية من هناك. وبسبب الإغلاق المفاجئ لمقر الصحيفة في صنعاء، توقف عدد واحد فقط للصحيفة عن الإصدار.

وقال البحيري إنه لم يكن هناك من خيار سوى إطلاق سراح جميع الموظفين الباقين من المؤسسة، مضيفا إن العديد من الموظفين وأسرهم معرضين لخطر فقدان منازلهم إذا لم ينهي الحوثيون محاصرتهم وتعويض المؤسسة عن خسائرها.

نهب الممتلكات وتضرر عشرات الأسر

انضمت هيئة تحرير الصحيفة إلى 80 موظفا موجودين في فرع المؤسسة في عدن، في حين هناك حوالي 200 موظف كانوا يعملون في مقر المؤسسة في صنعاء يجدون أنفسهم الآن عاطلون عن العمل: المؤسسة تستخدم مطبعتها الخاصة في عدن لمواصلة إصداراتها في المحافظات الجنوبية، لكن المبيعات انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة لهذه المحنة، وكذلك انخفضت عائدات الإعلانات في أعقاب انسحاب المعلنين غير الراغبين في خلق مشاكل لأنفسهم بتواصلهم مع الناشر.

يقول البحيري: إنه تم نهب الممتلكات في أعقاب السيطرة على مقر المؤسسة، وإن الحوثيين يستخدمون معدات المؤسسة لطباعة منشورات وإصدارات أخرى منها صحيفتهم الخاصة "الحقيقة".

ويتساءل البحيري: "أين هي الحقيقة فيما يقومون به؟"

الحوثيون وقمع الصحفيين

يقول الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين مروان دماج إن القيود التي يفرضها الحوثيون على حرية الصحافة لم يسبق لها مثيل في اليمن. وقال دماج: "لم يسبق أن رأينا اقتحاما لمكاتب صحفية أو دور نشر إلا بعد استيلاء الحوثيين على السلطة وسيطرتهم على وسائل الإعلام وقمع أي شخص يتحدث ضدا عليهم".

وقد تواصل أعضاء النقابة مع العديد من المنظمات الدولية، منها الاتحاد الدولي للصحفيين، لتقديم شكاوى وضمان إطلاع المجتمع الدولي على حقيقة الوضع.

وكان هناك دعم من الاتحاد الخليجي للصحافة والاتحاد العربي للصحافة والحريات الإعلامية، وكلاهما عضوان في مجلس العلاقات الخليجية الدولية.

إرهاب الحوثيين وأعمالهم الإجرامية

في بيانها الصادر في 11 فبراير، قالت مؤسسة الشموع: "ندعو الشعب اليمني وأحرار الثورة للوقوف إلى جانبنا واستعادة حقوقنا وممتلكاتنا من المليشيات الحوثية الإرهابية وحملتهم مسئولية الأعمال الإجرامية".

وفقا لمحمد البخيتي- عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين في صنعاء- فإن الحوثيين استهدفوا مؤسسة "الشموع" وصحيفة "أخبار اليوم" بسبب ارتباطها باللواء علي محسن الأحمر. وقال البخيتي: "علي محسن هو هارب ومطلوب للعدالة وسيتم مصادرة جميع ممتلكاته التي هي ملك للشعب اليمني"، متهما هذه الوسائل الإعلامية بـ"خدمة أجندات خارجية" و بـ"تقسيم البلاد".

علي محسن هو القائد السابق للفرقة الأولى مدرع وقد قاد ست جولات من القتال ضد الحوثيين استمرت من عام 2004 حتى عام 2010. وانشق علي محسن عن حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال انتفاضة 2011، وبعد ذلك تم تعيينه مستشارا عسكريا لخليفة صالح. وهرب علي محسن إلى السعودية خلال سيطرة الحوثيين على صنعاء في منتصف سبتمبر الماضي. وعلي محسن هو أيضا أحد الأعضاء المؤسسين لحزب التجمع اليمني للإصلاح، ولطالما اتهمه الحوثيون بمقاتلتهم نيابة عن الإصلاح.

لكن هذه المزاعم ينكرها أعضاء مؤسسة "الشموع" فقد تم إنشاء المؤسسة في عام 1996، وأول عدد لصحيفة "أخبار اليوم" صدر في عام 2003.

اقتحام المنازل

الحوثيون اقتحموا أيضا منزل مدير عام المؤسسة/ سيف محمد الحاضري في 23 ديسمبر 2014، وهم مُتهمون باختطاف أحد أفراد أسرة الحاضري.

نقابة الصحفيين اليمنيين سجلت 60 انتهاكا للحريات المدنية من بداية يناير حتى منتصف فبراير الحالي. وتراوحت الاعتداءات على الصحفيين والناشطين من التهديدات إلى عمليات الخطف والإيذاء الجسدي.

ووفقا لأشرف الريفي فإن البلاد لم تشهد مثل هذه الانتهاكات الواسعة النطاق منذ تحقيق الوحدة في عام 1990، عندما اندمج كيانا الصحفيين في الشمال والجنوب وتشكيل نقابة الصحفيين اليمنيين.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد