رفع دعوى لمحاكمته بن عمر محلياً ودولياً..

بن عمر يوقف عجلة التغيير ويوفر غطاء لحماية المليشيا ويقود البلاد لحربٍ أهلية

2015-02-28 16:27:40 تقرير خاص بأخبار اليوم / عمر المقرمي

بعد تأكيد مجلس الأمن اعترافه بشرعية هادي ورفض الأحزاب للحوار مع الحوثيين لا يزال المبعوث الأممي جمال بن عمر يتبنى مشروع الحوثيين ويشرعنُ انقلابهم..

في الأمس تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع طلب الدول الـ15 من الميليشيات الحوثية "إطلاق سراح رئيس الحكومة والوزراء، الذين لا يزالون معتقلين، من دون شروط" وترحيبه بعودة الرئيس هادي الشرعي إلى التحرك بحرية بعد تمكنه من الإفلات من قبضة الحوثيين بصنعاء، معرباً عن ارتياحه لكون الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي لم يعد في الإقامة الجبرية" بعد أن نجح هادي في الفرار إلى عدن، إلا أن المبعوث الأممي جمال بن عمر مازال يشرعن انقلاب الحوثيين بالضغط على كافة القوى والمكونات السياسيتين بالتحاور مع الحوثيين في موفنبيك بعد تأكيدها "أي القوى السياسية والأحزاب " رفضها بشكلٍ قاطع المشاركة في أي حوارات مع الحوثيين، وذلك احتجاجاً على ممارسات الحوثيين البشعة إزاء هذه القوى وتجاهلها لمطالب الشعب اليمني.

لكن ما نشهده اليوم هو أن الحوثيين يؤسسون لمسار جديد ينطوي تحت الإعلان الدستوري وبإيعازٍ من المبعوث الأممي جمال بن عمر وفقَ تصريحاتٍ لمراقبين..

دور بن عمر في الانقلاب

الكاتب والمحلل السياسي عباس الضالعي قال- في تصريحٍ خاص لـ"أخبار اليوم" أن بن عمر أوقف عجلة التغيير وهو الذي وفر الغطاء والحماية لمليشيا الحوثي للتنكيل بقوى الثورة وضربها والجميع يعرف أنه لم يتناول كل تلك الجرائم نهائيا في كل التقارير التي قدمها لمجلس الأمن ودوره الحقيقي انه ساعد هذه المليشيا بتصفية وتفريغ الساحة من القوى الحية التي كان لها دور بعملية التغيير..

وأضاف الضالعي" التقارير التي يقدمها السيد بن عمر إلى مجلس الأمن هي تقارير مغلوطة وهي التي وفرت الغطاء الدولي للمليشيا الحوثية التي كانت سببا بتدهور الأوضاع في اليمن، مؤكداً أنه يجب أن تخضع تقارير بن عمر وتصرفاته ولقاءاته للرقابة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي لأن الأربع السنوات الماضية لا توجد أي تقييم لتقاريره حول اليمن في كل المحطات السابقة, مضيفاً الجميع يعرف أن مرجعية المرحلة الانتقالية (المبادرة الخليجية) انحرفت عن مسارها وخرجت عن آليتها التنفيذية المزمنة مرجعاً ذلك الانحراف لبن عمر وهو الذي يتحمل المسؤولية لأنه حرف مهمته كليا.

وأكدَ الضالعي إن الخروقات التي تعرضت لها المبادرة الخليجية تمت تحت إشراف بن عمر ولا يزال يمارس تضليل الدول الراعية للمبادرة الخليجية ومجلس الأمن عبر تقارير وهمية لم تفد اليمن بأي شيء إلى الآن.. حسب الكاتب ". مضيفاً إن دور بن عمر المشبوه أصبح مكشوفاً..

وعلى ضوء ذلك تقدَّم الكاتب الضالعي ببلاغٍ للنائب العام اليمني يطالب باعتقاله ومحاكمته كخطوة أولى، لكن حسبما أفاد لم يبادر النائب العام بالرد على البلاغ والتعاطي معه بجدية لحماية الشعب اليمني ومصالحه من عبث هذا المبعوث الأممي بن عمر, مؤكداً عزمه على المضيِّ قدما برفع هذا الملف إلى المحاكم الدولية واثبات دوره السَّلبي ومساهمته في دعم المليشيات المسلحة التي انتهكت كل شيء في اليمن واغتصبت السلطة بقوة السلاح وانتهكت الحرمات الخاصة والعامة ومع كل هذه الجرائم لم نجد في كل تقارير المبعوث الأممي بنعمر ما يؤكد التصدي لتصرفات هذه المليشيا بل نجده داعما له في كل المحطات الإرهابية التي مارستها بحق الشعب اليمني وبصورة مخالفة تماما لمهمته في الإشراف على الانتقال الآمن للسلطة وتجاوز العقبات..

بن عمر يشرعن المرحلة

قال عباس- محملاً نفسه مسؤولية كلامه- إن بنعمر وفر الغطاء الدولي لمليشيا الحوثي منذ حربها الأولى في منطقة دماج ثم تحركت لاحتلال المناطق والمديريات والمحافظات ومركز سلطة الدولة "العاصمة" وهو موجود في اليمن وهو على علاقة قوية ومثيرة مع قادتها وان صنعاء سقطت بيد هذه المليشيا وهو موجود في ضيافة قائدها عبدالملك الحوثي و قبلها عمران أيضا ..

واعتبر وجود بنعمر في اليمن كارثة حقيقية على الشعب اليمني وأن مساعيه وتصرفاته أصبحت غير حيادية وأن ميوله الواضح يصب في مصلحة الحوثيين وبالتالي لم يعد مجرد توقعات أو مجرد شعر ونثر ،،لا ،، إنما ميول سلبي أضر بالشعب اليمني ومصالحه وامنه ومستقبله ،بحسب الضالعي ..

وأشار إلى أن اختطاف مليشيا الحوثي لهادي والحكومة والقادة السياسيين لكافة القوى والأحزاب تمت تحت علم وإشراف المبعوث الأممي بنعمر، فضلاً عن تشجيعه للمليشيا في ممارسة القمع والقتل والتشريد وتفجير منازل المواطنين والمعارضين لسياسة هذه المليشيا وإرهابها.. وبعد خروج الرئيس هادي من صنعاء ورفض كل الأحزاب والمكونات السياسية حوارها مع الحوثيين ورفضها لتصرفات المليشيا واتخذت قراراً بالإجماع في طلبٍ مكتوب للمبعوث الأممي بنعمر برفض الإعلان الدستوري الذي أعلنته مليشيا الحوثيين لكنه لم يرفض واعتبر ذلك سياسة الأمر الواقع. وأضاف: الأخطر من هذا أنه حاول فرض إرادة الإعلان الدستوري وإرغام الأحزاب على السير بالحوار تحت سقف هذا الإعلان ..

سياسة التدريج في سحب شرعية هادي

 الدبلوماسي والمحلل السياسي/ عبد الناصر المودع. قال إن اليمن مقبلة على مرحلة التعقيد الشديد وأهم رسالة يجب أن يقدمها بن عمر لليمنيين هو التأكيد على شرعية هادي ورفض الاعتراف بسلطة الحوثيين مهما كانت قوتهم على ارض الواقع، غير ذلك يعد مجرد هراء ولا علاقة له بحل الأزمة التي تمر بها البلاد..

وأضاف المودع " بنعمر اليوم يحاول سحب شرعية هادي وتعميم شرعية مليشيا الحوثي من خلال دعوته الى نقل الحوار ومواصلته تحت سقف الإعلان الدستوري الذي أعلنته جماعة الحوثي وذلك يعد شرعنة واضحة لانقلابها المسلح، والجلوس معها على طاولة الحوار هو اعتراف بشرعيتها وبشرعية إعلانها وانقلابها وهذا ما يجب رفضه من قبل الأحزاب ومن قبل الرئيس هادي صاحب الشرعية"..

وقال" استناداً للمواقف الشعبية والدولية والإقليمية الرافضة للانقلاب يجب على كل القوى السياسية رفض أي حوار مع مليشيا تحمل السلاح وتغتصب السلطة بالقوة، ورفض تصرفات بنعمر وتجريده من الصفة الدبلوماسية وتقديمه للمحاكمة لدوره المكشوف والداعم لهذه المليشيا"...

وتابع قائلا "يجب على كل المكونات السياسية تقديم طلب لسفراء الدول العشر ورعاة المبادرة الخليجية والأمين العام للأمم المتحدة بتوضيح الدور السلبي للمبعوث الأممي والمطالبة بمراجعة تقاريره التي ضلل بها مجلس الأمن".

بن عمر يشرعن للحوثي

من جانبه قال الكاتب الصحفي/ رشاد الشرعبي, "إن بن عمر الآن يعمل وفق بيان مجلس الأمن الأخير والذي خوله باختيار مكان انعقاد جلسات المفاوضات ووصوله عدن ولقائه بالرئيس هادي وطرحه مدينة تعز كما تسربت أخبار يسير في هذا الاتجاه... هذه خطوات طبيعية الآن, والشرعنة كانت من البداية بقبول جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار مع احتفاظها بالسلاح المنهوب ثم عدم إدانة جرائمها التي توجت بسقوط العاصمة صنعاء واتفاقية السلم والشراكة بشكل صريح وضمن التقارير المقدمة لمجلس الأمن, الآن الوضع عاد إلى مساره الصحيح نوعاً ما مع تأكيد مجلس الأمن على شرعية الرئيس هادي ورفض أي إجراءات تتجاوز تلك الشرعية بما فيها ما وصف الإعلان الدستوري, وعلى الأحزاب السياسية أن تستمر بموقفها الرافض لإجراء أي حوار في العاصمة صنعاء تحت التهديد والإكراه, والوقوف في وجه بن عمر في حال انحرف بالحوار عن مساره المستند إلى شرعية هادي وإدانة جرائم الحوثيين, وأعتقد أن موقف دول الخليج هو الآخر يساند موقف الأحزاب في حال عودة بن عمر للإنحراف بالعملية السياسية عن مسارها المفترض والطبيعي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد